رغم مرور واحد وثلاثين عاما على واحدة من أكثر المجازر بشاعة في تاريخ البشرية "صبرا وشاتيلا"، والتي ارتكبت في حق اللاجئين الفلسطينيين حين تحالفت الكتائب اللبنانية مع القوات الصهيونية، ليسطروا بالدم صفحة من أكثر الصفحات دموية في حق الشعب المناضل، إلا أن الهدف الحقيقي من المجزرة لم يختلف كثيرا عن أهداف الخطة الأمريكية التي تنفذ الآن لتدمير الدول العربية، والذي يتفق مع هدف الكيان الصهيوني، لإبادة الشعب الفلسطيني والحفاظ على أمن الكيان، من خلال تدمير الجيوش العربية. "صبرا وشاتيلا، نقطة على خط طويل ارتكب قبلها الكثير من المجازر وبعدها أيضا، ولكنها المحطة الأكثر إيلاما"، هكذا بدأ المؤرخ والمناضل الفلسطيني "عبدالقادر ياسين" حديثه للبديل، وأضاف:"كانت المذابح تنفذها القوات الصهيونية بأيديها، ولكن مذابح العرب تتم بأيدي العرب أنفسهم الآن، فلتهنأ إسرائيل وتنام ليلها الطويل، بعد أن وجدت من يقوم بدورها". كما أوضح صاحب "بلاغ ضد الماركسية"، أن المؤامرة الأمريكية التي تنفذ ضد الدول العربية، تهدف إلى حماية الأمن الإسرائيلي، دون دخول الدبابات الصهيونية إلى الأراضي العربية. وفي حديثه عن الدور المخزي الذي قامت به الكتائب اللبنانية، حين تحالفت مع قوات الجيش الإسرائيلي، أدان "ياسين" إشادة الإعلامي "عماد الدين أديب" ب"سمير جعجع" الذي قاد الكتائب اللبنانية في ذلك الوقت، قائلًا: إن أديب استضاف "جعجع"، الذي يتباهي بأنه يعمل لمصلحة إسرائيل، وقدمه للجمهور على أنه بطل وزعيم، رغم أنه كان يقود الكتائب اللبنانية التي نفذت مذابح صبرا وشاتيلا برعاية إسرائيلية خالصة. ويربط الشاعر عبدالمنعم رمضان، بين ما حدث في صبرا وشاتيلا، وما يحدث الآن في العالم العربي، حيث يقول أن "الفاعلون هم هم والهدف هو هو". ويضيف "رمضان": ما يحدث في العالم العربي الآن مثل سوريا وليبيا ومن قبلهم العراق سيؤدي إلى إضعاف المطالبة بالحق الفلسطيني، وهذا هو الهدف الأمريكي الحقيقي، بالإضافة إلى أهداف أخري مثل السيطرة علي النفط. من جانبه يقول القاص الدكتور "أحمد الخميسي"، أن صبرا وشاتيلا، كانتا نقطة في خط إجرامي وإرهابي إسرائيلي، بدأ منذ أن نشأت إسرائيل، سبقتها نقاط كثيرة مثل "دير ياسين وبحر البقر"، ولحقتها أيضا مجازر أخري، وكلها تعبير عن الجوهر العدواني للدولة الإسرائيلية. ويضيف "الخميسي" أن مجزرة صبرا وشاتيلا، مصباح من المصابيح المعلقة في الذاكرة العربية، التي تشتعل في قلوبنا عندما ننظر إلى ما قامت به أمريكا من تدمير للعراق وتقسيم السودان وسعيها لهدم ليبيا ومحاولة هدم سوريا الآن. ويتطرق "الخميسي"، في حديثه معنا، إلى الهجمة الإعلامية المصرية، التي تقوم بها بعض القنوات الفضائية ضد الفلسطينيين، حيث يقول "يجب أن نفصل بين حماس والقضية الفلسطينية، فلا يجوز أن نتعامل مع الشعب الفلسطيني صاحب التاريخ النضالي الطويل على أنه "حماس"، فالشعب الفلسطيني هو الوحيد الذي يخوض حرب علي مدي قرنين من الزمان، كما أنه يجب ألا ننسي العدو الإسرائيلي المشترك بين فلسطين ومصر، فإذا نسينا صبرا وشاتيلا فبالتأكيد سننسي بحر البقر ومصنع أبو زعبل".