* آمال في أن تكون محاكمة مبارك بداية لتقديم الأنظمة المستبدة والفاسدة في المنطقة إلى العدالة * تليفزيون البحرين يتجاهل المحاكمة ويقدم عرضا لتشجيع السياحة في المملكة الخليجية ترجمة- نفيسة الصباغ: ذكرت وكالة أنباء “أسوشيتد برس” أن الصور التلفزيونية الحية من قفص الاتهام الذي كان يرقد فيه حسني مبارك على الفراش لمحاسبته على الجرائم المنسوبة إليه ضد شعبه، أسرت المشاهدين في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، واعتبر الكثيرين أن تلك هي أقوى نقطة تحول في انتفاضات هذا العام. ويأمل البعض أن تكون المحاكمة التي بدأت الأربعاء في القاهرة، بداية لتقديم العديد من الأنظمة المستبدة إلى العدالة. بينما لم يكن آخرون متأكدين تمامامن أبعاد المشهد، وشعروا بأنهم ممزقين بين الرغبة في العدالة وعدم الارتياح لرؤية زعيم دولة عربية قوية يعامل كأنه مجرم. وبالنسبة للكثيرين في شمال أفريقيا وحتى الخليج العربي، حملت المحاكمة معنى أعمق. فكانت، على حد قول سيف محمود صاحب متجر الحلويات في بغداد، بمثابة إعادة كتابة للقواعد بين شعوب المنطقة وقادتها. لأنها على عكس محاكمة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الذي اعتقلته القوات الأمريكية، تم تقديم مبارك إلى المحكمة على يد شعبه. وفي مدينة رام الله بالضفة الغربية، ورأى الفلسطيني صلاح أبو سامراء البالغ من العمر 29 عاما أن ما يحدث بمثابة “ديمقراطية ناشئة”، وقال: “إنه غير معتاد في العالم العربي، فهذه هي المرة الأولى التي نرى فيها زعيم في محكمة حقيقية، وهذا أمر جيد للديمقراطية، وجيدة للمستقبل، فقد سمعنا كثيرا عن قادة يقدمون للمحاكمة في إسرائيل وتركيا والولايات المتحدة أو أوروبا، لكن هذا هي المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الأمر في العالم العربي “. ووصف فلسطيني آخر، محمد عدنان (64 عاما) محاكمة الرئيس مبارك بأنها “خطوة كبيرة” من أجل المنطقة. وقال إنه كان على الرجل القوي في مصر منذ فترة طويلة أن يتعامل مع الشعب على أساس أنه في دولة ديمقراطية وسيحاسب عن أفعاله. وكان للمحاكمة صدى أوسع في البلدان التي لا يزال المواطنون فيها يدفعون نحو التغيير منذ فترة طويلة ضد حكامهم. واتهم النشطاء في سوريا، حيث تواصل الدبابات قصف وقمع المعارضة في مدينة حماة، نظام بشار الأسد بأنه ضرب بقوة في لحظة كان اهتمام العالم والإعلام خلالها مشتت بسبب محاكمة مبارك. وفي الجارة الليبية، استمر الثوار في القتال من أجل الإطاحة بالرئيس معمر القذافي، الذي احتفظ بالسلطة لفترة أطول من مبارك. وقال محمد الرجالي المتحدث باسم الثوار، إنه يرحب محاكمة مبارك، الذي كان ضابطا في الجيش قبل توليه السلطة مثل القذافي. وقال: “نود أن نرى القذافي في قفص كهدا ذات يوم”، وأكد أن القذافي سيلقى محاكمة عادلة إذا تمكن الثوار من أسره “لأننا بلد القوانين ونحن ضد عمليات الإعدام العلنية”. وفي أنحاء من المنطقة، من بينها البحرين، بث التلفزيون الحكومي برنامجا سياحيا أثناء محاكمة مبارك. وشهدت المملكة الصغيرة أكبر احتجاجات في منطقة الخليج، من وحي انتفاضات مصر وتونس التي أسقطت في نهاية المطاف قادة البلدين. وعبر موقع تويتر تساءل النشطاء المعارضين في البحرين عن قرار عدم بث المحاكمة على الهواء. وقالت إحدى التدوينات القصيرة: “تلفزيون البحرين يشجيع السياحة ويتجاهل بث محاكمة مبارك؟”، وقال ناشط آخر: “محاكمة مبارك رسالة تحذير لأنظمة عربية أخرى مثل البحرين حيث توضح للناس أنه بالإمكان تقديم حاكم وحشي أو نظام فاسد للمحاكمة”. وقال سيد أحمد، 29 عاما، وهو بحريني عاطل عن العمل، إنه يأمل أن تتعلم بلاده من مصر. وأضاف: “تمنيت لو كنت في قاعة المحكمة كي أصرخ يحيا العدل”، وأضاف أن “اليوم هو بداية النصر للثورة المصرية وللشهداء الذين طالبوا بالكرامة والشرف وسيادة القانون”. وعلى الجانب الآخر، اعتبر البعض مثل حسن المصري (45 عاما) من غزة أن: “محاكمة مبارك عار كبير على للعالم العربي. فقد خدم الناس لمدة 30 عاما.... وينبغي صنع تمثال له بجوار أبو الهول”. ووصف مبارك بأنه مقاتل وزعيم عربي كبير “لا يستحق أن يجلس داخل القفص كأنه مجرم”. كما انتقد محمود، صاحب متجر معجنات عراقية، طريقة تعامل السلطات المصرية مع الرئيس مبارك من خلال تقديمه إلى المحكمة على محفة. وقال: “نحن نعلم أنه ارتكب أخطاء منذ توليه منصبه، لكن ينبغي أن تظهر السلطات أظهرت بعض الاحترام لهذا القائد... بدلا من التعامل معه بهذه الطريقة المهينة”، وأضاف: “كان عليهم الانتظار حتى يمكن محاكمته مرتديا بدلة أنيقة، وليس راقدا على نقالة”.