أعلن وزير الخارجية السوري "وليد المعلم" خلال لقائه مع نظيره الروسي "سيرغي لافروف" في موسكو، أن أي ضربة أمريكية ستهدد مؤتمر "جنيف 2″، الذي تريد دمشق المشاركة فيه. ووفقا لما جاء في "روسيا اليوم" فإن "المعلم" أشار خلال اللقاء اليوم، إلى أن دمشق أكدت أكثر من مرة مشاركة الحكومة السورية في مؤتمر "جنيف 2″ دون شروط مسبقة، إلا أن العدوان الأمريكي قد يقوض الجهود الرامية إلى عقد هذا المؤتمر. كما أعلن وزير الخارجية السوري "وليد المعلم" أن دمشق جاهزة لاستقبال لجنة التحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى، وجاهزة للتعاون مع أصدقاء في روسيا لنزع ذرائع العدوان، وأكد أن دمشق تؤمن بأن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة، مشيرا إلى أنه في حال حدث العدوان سيكون لدمشق موقف آخر. وقال المعلم، "أرسلنا أكثر من 400 رسالة إلى مجلس الأمن نؤكد فيها الجرائم، وفي كل مرة يحاول مندوب روسيا في مجلس الأمن أن يقدم بيانا صحفيا أو بيانا رئاسيا في مجزرة ما، يحبط محاولته ببيان أمريكي أو فرنسي"، وأضاف "أقول صراحة لا نحتاج إلى بذل جهود لكشف هذه المجازر، فالإرهابيون على مواقعهم يصورونها ويفتخرون بها ويقولون ألله أكبر". وفي ما يتعلق بالمغلف الذي سلمه نائب وزير الخارجية السوري "المقداد"، للجنة التحقيق فقال "المعلم" إن المغلف احتوى على نسخة عن رسالة بعث بها "المعلم" إلى أمين عام الأممالمتحدة يطلب فيها التحقيق بثلاث جرائم ارتكبت في الغوطة، واستخدم بها السلاح الكيماوي، معربا عن أسفه أن "اللجنة سحبت قبل التحقيق في هذه المواقع مع الوعد بالعودة مرة أخرى، قائلا "لهذا رحبت بقدومهم ثانية". وطرح المعلم جملة من التساؤلات قائلا، "نتساءل هل الذرائع التي يطلقها المسئولون الأميركيون لشن هذا العدوان هي الموضوع الكيماوي؟، وإن كانوا صادقين نحن نقول إن الجهود الدبلوماسية لم تستنفذ من أجل الوصول إلى حل، ونحن لضمان حماية شعبنا وبلدنا، وبثقتنا بالجهود الروسية، سوف نتعاون مع روسيا تعاونا تاما لمنع ذرائع هذا العدوان". وأضاف المعلم "ما إذا كان هدف العدوان على سوريا وهو ما نرجحه ضرب قدرات الجيش السوري لصالح القاعدة وأذرعها في سوريا مثل جبهة النصرة، فهذا شأن آخر، وهنا يحق لنا أن نتساءل ما هي مصلحة الولاياتالمتحدة الحقيقية لشن هذا العدوان لصالح جبهة النصرة". وأشار "المعلم" إلى استغرابه من مبادرة أوباما بإطلاق عدوان على سوريا الواقعة في منطقة تقع على برميل بارود، لنصرة أولئك الذين فجروا برجي التجارة الدولية في نيويورك، خاصة وواشنطن تقع على عتبة ذكرى هذه المأساة، علي حد قوله. وتابع "المعلم" متسائلا "كيف أن واشنطن لم تتعلم مما جرى في أفغانستان، عندما دعمت القاعدة في منتصف الثمانينات من القرن الماضي، وها هي اليوم تحارب القاعدة في أفغانستان، فهل تريد أن تجعل من سوريا قاعدة للقاعدة لكي تنطلق إلى دول الجوار" وأضاف "نتساءل كيف يبرر القادة الأمريكيون لشعبهم ولرأيهم العام ما جرى في العراق عام 2003 بنفس الذرائع". من جانب آخر، كشف المعلم عن "تحية إلى الشعب الأمريكي لوعيه ووقوفه ضد هذه الحرب، كما إلى قداسة البابا لصلاته من أجل السلام وكذلك الشعوب الأوروبية في غالبيتها، والتي وقفت ضد هذا العدوان، بدليل ما فعله مجلس العموم البريطاني". وبدوره أكد وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" خلال اللقاء أن روسيا تعتزم مطالبة المعارضة السورية بالموافقة بوضوح على عقد مؤتمر "جنيف 2″، دون شروط مسبقة، وجدد "لافروف" موقف موسكو، مؤكدا أنه لا يوجد هناك بديل عن الحل السلمي للأزمة السورية، وأضاف أن موسكو ستواصل العمل على تنفيذ المبادرة الروسية الأمريكية المشتركة. وأعلن وزير الخارجية الروسي، أن بلاده ستبذل قصارى جهدها لمنع استخدام القوة العسكرية لحل الأزمة في سوريا، وقال الوزير للصحفيين عقب ختام الاجتماع، "لا يمكننا إلا أن نبدي قلقنا بشأن مصير الرعايا الروس الذين يعيشون ويعملون في سوريا، ولكي لا تصبح حياتهم في خطر، ستبذل روسيا ما بوسعها لمنع تنفيذ السيناريو العسكري في هذا البلد". وأشار "لافروف" إلى أن "مزيدا من الشخصيات القيادية السياسية يتفقون معنا على أن السيناريو العسكري سيؤدي تنفيذه إلى عربدة الإرهاب في سوريا، وفي بلدان الجوار، وإلى تدفق اللاجئين الذين أخذ عددهم يتزايد، بعد أن أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية نيتها لتوجيه ضربة للأراضي العربية السورية". وأضاف "لافروف" أن روسيا تؤيد إعلان الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي من" عن ضرورة عودة فريق مفتشي الأممالمتحدة إلى سوريا، لإكمال عملهم في مواقع قيل إنها شهدت استخدام أسلحة كيماوية.