واصل النادي الأهلي إحكام قبضته وسيطرته المطلقة على مباريات الديربي أمام غريمه الأزلي الزمالك في العقد الأخير، وحقق اليوم فوزا جديدا ومستحقا عليه بأربعة أهداف لهدفين في القمة الإفريقية التي جمعتهما اليوم على ملعب الجونة ضمن الجولة الخامسة وقبل الأخيرة بالمجموعة الأولى من دوري أبطال إفريقيا. الفوز الأهلاوي اليوم جعله ثاني المتأهلين لنصف النهائي خلف الترجي بنسبة تزيد عن 99% بعد أن رفع رصيده إلى 10 نقاط، وباتت الحالة الوحيدة التي تقصيه، هو الهزيمة أمام أورلاندو في الجولة المقبلة وفوز ليوبارد على الزمالك لتضطر الفرق الثلاث اللجوء لفارق الأهداف. أما الزمالك فاكتفى مرة أخرى بالوداع من ربع النهائي بعدما دفع ثمن الفشل الإداري والفني وعدم الانضباط والتفريط في اللاعبين وعدم تقدير قيمة الكيان العريق. وعن المباراة ذاتها فكانت من أكثر المباريات إثارة بين القطبين في السنوات الأخيرة برغم إقامتها في درجة حرارة مرتفعة وبدون جماهير، إلا أن السمة الأساسية التي غلبت عليها هي الأخطاء الدفاعية الفادحة، خاصة من الفريق الأبيض والذي دفع ثمنه الفريق بأكمله بعد أن فشل في الحفاظ على تقدم فريقه المبكر، وأهدى للمنافس سلسلة من الإنفرادات كلفتهم 4 أهداف والعديد من الفرص المحققة التي لم تعرف طريق المرمى. بدأ الأهلي المباراة باندفاع هجومي بغية احباط معنويات منافسه مبكرا، ولكن سرعان ما تغيرت النتيجة على عكس سير المباراة وتمكن الزمالك بسيناريو معتاد في السنوات الأخيرة من التقدم مبكرا للغاية بعدما انطلق عمر جابر في هجمة مرتدة وسط تراخي واضح من دفاع الأهلي ليسجل التقدم للفريق الأبيض في الدقيقة الرابعة. لاعبو الزمالك لم يصدقوا التقدم المبكر وكرروا نفس الأخطاء التي أصبحت مرض كروي للفريق بأن يتراجع مباشرة بعد التقدم وتسليم منتصف الملعب "خياريا" للمنافس وهو الأمر الذي استغله الأهلي بشكل مثالي، ونجح لاعبوه في تجميع قواهم سريع وساعدهم في ذلك الفشل الدفاعي الذريع لينطلق وليد سليمان في الدقيقة التاسعة من خلف عبد الشافي وفتح الله وينفرد بالمرمى من أكثر من 25 متر ويسدد بقوة في المرمى مسجلا هدفا رائعا وغريبا لفريقه ويعيد المباراة لنقطة الصفر سريعا. ازداد توتر لاعبو الزمالك وعشوائيتهم بعد التعادل السريع وضغط الأهلي أكثر على الدفاع مستغلا قوة الرياح لمصلحته بالإضافة لكثرة الأخطاء حول منطقة الجزاء. وفي الدقيقة 15 ومن ركنية خلا فيها جميع لاعبي الأهلي من الرقابة أرسل أحمد فتحي عرضية متقنة على رأس أحمد عبد الظاهر الذي قفز وحيدا وسط مشاهدة لاعبي الزمالك ليضع الكرة على يمين عبد الواحد مهديا الأهلي التقدم. الأهلي كان قريبا بعد التقدم من إضافة المزيد من الأهداف وحسم اللقاء تماما في الشوط الأول وردت العارضة تصويبة رائعة من عبد الله السعيد وتصدى عبد الواحد ببراعة لإنفراد من أبوتريكة. فيما كانت هجمات الزمالك عشوائية في معظمها وأنقذ شريف إكرامي أخطرها من أمام حمادة طلبة من داخل الستة ياردات. ومع بداية الشوط الثاني اندفع الزمالك للهجوم بحثا عن تعادل سريع وبدا مهاجموه شيكابالا وجعفر وعيد أكثر نشاطا، ولكن لم تأت الرياح التي كانت معهم بما تشتهيه السفن ومن هجمة مرتدة في الدقيقة 52 يسجل محمد أبوتريكة أجمل أهداف البطولة على الإطلاق بعد جملة جماعية رائعة مع وليد سليمان أمام دفاع بدائي لا يصلح لفريق يلعب بدوري المدارس. الهدف الثالث كان بمثابة رصاصة الرحمة في صدر الزملكاوية وتذكر حلمي طولان أنه يمتلك على مقاعد البدلاء نجمين اسمهما حازم إمام ومحمد إبراهيم وأشركهما بدلا من عيد وأحمد سمير. مشاركة إبراهيم ساهمت بشكل فعال في وصول متوالي للزملكاوية لمرمى إكرامي ولكن رعونة اللاعبين في مرات وعدم الثقة في مرات أخرى وتألق إكرامي حرمهم من التقليص، ليواصل الأهلي المتمكن من استغلال تلك الأمور ويسجل الهدف الرابع بعد جملة جماعية جديدة أنهاها أحمد فتحي في المرمى في الدقيقة 70. وبرغم النتيجة العريضة إلا أن الزمالك يحسب له عدم اليأس واستمرار المحاولات من أجل تقليص النتيجة الذي جاء بالفعل عن طريق أحمد حسن في الدقيقة 80 ليكون خامس لاعب في تاريخ الناديين يتمكن من التسجيل في شباك كليهما.