بعد يوم أول مثير أسفرت مبارياته الثمانية عن 30 هدف ولقاءات مثيرة، تستكمل اليوم الأربعاء مباريات الجولة الأولى بالدور الأول من البطولة الأقوى لكرة القدم في العالم دوري أبطال أوروبا بثمانية مباريات أخرى في المجموعات من الخامسة إلى الثامنة. الفرق الكبيرة في اليوم الأول كانت عند حسن الظن وظهروا جميعا مستعدون للمعترك الكروي المثير بعد أن حققت فرق مان يونايتد ومان سيتي وبايرن ميونيخ وريال مدريد وباريس سان جيرمان انتصارات عريضة، وكان يوفنتوس هو الوحيد الذي لم يتمكن من الانتصار واكتفى بالتعادل أمام كوبنهاجن الدانماركي، ويسعى باقي الكبار اليوم لتقديم ظهورا مميزا والإعلان بدورهم عن الاستعداد لخوض المعركة، والكشف المبكر عن النوايا. وستشهد مباريات اليوم الظهور الأول لتشيلسي وأرسنال ودورتموند ونابولي وميلان وبرشلونة وأتليتيكو مدريد. وبنظرة سريعة على جدول مباريات اليوم فنجد أن اللقاء الأكثر أهمية وخطفا للأضواء هو اللقاء الذي سيحتضنه ملعب سان باولو بجنوب إيطاليا بين نابولي ودورتموند هو الأكثر قوة بين جميع المباريات، حيث يجمع فريقين من الطراز الأول في القارة العجوز وبين تشكيلتين مدججتين بالنجوم إلى جانب قيادة فنية خبيرة سواء للإسباني رافا بينيتيز أو الألماني يورجن كلوب. كما سيكون الظهور الأول لأرسنال صعبا حينما ينزل ضيفا على ملعب فيلودروم لمواجهة مارسيليا، بينما سيكون ملعب ستامفورد بريدج بغرب العاصمة الإنجليزية لندن مسرحا لمواجهة مكررة من نصف نهائي الدوري الأوروبي الموسم الماضي بين تشيلسي وبازل السويسري، فيما سيستهل برشلونة رحلته الأوروبية الجديدة باستضافة العريق الهولندي أياكس أمستردام على ملعب كامب نو. المجموعة الخامسة (تشيلسي – بازل ، شالكة – ستيوا بوخارست) لم ينس جماهير تشيلسي حتى الآن أن فريقهم دخل التاريخ من الباب الصغير بعد أن كان في الموسم الماضي أول فريق في تاريخ دوري الأبطال يتوج باللقب ثم يودع النسخة التالية من الدور الأول بعدما اكتفى بالمركز الثالث في مجموعته خلف يوفنتوس وشاختار وانتقل للدوري الأوروبي الذي توج به بعد ذلك. وبشكل جديد يدخل البلوز نسخة هذا العام بعد أن عاد مدربه المفضل مورينيو وتعاقد مع مجموعة من اللاعبين المميزين، ويأمل الفريق بشكله المعدل في تدارك الأمور بعد ثلاثة مباريات بدون انتصار اثنين في الدوري تعادل الأولى أمام اليونايتد وخسر الثانية من إيفرتون وبينهما فقد أول ألقاب الموسم أمام بايرن ميونيخ في السوبر الأوروبي. وعلى الجانب الآخر فإن بازل بقيادة الفرعون المصري المتألق محمد صلاح يذهب إلى لندن وهو مدرك لأن نقاط هذه المباراة تحديدا ليست في حساباته حيث أن منافسته الحقيقية ستكون مع بازل وستيوا على البطاقة الثانية، ولكنه سيقاتل بكل تأكيد لتحقيق أفضل نتيجة ممكن ولما لا العودة من إنجلترا بنقطة التعادل. أما المباراة الثانية في المجموعة فهي هامة بكل تأكيد للأزرق الملكي فريق شالكه حيث أنها تعتبر نظريا أسهل المباريات الست بالنسبة له ولا يريد أن يتعثر بها لمواصلة المشوار بثبات للمنافسة على إحدى بطاقتي التأهل عن المجموعة المتوازنة. المجموعة السادسة (نابولي – دورتموند ، مارسيليا – أرسنال) هي المجموعة الأقوى بين المجموعات الثمانية لما تمتلكه فرقها من قدرات كبيرة وطموحات عالية وملاعب مرعبة وجماهير متعطشة. فأرسنال المتمرس بدوري أبطال أوروبا غير مستعد على الإطلاق لإخفاق جديد وخروج مبكر، وكذلك الحال لدورتموند الساعي لتأكيد أن ما وصل إليه لم يأت مصادفة، أما نابولي فهو العريق المعدل المجدد بمجموعة من أبرز نجوم أوروبا وأمريكا الجنوبية وطموحاته تبلغ عنان السماء، وأخيرا مارسيليا الأضعف نظريا ولكنه يمتلك تاريخ وجماهيرية وكبرياء يجعلوه رافضا لأن يكون ضيف شرف على المجموعة الحديدية. هذه المجموعة تحديدا ستكون كل جولة بها مؤثرة بشكل كبير على مشوار التأهل وعلى وجهة بطاقتي العبور منها. البداية ستكون من ملعبي سان باولو في جنوب إيطاليا وفيلودروم في جنوبفرنسا حيث سيستقبل في الأول نابولي وصيف النسخة الماضية دورتموند، وفي الثاني سينزل المدفعجية ضيوفا على مارسيليا. المباريات ليست بحاجة لكثير من الوصف حيث أن هناك تقاربا في المستوى وأهداف متقاربة وكل عوامل الإثارة بالتأكيد ستكون حاضرة. المجموعة السابعة (أتليتيكو مدريد – زينيت ، أوستريا فيينا – بورتو) عندما تتابع الأسماء المتواجدة بالمجموعة السابقة ثم تشاهد هذه المجموعة تتأكد بأن القرعة في كثير من الأحيان تكون ظالمة، وأن أي فريق من السادسة تواجد هنا لكان ببساطة ضامنا لمقعده في ثمن النهائي، ولكن بعيدا عن القرعة وظلمها فإن هذه المجموعة تعد من أضعف المجموعات وإن كان من المتوقع أن تشهد منافسة كبيرة على التأهل بين الثلاثي الإسباني والروسي والبرتغالي. فأتليتيكو مدريد أثبت أن التطور في أدائه لم يأت مصادفة وتتويجه الأوروبي في الموسم قبل الماضي وإلحاقه بالكأس المحلية الموسم الماضي، وبدايته النارية لهذا الموسم بأربعة انتصارات متتالية في الليجا وخسارة السوبر المحلي بتعادلين دون أن يخسر من برشلونة يؤكد نوايا الروخي بلانكوس. وبدوره فإن بورتو خبير بالبطولة الأوروبية ويعرف كيف يصل في كل نسخة إلى أبعد نقطة ممكنة، وكذلك الحال لزينيت الذي حافظ على نجومه في سوق الانتقالات وبدأ في التفكير في تحقيق النتائج المرجوة. مباراة اليوم الأهم في المجموعة ستكون على ملعب فيسينتي كالديرون في مدريد بين أتليتيكو وزينيت وهي هامة لتحديد مسار كل فريق منهما، بينما يبدو بورتو في طريق ممهد لحصد أول نقاط برغم افتتاح المشوار بالأراضي النمساوية. المجموعة الثامنة (برشلونة – أياكس ، ميلان – سيلتيك) هذه المجموعة متكونة من أربعة فرق ذاقت من قبل حلاوة التتويج باللقب الأوروبي، ولكن عوامل الزمن أثرت بثلاثة منها تراجعوا عن أيام المجد، بينما ازداد برشلونة بريقا وبات أقوى فريق كرة قدم على وجه الأرض، وإن ضعفت قبضته نسبيا في الموسمين الأخيرين على مقاليد اللعبة. برشلونة سيظهر اليوم للمرة الأولى تحت قيادة تاتا مارتينو الذي يدرب للمرة الأولى في دوري الأبطال، ويأمل أن تكون بدايته مثالية لاكتساب الثقة وتبديد أي مخاوف في نفوس الجماهير. أما ميلان فبداية الرديئة محليا وخسارة 5 نقاط في أول 3 مباريات أكدوا أن الفريق لا يزال يسير في الطريق الخاطئ، ولكن هناك اتفاق من الخبراء على أن العملاق الميلاني صاحب ال7 بطولات قارية يكون دائما بوجه آخر عندما يتعلق الأمر بدوري أبطال أوروبا، وهو ما سيتضح بشكل أكبر اليوم. وإليكم جدول مباريات اليوم وستنطلق جميعا في التاسعة إلا ربع بتوقيت القاهرة: تشيلسي "إنجلترا" – بازل "سويسرا" شالكة "ألمانيا" – ستيوا بوخارست "رومانيا" مارسيليا "فرنسا" – أرسنال "إنجلترا" نابولي "إيطاليا" – دورتموند "ألمانيا" أتليتيكو مدريد "إسبانيا" – زينيت سان بطرسبرج "روسيا" أوستريا فيينا "النمسا" – بورتو "البرتغال" برشلونة "إسبانيا" – أياكس "هولندا" ميلان "إيطاليا" – سيلتيك "أسكتلندا"