سجلت البورصات في العالم تراجعا جديدا عند بدء المداولات الجمعة وسط أجواء من الهلع نتيجة توقعات مقلقة للاقتصاد العالمي ومخاوف من انتشار عدوى أزمة الديون في منطقة اليورو. وقال كاميرون بيكوك المحلل لدى شركة إيه جي ماركتس إن البورصات التي تشهد تقلبات منذ أكثر من أسبوع تعيش “في حالة من الهلع المطلق” وهي “لا تحظى بأي دعم تقريبا ولو أن الأسهم باتت الآن متدنية الأسعار إلى حد كبير“. وحاول القادة الأوروبيون طمأنة المستثمرين القلقين من عدوى أزمة الديون، بعد أسبوعين فقط من قمة يفترض أنها قد حلت هذه المشكلة. وبعد العودة خصيصا من عطلته، كان المفوض الأوروبي المكلف الشئون الاقتصادية أولي رين الجمعة أول من تدخل في بروكسل. وقال في مؤتمر صحفي إن الاتفاق الذي توصل إليه قادة منطقة اليورو عقب قمة طارئة في منتصف يوليو، يتضمن عدة نقاط تقنية تتطلب وقتا قبل تنفيذها. وأكد أن المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وصندوق الدعم الأوروبي، تعمل “ليلا ونهارا“. وقال “إنها مسألة أسابيع وليس أشهرا” وأن التقدم متوقع خلال سبتمبر عندما تصادق البرلمانات الوطنية على القرارات المعتمدة في 21 يوليو. وفضلا عن الخطة الثانية لمساعدة اليونان، اتفق قادة منطقة اليورو خلال قمتهم على سلسلة من الإجراءات لمكافحة أزمة الديون بما فيها تعزيز صندوق الدعم الذي فتح في 2010 لمساعدة أيرلندا والبرتغال. واعتبر رين أنه لا بد من تعزيز قدرة ذلك الصندوق على القرض رافضا في الوقت نفسه الدخول في تفاصيل الأرقام، ويتمتع الصندوق حاليا بقدرة فعالة لتقديم قروض قدرها 440 مليار يورو في مبالغ كافية لإنقاذ بلاد بحجم ايطاليا. وبلغ التراجع صاح اليوم نسبة 2,16% في لندن و1,14% في باريس و2,48% في فرانكفورت و0,38% في ميلانو. اما بورصة مدريد فسارت عكس التيار وارتفعت 0,12%. وساد القلق أسواق المال في كل القارات. فقد تراجعت بورصة طوكيو 3,72% الجمعة وهونج كونج 4,29%. وكانت البورصات العالمية منيت الخميس بخسائر فادحة. فقد سجلت وول ستريت تراجعا كبيرا إذ خسر مؤشر داو جونز 4,31% متدنيا إلى المستوى الذي كان عليه في ديسمبر فيما تراجع مؤشر ناسداك 5,08%. وفي أمريكا اللاتينية أغلقت بورصة ساو باولو على خسارة ضخمة بلغت 5,72%، بينما تراجعت بورصة مكسيكو بنسبة 3,3% عند الإغلاق الخميس، مدفوعة بشكل رئيسي بالانهيار الذي أصاب وول ستريت. ويؤثر كل ما يجري في الولاياتالمتحدة بشكل مباشر على المكسيك التي تصدر إليها 80% من صادراتها بحسب أحد المحللين. وقال اقتصاديو دار الوساطة اوريل بي جي سي إن “السيناريو الأسوأ هي ان تكون لدينا دول تعاني من مديونية كبيرة ولا يريد المستثمرون اقراضها، وانكماش عالمي“.