بارالمبية ، شكاوى ، رفع أثقال ، بالصور ، بالفيديو عضو اللجنة البارالمبية: قلة الدعم وعدم الاهتمام الإعلامي أبرز مشاكلنا البطلة راندا تاج الدين: لا نريد سوى حل أزمة المواصلات والتعامل معنا مثل الأسوياء مدرب منتخب الأثقال: على المسئولين توفير الرعاة والمعسكرات الخارجية للحفاظ على الإنجازات البطل هاني عبد الهادي: قطع الإرسال أثناء كلمة ممثلنا في لجنة ال50 "مقلق" يظل ذوي الاحتياجات الخاصة هم الأبطال المنسيون في مصر، وعلى الرغم من كل الميداليات التي يحرزونها في البطولات الدولية ورفعهم اسم مصر ورايتها وترديد نشيدها، إلا أنهم لا يلقون نفس التكريم والاحتفاء الذي يقدم للأسوياء "بدنيا" سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، ومع ذلك فهم مستمرون في العطاء، ولم يطلبوا من المسئولين سوى توفير ما يساعدهم على الاستمرار في تمثيل بلادهم في البطولات العالمية. ولأن "البديل" هي صوت المستضعفين والباحثة دائما عن أبطال هذه البلاد في كافة المجالات الذين لا ينالون ما يستحقون من تكريم وتسليط للأضواء التقت بمجموعة من أبطال الدورات البارالمبية الذين حصدوا ميداليات ورفعوا اسم مصر عاليا في لندن العام الماضي، للتعرف على ما يواجههم من صعوبات، وأهم مشكلاتهم ومطالبهم للمسئولين. قال إبراهيم أيمن إبراهيم، عضو اللجنة البارالمبية، أنه على اتصال دائم مع وزارة التربية والتعليم والمدارس التي تنظم البطولات الخاصة، لكي تساهم في ظهور كوادر جديدة تنضم لقافلة أبطال المعاقين، وتوفير الخبراء المدربين بشرط أن يكونوا على دراية كافية بتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة، وكيفية التعامل معهم واستغلال قدراتهم البدنية والذهنية. وتابع بأن هناك العديد من المشكلات التي تواجههم منها مشكلة الدعم المادي، فالحفاظ على مستوى البطولة أصعب من الوصول إليها، ويتطلب الكثير من التمويل، ولذلك نطالب المسئولين بزيادة الموارد المادية المخصصة للجنة البارالمبية، قائلا: "منافسات المعاقين أصبحت شرسة على مستوى العالم، وتتصاعد سنة تلو الأخرى، مشيرا إلى أن اللاعب يكلف من 150 ل200 جنيه للمبيت والتغذية و400 بدل انتقال أو تدريب، وطالب المسئولين باستثناء اللجنة من شروط المزايدة المادية، والتوصل لحل لهذه العقبة لضمان توفير الأدوات والكوادر التدريبية للاعبين، لأن البطولات المحلية تتسبب في استهلاك الملاعب والأدوات. وأضاف إبراهيم أن الدعم الإعلامي وتسليط الأضواء على رياضات المعاقين، يغير النظر إليهم من كونهم ذوي احتياجات خاصة إلى أبطال يتنافسون ويحققون مكاسب لا تحققها الفرق السوية، لافتا إلى أن البرامج التي تُذاع عن رياضات المعاقين في بعض القنوات لا تحقق نسبة مشاهدة عالية، وهذا ما يفسر انصراف الإعلام عنهم. وخلال الجولة داخل المركز الأوليمبي بالمعادي ترى في عيون الأبطال نظرات الإصرار والتحدي أثناء خوض التدريبات، والرغبة العارمة في تحقيق إنجاز لأنفسهم وبلادهم تبدو جلية في تركيزهم وتحفزهم لخوض ما هو قادم من منافسات، وبعد مضي الكثير من الوقت في إقناعها بالحديث معنا، وبرغم خجلها الشديد تحدثت البطلة البارالمبية "راندا تاج الدين" صاحبة فضية 86 كيلو في بكين 2008 وبطلة العالم في كوريا عن مشوارها الحافل بالإنجازات. قالت أن من أكثر الصعوبات التي تواجهها المواصلات، لأنها لا تراعي انتقال أصحاب الكراسي المتحركة، كما أن فترات الإعداد تستلزم وجود معسكرات متجولة، ولا يوجد منها في مصر سوى في محافظتي القاهرة والإسماعيلية. وأشارت إلى أن الميداليات التي يفوز بها المعاقون لمصر أكثر من تلك التي تحصدها الفرق العادية، ومع ذلك نجد أن الفرق الأخرى تحظى باهتمام أكبر، فاللاعبين لديهم من يحملون عنهم حقائبهم أما نحن فنحملها بأنفسنا، ولا نريد اهتمام أكبر منهم، فقط نريد أن نلقى نفس الاهتمام الذين يحظون به، ونجد من يتحمل مسئوليتنا ويشجعنا على استكمال مسيرتنا. وأكد "عماد الدين بهجت" بطل عالم سابق في رفع الأثقال للمعاقين، والمدير الفني الحالي لفريق الرجال لرفع الأثقال، أن الفريق يواجه بعض المشاكل، على الرغم أن الفريق حقق الكثير من الإنجازات في الدورة البارالمبية الأخيرة في لندن، وحصلوا على 11 ميدالية متنوعة، 4 ذهب و4فضة و3 برونز. وأضاف أنه منذ انتهاء البطولة والفريق يفتقد للدعم، فلا يوجد دعم من الحكومة ولا من الشركات التي تمول الاتحادات الرياضية الأخرى، ولا يوجد راع لرياضة المعاقين، ووزارة الشباب تقدم دعم ضعيفا جدًا يكاد يكون غير موجود في الأساس، ولا يوجد معسكرات إعداد خارجية، لافتا إلى أن هناك نقصا في الإمكانيات، يمثل صعوبة في المشاركة في البطولات، ولذلك نختار أهم البطولات ونشارك فيها، كما أن الاتحاد الدولي يشترط على اللاعب أن يشترك في دورات دولية كل عام، ليظل متواجدا في التصنيف الدولي. وطالب بهجت وزارة الرياضة بتوفير التمويل الكافي للعبة رفع أثقال للمعاقين، وتوفير راعي مثل ما يحدث في بعض الدول العربية، حيث تتبنى الشركات مجموعة من اللاعبين وتتولى الإنفاق عليهم، وهذا يبين الفرق بين إعداد البطل هنا وفي الخارج، حيث يوفر لكل لاعب مدلك وطاقم طبي ومعد نفسي وهذا طبعا شيء غير موجود في مصر، مشيرا إلى أنه يراهن على أربع لاعبين، ومن الممكن أن يحرزوا ميداليات ذهبية في الدورة المقبلة التي ستقام في البرازيل عام 2016. والتقينا بعد ذلك بالبطل "هاني عبد الهادي" لاعب منتخب مصر لرفع الأثقال ونادي المصرية للاتصالات، الذي روى قصته قائلا: بدأت رفع الأثقال في عام 2000 بنادي معهد شلل الأطفال واستمريت لمدة ثلاث سنوات، ثم انتقلت للمصرية الاتصالات، كان هدفي حين انضممت لرياضة رفع الأثقال للمعاقين أن أثبت أن المعاقين ليسوا عالة على المجتمع، وإنما يستطيعون المشاركة في تقدمه مثل الأسوياء بل وأفضل. وتابع: أول مشاركة لي مع المنتخب كانت عام 2007 بدورة الألعاب العربية التي أقيمت في مصر وحصلت على الميدالية الذهبية، ثم شاركت في البطولة المؤهلة لأولمبياد بكين وحصلت على المركز الأول والميدالية الذهبية، وذهبت لبكين وحصلت فيها على المركز الرابع، ثم فكرت لما لا أصل للأول كي أقف على المنصة وأرى علم بلادي مرفوعا عاليا واستمع للنشيد الوطني، وبالفعل حصلت في جميع البطولات بعدها على المركز الأول، ثم حصلت على الميدالية الذهبية ببطولة العالم في ماليزيا 2010، إلى أن تمكن من تحطيم الرقم الأوليمبي في لندن بتحقيق 250.5 كجم وكان أعلى رقم كنت حققته في مصر قبل الدورة 242 كجم فقط. وتحدث عن المشكلات التي تواجههم قائلا أنها تتجلى مشكلة في أزمة المواصلات، كما أشار إلى أن حضارة أي دولة تقاس من خلال تعاملها مع المعاقين. وأعرب عن قلقه من بداية فترة جديدة من التهميش لما لاحظه من قطع التلفزيون المصري البث حين جاءت كلمة سامح المساح ممثل ذوي الاحتياجات الخاصة باللجنة القائمة على تعديل الدستوى برغم أنه على دكتوراه في القانون.
