دائماً ما اثارت مواقفهم الجدل والتساؤلات.. حول ما اذا كانوا حقاً "ثوريين" ؟؟ "الاشتراكيين الثوريين" حركة يسارية تأسست اواخر عام 1995, معتمدة ادبيات تعادي كل الحركات اليسارية خصوصا فى تصنيفهم لجماعة الاخوان المسلمين, فالاشتراكيين الثوريين بعكس الجميع يرون في الاخوان المسلمين فصيل وطني, يمكن التنسيق والعمل معه فى بعض القضايا بينما الاحزاب الاخرى كانت ولازالت ترى في الاخوان تنظيما فاشيا على اساس ديني . منذ عام 2005 تحالف الاشتراكيين الثوريين مع الاخوان المسلمين, ودافعوا عن حرية "المناضل" خيرت الشاطر على حد وصف سامح نجيب احد قياداتهم البارزة شنوا هجوماً كاسحاً على رئيس حزب التجمع رفعت السعيد وكتاباته المحذرة من خطر وصول الاخوان الى الحكم ووصفوا رئيس الحزب اليساري بالعميل لمجرد انه حذر من الاخوان, استمر التقارب الاخواني – الاشتراكي الثوري الى ما بعد الثورة رغم تصدير بعض الخلافات في الاعلام حدث على خلفيتها تقديم بلاغ من الاخوان ضد الاشتراكيين الثوريين واصفين اياهم بالتنظيم الفوضوي الذي يسعى لهدم الدولة, كانت تصريحات محمد البلتاجي تتصدر الجرائد قائلاً "ارفض معاداة الاشتراكيين الثوريين فهم رفاق نضال واحد" . فى فترة الانتخابات الرئاسية أصدر الاشتراكيين الثوريين بياناً رسمياً يدعون فيه اعضائهم والجماهير للتصويت لمن اسموه "مرشح الثورة" محمد مرسي وهو ما تسبب فى انشقاقات كبيرة داخل التنظيم الذي كان غالبية اعضائه فضلون المقاطعة ،, مما اضطر المكتب السياسي للحركة لحذف البيان من على موقعهم على الانترنت, واصدروا بيان اخر قالوا فيه ان دعم مرسي كان مجرد ورقة للنقاش قابلة للتعديل او الحذف وفهمت بشكل خاطئ , ومع انطلاق حملة "تمرد" لسحب الثقة من مرسي واجراء انتخابات رئاسية مبكرة عاد الاشتراكيين الثوريين للتخبط ورفضوا الحملة وقالوا عنها انها غير ديمقراطية, ثم ما لبثوا ان انضموا لها , وبعد نزول ملايين المصريين للشوارع واستجابة القوات المسلحة لمطالب الشعب وعزل مرسي ووضع خارطة الطريق, اسرع كوادر واعضاء الاشتراكيين الثوريين لانتقاد الفريق السيسي, رافضين عزل الاخوان, معلنين ان الاخوان من حقهم الاعتصام كما يحلو لهم!!, وذكرت قناة الجزيرة مباشر ان لهم خيمة في اعتصام رابعة العدوية للتضامن مع الاخوان وحقهم فى عودة رئيسهم المعزول, وتزامنا مع فض اعتصام رابعة اصدروا بياناً بعنوان "يسقط السيسي قائد الثورة المضادة" . "الاشتراكيين الثوريين" لم يتخلوا عن تخبطهم المعهود منذ بداية الاحداث فى سوريا وهم يدعمون ما وصفوه ب"ثورة الشعب السوري"، و حتى بعد ان تراجع الجميع عن التعاطف مع المسلحين فى سوريا, لم يتراجعوا ، بل وصل الامر الى اصدار بيان لرفض التدخل الروسي, وتدخل حزب الله الرافضين وكل الرافضين للتدخل العسكري الامريكي على سوريا . ورداً على ما يتردد حول مواقف الاشتراكيين الثوريين, قال محمود عزت القيادي بالحركة, ان كل ما يتردد حول الاشتراكيين الثوريين مجرد اكاذيب لا اساس لها من الصحة, لافتاً الى ان الحركة كانت دائماً ضد حكم مرسي وضد حكم مبارك على السواء بل انهم اول من قال : يسقط محمد مرسي مبارك, مرجحاً ان يكون استهدافهم وتشويههم هو هدف النظام الحالي لاسقاط كل من يهتف "يسقط حكم العسكر" . وأضاف "عزت" ان الاشتراكيين الثوريين لم يدعموا مرسي ولم يكتبوا اي بيان يدعون فيه الجماهير لاعطاء اصواتهم لمرسي, بل اصدرنا بيان فقط قال "لا تصوتوا لمرشح الثورة المضادة احمد شفيق" فقط, وبعدها عدلنا موقفنا لنتخذ المقاطعة سبيلاً . وعن موقفهم من الازمة السورية الحالية, قال عزت نحن لا نساند اى قوة خارجية فنحن نرفض تدخل دولة امبريالية مثل الولاياتالمتحدةالامريكية, ودولة "امبريالية" اخرى مثل روسيا, واصفاً الاحداث فى سوريا ب"الثورة" التى تتعرض لعقبات وتعرجات ولكن الاشتراكيين الثوريين يراهنون على التحرك الشعبي دون اى تدخل على حد وصفه . ومن جانب اخر قال عضو الحركة المستقيل محمد السنهوري ان الاشتراكيين الثوريين وقفوا دائماً مع الاخوان المسلمين, وانتهى الامر بأن دعوا الاعضاء للتصويت الى مرسي في انتخابات الرئاسة, وهو الامر الذى اثار البلبلة داخل الحركة, وادى الى استقالة العشرات من الذين ارتأوا ان الحركة تتجه يميناً . وأضاف "السنهوري" ان احد اخطاء الاشتراكيين الثوريين ايضاً انهم يديرون الحركة بمجموعة ثابتة من دون تصعيد كوادر جديدة, كما لو كانت الحركة ملك لجماعة بعينها, ولا يجرى بها اى عملية ديمقراطية للادارة, لافتاً الى انه كان عضواً لاعوام كثيرة ولم يرى انتخابات واحدة تجرى داخل الحركة . وقال نبيل ذكي الكاتب الصحفي والمتحدث باسم حزب التجمع, ان الاشتراكيين الثوريين لا يملكون شيئا من اسمهم ولاعلاقة لهم لا بالاشتراكية ولا الثورية, لافتاً الى ان هتافهم المستمر "يسقط حكم العسكر" فى المطلق دون حتى اسباب منطقية تجعلنا نتسائل ماذا نفعل ليرضى مثل هؤلاء, هل نعاقب الجيش على انحيازه مثلا للشعب المصري, قائلاً نحن لا ندعم على الاطلاق اى حكم عسكري ولكننا نرى ان هناك محاولة جادة من الدولة للتصدى الى جماعة ارهابية تمزق النسيج الوطني وتسفك الدماء وتستدعى الاجنبي للتدخل في مصر وتقوم بالتفجيرات ومحاولات الاغتيالات والمنطق العقلاني يقول انه يجب ان نقف بجانب من يحارب الارهاب, مؤكداً ان موقف تلك الجماعة من 30 يونيو ورفضهم لخارطة الطريق يعد امراً غير مفهوم ايضاً فهم خرجوا عن الحركة الوطنية والتحرك الشعبي الواسع, متسائلاً هل نعيد مرسي للحكم حتى يرضى هؤلاء ؟ . وأضاف "ذكي" ان موقف الاشتراكيين الثوريين من الاحداث فى سوريا ورفضهم لروسيا بقدر امريكا, غير مبني على اى منطق فامريكا هى التى تهدد بضربة عسكرية على دولة عربية لماذا يكون الرفض لروسيا ؟ . ورداً على اتهامات الاشتراكيين الثوريين لاحزاب اليسار المصري بانهم "يسار الدولة" قال زكي : تاريخ اليسار المصري مشرف منذ عام 1921 ويعرفه الجميع, حيث كافح الانجليز, والملك, وحتى عارضنا عبد الناصر فى بعض الامور التى تخص الديمقراطية, ثم عدنا وايدناه فى انحيازه للفقراء, واستطرد قائلاً فى عصر السادات دفع حزب التجمع الثمن بوضع 3000 كادر حزبي في السجون, لاننا عارضنا معاهدة كامب ديفيد بشدة, وفي عصر مبارك لم تطرح الحكومة سياسة او قانونا ظالما الا وقام ممثلونا فى البرلمان وهم كانوا قلة وعارضوه, واصدرنا كتيبات لرفض المادة 76 التى تتيح التوريث, وقلنا كثيراً اننا ضد ترشح مبارك لاى فترة اخرى, ولكننا كنا نعارض بموضوعية ومنطق وابتعدنا عن منهج الشتائم لذلك اعتبر البعض منهجنا غير معارض, وانما نظن ان المعارضة الاقوى هى المعارضة الموضوعية المبنية على اساس فالشتائم لا يوجد اسهل منها