رحب خبراء وسياسيون بنتائج زيارة وفد الكونجرس الأمريكي لمصر منذ أيام، والتي التقى خلالها الرئيس عدلي منصور ورئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي والفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة، وعبر الوفد عن استعداده لوقوف الولاياتالمتحدة بجانب مصر، مؤكدًا دعمه لخارطة الطريق، ومعربًا عن اقتناعه بأن ما حدث في الثلاثين من يونيو لم يكن انقلابًا عسكريًّا، بل هو امتداد للثورة، مشددًا على مناداته بمواصلة الدعم العسكري لمصر، والوقوف بجانب مصر في مكافحة الإرهاب. وفي هذا السياق استطلع «البديل» آراء الخبراء السياسيين في هذه التصريحات وتقييمهم للزيارة بشكل عام.. السفير إيهاب وهبة مساعد وزير الخارجية الأسبق أعرب عن سعادته بإتمام هذه الزيارة في هذا التوقيت، وترحيبه بلقاءاتهم الناجحة في مصر، معتبرًا هذه التصريحات «مشجعة وتقدِّرها مصر» على حد وصفه، وأشار إلى المغالطات الكثيرة التي شابت مواقف الولاياتالمتحدة تجاه الأحداث في مصر منذ ثورة 30 يونيو، ومواقف عدد من الدول الأوربية، وأكد أن هذا الوفد يمثل قطاعاً عريضًا من الشعب الأمريكي. وأشار إلى أن خروج هذه التصريحات من الوفد يأتي بعد إطلاعهم على حقيقة الأمور في مصر يعتبر ردًّا قويًّا على الحملات الواسعة، التي تهدف إلى تشويه الصورة، والتي لا تقوم على أساس سليم. وأوضح أنه من المهم أن تصب هذه التصريحات في خانة الحفاظ على علاقات متقدمة بين الولاياتالمتحدة ومصر، وأن تنعكس بالإيجاب على مواقف الإدارة الأمريكية تجاه مصر، حسبما ذكر. ويرى الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس أن هذه التصريحات تؤكد أن مصر لها مكان داخل الكونجرس، وأن هناك من هم «مقتنعون بمصر»، ويرون أن العدو المشترك بين الولاياتالمتحدة ومصر هو الإرهاب. وأضاف أن هذه الزيارة تأتي في إطار توزيع الأدوار وتخفيف الضغط عن النظام المصري في المرحلة المقبلة، حيث تستخدم الإدارة الأمريكية هذه التصريحات كسند لعدم قطع المعونات عن مصر، و«حفظًا لماء وجه أوباما»، حسب تعبيره. وأشار إلى أن هذه التصريحات تكشف عن «وجود صراع داخل المجتمع الأمريكي يترجم داخل الكونجرس تجاه ما يحدث في مصر»، وأضاف أنها تكشف حرص قطاع داخل الكونجرس على مصر؛ لأنها دولة محورية ومهمة للولايات المتحدة. وشدد زهران على ضرورة وجود رؤية مصرية واضحة للتعامل مع الحدث، وعدم ترك الساحة للأمريكيين للتحرك كما شاءوا، على حد قوله، ولفت إلى أن الولاياتالمتحدة إذا كانت تريد حقًّا دعم مصر، فعليها دعمها في مواجهة الإرهاب، معقبًا «إلا أنه من الواضح أن الحكومة المصرية تمارس دور المفعول به وليس الفاعل». كما شدد على ضرورة صياغة موقف مصري قوي يعبر عن أنه قد وقعت في مصر ثورة الثلاثين من يونيو، والاستفادة من الأخطاء التي وقعت فيها الحكومة المصرية بعد ثورة يناير. فيما رأى الدكتور أيمن السيد عبد الوهاب الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن هذه التصريحات تأتي في إطار التطور المستمر في موقف الإدارة الأمريكية أو جناح داخلها تجاه الوضع في مصر يدعو للاعتراف بالوضع الراهن، وأشار إلى التناقض الواضح في الموقف الأمريكي تجاه مصر منذ الثلاثين من يونيو، وأن هناك اتجاهات مختلفة داخل الإدارة الأمريكية بعضها يدعم الإخوان وحلفاءهم، والبعض الآخر يرفض هذا الدعم، مؤكدًا أن هذا التباين يبدو منعكسًا في تصريحات وتحركات الجانب الأمريكي. ولفت عبد الوهاب إلى أن هذه التصريحات ليس معناها تنازل الإدارة الأمريكية عن دعم الإسلاميين، بل على العكس توقع أن يستمر هذا الدعم في هذه المرحلة.