شعوب العالم الغربي تتحرك وتحتج ضد عزم القوى المهيمنة والغاصبة شن عدوان ضد سوريا الشعب والأرض والوطن لأنهم وفي كل الحالات لن يقدروا على النظام، بل إنهم يستهدفون البنية التحتية لسوريا ويستهدفون جيشها القوي الصامد. شعوب العالم العربي تنتظر وتتفرج بدون أدنى حراك. حكام العرب يشمتون ويودون أن ذات الشوكة وذات الحرب الدولية التي أصابت العراق تحرق اليوم سوريا وتمزقها وتشرد شعبها المقاوم ،حكام الخليج المرتهنون يقرعون طبول الحرب ويقذفون بأموال الأمة وريعها النفطي لاستعداء الخصوم واستجلاب خيولهم الحربية لتدك أسوار دمشق الصامدة. بعض النخبة العربية لم تعد تعنيها المقاومة والممانعة ولم تعد تستفزها الحروب والفتن وبغي الأمم. العدو الصهيوني يعد لهذا العدوان وينتصر لكل استعداء ضد سوريا. الاعلام العربي والغربي المتخاذل والمنحاز سواء بسواء ينحشر في مطبخ المؤامرة الدولية شاحنا وشاحذا أقلامه المأجورة ضد سوريا. محاولات يائسة لتطويع مجلس الأمن الدولي ليكون خادما مطيعا وعبدا خاضعا لقرارات الأسياد الدوليين ولكن أحبطت روسيا والصين مسعى الباغين، فالتجئوا إلى حلف "الناتو" الملعون ليستخدموه آلة للعدوان على جزء من أرض العرب والمسلمين وشعب سوريا المسالمين. ولكن هل يعني ذلك أن الأمة فقدت عوامل الانتصار واستدامة المقاومة فيها ؟ والتمسك بأم القضايا العربية والاسلامية وهي القضية الفلسطينية؟. وهل يمكن الجزم باقتراب العدوان على سوريا الشقيقة؟ المتتبع للأحداث يستطيع أن يخلص إلى أن سوريا والمقاومة الصادقة في تلك الربوع قادرة وجاهزة لأي عدوان عليها بل إني أؤكد: 1-أن القدرات الدفاعية والهجومية تفوق التصور وأن الأسلحة الروسية المتطورة التي يمتلكها حزب الله وتمتلكها سوريا قادرة على قصف كل الأهداف العدوانية في تركيا أو في البحر الأبيض المتوسط او في الخليج أو في "اسرائيل " وهم يستهينون بكل هذه الاستعدادات وهذا التجييش الأعمى وقد استفادت سوريا وحزب الله من التجربة العراقية وحرب الخليج الثانية. 2- إن تواجد اسرائيل على خطوط التماس في هذا العدوان المحتمل وتواجدها على مرمى استهداف حزب الله لها، يجعل فرضية العدوان مستبعدة رغم أن طبول الحرب قد دقت على أشدها. 3-إن تبعات وتداعيات الحروب التي تكبدها العالم من جراء الحرب العراقية يجعل هؤلاء الطغاة المعتدون يعيدون حساباتهم من جديد لصالح التهدئة. 4- إن اقتصاد العالم الذي يتأثر سلبا أو ايجابا بمنابع النفط الرئيسية في العراق وايران والسعودية والتي قد تستهدف بصواريخ مدمرة يجعل رموز دعاة الحرب يراجعون مواقفهم من هذا الخيار. 5- إن قول ايران بأن أمنها مرتبط بأمن سوريا وتهديدها الجدي بالدخول في الحرب إن تم العدوان على سوريا يدفع بالقوى الكبرى إلى إعادة تقديراتها وحساباتها واستراتيجياتها العدوانية بعمق وبجدية أكبر . 6- تراجع الدول الأوروبية الحليفة عن قرارهم الدخول في الحرب مع الأمريكان يفقد الحلفاء الآخرين الثقة بجدوى الحرب وأمل الإنتصار فيها. 7- افتقاد هذا العدوان للشرعية الدولية المأسسة على مجلس الأمن وقراراته المرجعية . احتمال توسع دائرة الحرب في المنطقة ومردودها السيئ والسلبي على الحكام هناك وامكانية زعزعة عروشهم لصالح الثوار والمخلصين وخاصة في السعودية والامارات والبحرين وما يترتب عن ذلك من تحول في الولاءات والتحالفات لصالح روسيا والصين . ولكل هذه الأسباب وغيرها فإني أجزم قاطعا أنه لن تكون هناك حرب ضد سوريا وإذا حصل شيئ ما فإنه لن يتعدى صواريخ تسقط في الصحاري لحفظ ما ء الوجه وعقوبات تافهة وغبية لتأكيد الحضور الركحي الأمريكي. ناشط وإعلامي تونسي