جامعة الاسكندرية: الالتزام بقواعد السلامة خلال الأنشطة الطلابية    سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الأربعاء 23-10-2024    أسعار الخضروات والفاكهة اليوم الأربعاء 23-10-2024 في أسواق محافظة البحيرة    يوسفي عديم بذور وخوخ مبطط، زراعة الجيزة تنظم ندوة عن دور الطفرات في تطوير المحاصيل    30 دقيقة تأخر على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الأربعاء 23 أكتوبر    ارتفاع أرباح بيكر هيوز للخدمات النفطية خلال الربع الثالث    أسعار الأسمنت اليوم الأربعاء 23-10-2024 في محافظة البحيرة    هيتلاعبوا في الانتخابات، المدعي العام في تكساس يرفع دعوى قضائية ضد إدارة بايدن    ماذا نعرف عن هاشم صفي الدين الذي كان مرشحا لخلافة نصر الله قبل إعلان مقتله    «الأهرام»: مشاركة الرئيس السيسي بقمة «البريكس» علامة فارقة في عمل التجمع الاقتصادي    زعيم كوريا الشمالية يطالب بتعزيز الردع في مواجهة التهديدات النووية    قوات الاحتلال تقتحم مدينة قلقيلية وتعتقل عددا من المواطنين    مواعيد مباريات دوري أبطال آسيا اليوم الأربعاء 23 أكتوبر 2024 والقنوات الناقلة    حالة الطقس اليوم الأربعاء 23-10-2024 في محافظة البحيرة    رسميا.. موعد غرة شهر جمادى الأولى 1446 هجريا    محافظ المنوفية: تحرير 268 محضر تمويني وضبط 10 طن مواد غذائية مجهولة المصدر    بمناسبة الكريسماس.. هاني شاكر يحيي حفلاً غنائياً في دبي    عاوزين تخلوها صفر ليه، تعليق ناري من خالد النبوي على هدم قبة حليم باشا التاريخية    عمرك ما ترى حقد من «الحوت» أو خذلان من «الجوزاء».. تعرف على مستحيلات الأبراج    تعرف علي مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 23-10-2024 في محافظة البحيرة    نشرة المرأة والمنوعات.. فواكه تخلصك من رائحة الفم الكريهة.. سعر فستان هنا الزاهد في إسبانيا    عبد الرحيم حسن: شخصيتي في «فارس بلا جواد» كان «بصمة» في حياتي    مع اقتراب الشتاء.. 3 عادات صباحية للتصدي للإنفلونزا والبرد    بسبب الأعاصير.. خوف في أمريكا بعد انتشار عدوى «آكلة اللحوم»    بالأسود.. لجين عمران تتألق في إطلالة جذابة وساحرة بمشاركتها بأسبوع الموضة بالرياض|شاهد    سلامة: المجلس الوطني للتعليم يضم بعض الوزراء والخبراء ورجال الأعمال    أحمد عادل: لا يجوز مقارنة كولر مع جوزيه.. وطرق اللعب كانت تمنح اللاعبين حرية كبيرة    إبراهيم عيسى: اختلاف الرأي ثقافة لا تسود في مجتمعنا.. نعيش قمة الفاشية    وزير التعليم: لا يوجد نظام في العالم لا يعمل بدون تقييمات أسبوعية    نجم الأهلي السابق: كولر كسب الرهان على «طاهر محمد طاهر»    ثروت سويلم: ما حدث عقب مباراة الزمالك وبيراميدز إساءة والدولة مش هتعديه دون محاسبة    هاريس: جاهزون لمواجهة أي محاولة من ترامب لتخريب الانتخابات    ضبط المتهمين بسرقة مخزن شركة بالتجمع الأول    خبير يكشف موقف توربينات سد النهضة من التشغيل    أنتوني بلينكن: مقتل "السنوار" يوفر فرصة لإنهاء الحرب في غزة    قبل أيام من الكلاسيكو.. رودريجو يوجه رسالة لجماهير ريال مدريد بعد إصابته    يسرا تدير الجلسة الحوارية لإسعاد يونس في مهرجان الجونة    «اللي حصل جريمة وكارثة».. تعليق ناري من نجم الزمالك السابق على عقوبات الأهلي ضد كهربا    ماذا دار بين إمام عاشور وحكم مباراة سيراميكا كليوباترا ؟.. شوبير يكشف التفاصيل    إذا كان دخول الجنة برحمة الله فلماذا العمل والعبادة؟ أمين الفتوى يجيب    بركات يوم الجمعة وكيفية استغلالها بالدعاء والعبادات    بدلا من الذهب.. نقابة المصوغات والمجوهرات تنصح المواطنين بالاستثمار في الفضة    مصرع طفل أُغلق على جسده باب مصعد كهربائي بكفر الشيخ    أمن كفر الشيخ يكشف لغز العثور على جثة شاب ملقاه بترعة في بيلا    الفنانة عبير منير تكشف كواليس تعارفها بالكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة: "عشنا مع بعض 4 سنين"    أوكرانيا تبحث مع استونيا تعزيز القدرات الدفاعية للبلاد    البطريرك يلتقي عددًا من الآباء الكهنة والراهبات في روما    نائب الرئاسي الليبي يبحث مع مسؤولة أممية التطورات السياسية في ليبيا    أدباء وحقوقيون ينتقدون اعتقال الخبير الاقتصادي عبدالخالق فاروق    القبض على سائق سيارة نقل تسبب في وفاة شخصين بالتجمع    تشريح جثة طفل عثر عليها ملقاة بالشارع في حلوان    حلوى الدببة الجيلاتينية التى تباع في آلات البيع الألمانية تحتوى على سم الفطر    رئيس جامعة الأزهر يتابع أعمال التطوير المستمر في المدن الجامعية    القاهرة الإخبارية: 4 غارات إسرائيلية على مناطق برج البراجنة وحارة حريك والليلكي في الضاحية جنوب لبنان    أرسنال يعود لسكة الانتصارات بفوز صعب على شاختار دونيتسك    نشرة المرأة والمنوعات: الوقوف لساعات طويلة يصيبك بمرض خطير.. أبرز أسباب مرض داليا مصطفى.. سعر غير متوقع ل فستان ريهام حجاج    أمين الفتوى: تربية الأبناء تحتاج إلى صبر واهتمام.. وعليك بهذا الأمر    هل قول "صدق الله العظيم" بدعة؟.. أمين الفتوى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أردوغان .. قصة سراب (4)
نشر في البديل يوم 30 - 08 - 2013


الفصل الثالث: السياسة الخارجية لإردوغان:
بادئاً ذي بدأ نقول أن سياسات حكومات رجب طيب إردوغان لا تختلف في رؤيتها الخارجية عن سياسات تركيا منذ منتصف الحرب العالمية الثانية و التي تتناقض منذ ذلك الوقت مع كل رؤى كمال اتاتورك الخارجية فعصمت إينونو غنتهج سياسات دمرت السياسة المتميزة الخارجية لمصطفى كمال و التي كانت تكفي تركيا لتستمر كبلد محايد و نزيه لكن السياسات الخارجية من إينونو لمندريس لغورسيل لأوزال لديميريل لأربكان لإردوغان واحدة تتلخص في الخضوع الكامل للغرب و الانضمام للأحلاف العسكرية الغربية و العداء للجيران إن لزم الأمر و الأسوأ إستضافة قواعد مسلحة اجنبية بالبلاد ، عبر التالي نلخص اهم النقاط السياسية الخارجية التي تم الكذب الفج بشأنها و كذلك القواعد العامة للعمل السياسي الخارجي التركي:
(أ) إردوغان و الناتو.
(ب) إردوغان و إسرائيل.
(ج)إردوغان و غزوالعراق.
(د) إردوغان و قافلة الحرية.
(أ) إردوغان و الناتو:
مع إنضمام تركيا لحلف شمال الأطلنطي بالمخالفة المطلقة لتعليمات مصطفى كمال أتاتورك حول الاحلاف السياسية و العسكرية كانت العلاقة وثيقة بين الجيش و المنظمة الغربية و شاركت تركيا فيها بقوة تأثرت قليلا عام 1974 مع إحتلال شمال قبرص التي منحها السلطان عبد الحميد الثاني لإنجلترا و مع تولي إردوغان لم يشذ مطلقاً عن النهج السابق من عهد عصمت إينونو حيث:
-1- حافظ على الوجود التركي في العمليات الاطلسية بالعالم كالبلقان و أفغانستان المحتلة و تولى قيادة إسياف بأفغانستان بعام 2005.
-2- باتت تركيا مسئولة عن الحفاظ عن الأمن بكابول كلها و دعمت كافة الاتفاقيات الغربية بخصوص أفغانستان.
-3- قامت حكومة إردوغان بمنح الناتو حق نشر رادارات الدرع الصاروخي بتركيا بل و طلب إردوغان أن يشمل الدرع كامل الاراضي التركية بشكل يهدد الأمن القومي التركي و كل امن دول الجوار.
-4- باتت تركيا مقر القوات البرية الخاصة بحلف شمال الأطلنطي رسمياً بإزمير في 30-11-2012.
-5- مسألة إردوغان و راسموسن: في 30 أكتوبر بالعام 2005 حدث أن نشرت صحيفة يولاندس بوست الدنماركية رسوم كاريكااتورية للنبي محمد صلى الله عليه و سلم كانت بالنسبة للعرب إهانة كبيرة بحكم الاختلاف الثقافي بين بلد يعتبر الانبياء كلهم بشر قابلين للسخرية و لا يضع قيود على حرية التعبير و بين ثقافة تعتبر الانبياء و من خلفوهم و أي شخص له لحية ممنوع مجرد التعليق عليه فكانت مظاهرات كبرى على الرغم من إعادة النشر عبر في خلال نفس العام فقط و أدى لموجة عجيبة من مقاطعة الدنمارك كأن الدولة هي من فعلت الشئ نفسه و المطالبة بسجن الرسام و غلق الصحيفة في موقف يدل على عدم فهم العرب تحديداً لكون النمارك بلد حر لا يعرف معنى قيود أو اغلاق صحف ، في الرابع من إبريل 2009 تم الإعلان عن إختيار أندريس فوغ راسموسن كأمين عام للناتو في موقف تمت الموافقة عليه من كل الدول الا تركيا التي فاوضت الدنمارك على اغلاق محطة روج الكردية لتوافق الدنمارك في النهاية و كذلك بلجيكا التي داهمت مقر القناة و أوقفتها لبرهة ثم عادت وسط قضية في الدنمارك و بلجيكا مازالت منظورة للآن لتحدد هل تبقى القناة أم تزول بإتهامها بدعم حزب العمال الكردستاني المحظور أوروبياً ، هنا فالمسألة سياسية بشكل واضح فأردوغان مقابل دعم راسموسن يشترط وقف قناة يراها مضادة لمصالح بلاده و تم الأمر في بلجيكا و الدنمارك بالتزامن مع موافقة تركيا ، فماذا فعل إعلامنا ، بفجاجة قال الاعلام و الصحف العربية أن أردوغان اشترط اعتذار راسموسن على الرسوم الدنماركية ليقبل تعيين راسموسن -!!- هذا طبعاً دون ذكر منهم للقناة الكردية و هي السبب الحقيقي في كذبة قذرة مقصود منها جلب تهليلات العرب للبطل الذي يشترط الاعتذار حتى يوافق على تعيين راسموسن و زادت الكذبة لتذكر الجزيرة خبر أن راسموسن اعتذر ، كل هذا لم يحدث و كان الأمر سياسي بإمتياز فتركيا ليست تافهة كالعرب بل براجماتية بينما يصدر لنا الاعلام شئ مزور تماماً فنهلل لموقف لم يحدث بينما الموقف مسازمات سياسية فقط لا أكثر فإيقاف القناة مقابل تمرير راسموسن فقط لا أكثر و لا عزاء للعرب المهللين.
(ب) إردوغان و إسرائيل:
لم أكن أرغب في كتابة هذا الموضوع لأسباب عدة أبرزها أني بِتُّ في نظر بعض القراء مجرد كاره لإردوغان مع أنني لا أفعل إلا نقل أرقام حقيقية لا أكثر و لم أكن أتصور أنني سأكتب عن هذه النقطة المعروفة للعالم كله إلا العرب لأسباب تتعلق بإنعدام الضمير عند الإعلام العربي ، لكن حين قرأت عن إعتقال الجنرال باشبوغ منذ مدة طويلة بتركيا بتهمة مضحكة بالغة التلفيق و نشر صورة له عند حائط المبكى اليهودي بالقدس من طرف حزب إردوغان قررت القيام بدوريفي الوقت المناسب بنشر حقائق لا يعرفها العرب للسبب سابق التوضيح ( باشبوغ زار القدس فزار الكنائس و الأقصى و المعابد و حائط المبكى و إنتقوا تلك الصورة ليسيئوا له متجاهلين أنه بروتوكول أعدته الحكومة التركية الاردوغانية له قبل الزيارة ) لذا فأنا هنا لن أقدم جديد و سأنقل و أشرح المنقول و المشروح فبكل أسف تاريخ الصداقة الاردوغانية/الإسرائيلية معلوم للعالم إلا نحن و ما سيدهش القارئ أشعر بالغثيان لأنه أدهشه من فرط شهرته و معرفة الناس به فإن كان القارئ آسف لأنه لم يكن يعرف فليقاطع الإعلام المنغولي الذي يتابعه فهو يصور تركيا كدولة ذات نهضة إقتصادية بينما هي ذات اداء إقتصادي سئ كما سنرى لاحقاً إن شاء الله و كدولة مُمانعة بينما هي باتت بفضل سياسات إردوغان بكل أسف حذاء أمريكي على حد تعبير القوميين الأتراك.
هنا نقسم تاريخ إردوغان مع إسرائيل لثلاثة أقسام:
2003/2016.
2006/2010.
2010/2013.
الفترة الأولى: 2003/2006:
حرص رجب طيب إردوغان في كل سياسات تركيا الخارجية على تنمية العلاقات التركية الإسرائيلية و عدم المساس بها و طمأنة إسرائيل كليةً على مصالحها و تدعيم هذه العلاقات الممتدة من الاعتراف بها 1949 إلى إرسال أول سفير في عهد عدنان مندريس 1952 ثم زيارة مندريس لإسرائيل 1948 لمناقشة سبل الدفاع المشترك ضد مصر و سوريا!
في 2005 زار إردوغان إسرائيل و دعا لإنشاء منطقة سلام عربية مع إسرائيل و إقامة سوق تجاري عربي/إسرائيلي بالمنطقة (الصورة الأولى بالاعلى) واصفاً الهولوكوست بمأساة إنسانية و جريمة ضد البشر (و هي كذلك فعلاً) داعياً لتطبيع عربي/إسرائيلي و قدم وفد من 200 رجل أعمال لموشية كاتساف رئيس إسرائيل كبداية لعلاقات تجارية تركية / إسرائيلية كبرى ! ، كذلك أشار لأن إيران خطر ، و هناك طرح إردوغان فكرة وساطة تركيا من أجل السلام بين العرب و إسرائيل ووعد كاتساف بالدراسة لتقفز العلاقات التجارية التركية و الاسرائيلية للقمة طوال عامين حتى 2007
الفترة الثانية:2006/2010:
تميزت العلاقات التركية الاردوغانية مع إسرائيل هنا بميزة كبرى.. أولاً لم تتأثر بجدية بالعدوان على لبنان و غزة فهي توترت و تبادلوا الهجوم ثم عقدوا لقاءات صلح و قبلوا بعضم و رحلوا ! ثانياً تحولت تركيا لوسيط بين سوريا و إسرائيل لعقد معاهدة سلام و إلغاء السياسة الممانعة لسوريا ضد إسرائيل بدأً من عام 2006 مع إعلان شيمون بيريز أن الأصدقاء بأنقرة يتولون مسألة الوساطة و تأكيد وكيل وزارة الخارجية السورية على هذا !! ، و نجد أمثلة كثيرة فوزير الخارجية السوري يقول لا مفاوضات مع إسرائيل بلا تركيا و تركيا كذلك تبدي استعدادها للوساطة للمرة الثانية ، إسرائيل بدورها توافق على الوساطة و تمر السنوات و الأسد يصف تركيا بوسيط لا مثيل له و نيتانياهو يرى تركيا وسيط شرعي ، تركيا تقوم بمناورات نسر الاناضول في 2009 مع إسرائيل بعد إنتهاء غزو لبنان مع أن بيريز (تشاجر) مع إردوغان في بداية 2009 فهذا لم يمنع مناورات عسكرية بينما العرب يهللون لمغادرة إردوغان المكان الذي أتى له كصديق لإسرائيل !! ، تستمر الوساطة و تعلن تركيا في 2010 إستعدادها للوساطة بين سوريا و إسرائيل كما أسلفنا ، الخلاصة أن العلاقات قوية حتى 2010 علناً و سراً و للعرب الهتاف بإنسحاب إردوغان من دافوس 2009 بينما لتركيا العلاقات القوية و مصالحها و نحن نهلل لشئ غير موجود أصلاً إلا بخيالنا.
الفترة الثالثة:2010/2013:
في الفترة من 2010 إلى 2012 مرت فعلاً العلاقات بتوتر حقيقي بفعل الضغط الشعبي التركي على الحكومة الاردوغانية بسبب الغارة على سفينة مرمرة التركية بإسطول الحرية .. التصريحات و النكسات السياسية التركية إمتدت على طوال الخط إلى اليوم فتركيا تتقهقر سياسياً امام إسرائيل و يُهان سفيرها و يُثبت ضعف ذكاء وزير خارجيتها و الاعلام يصور هذا كإنتصارات تركية !! ، العجيب أن وسط هذا الزخم هل فعلاً تركيا الاردوغانية على علاقات سيئة في الفترة من 2012/2010 مع إسرائيل؟؟
الاجابة لا، ببساطة السياسة متوترة لكن:
-1- تركيا في 2011 أكبر جهات التصدير للبضائع الاسرائيلية (القطاع التجاري الاسرائيلي).
-2- الصادرات الاسرائيلية لتركيا في النصف الاول من 2011 زادت من 425 مليون دولار الى 662 مليون دولار (القطاع التجاري الاسرائيلي).
-3- تسريبات (الى لحظة كتابة المقال) بتنازل تركيا عن مطالبها الخاصة بسفن الاسطول من محاسبة و عقاب للجيش الاسرائيلي !
-4- التعاون الاسرائيلي الامني مع تركيا في 2011/2010 قفز للقمة !
-5- تركيا أبدت في سبتمبر 2011 تجاوباً مع مساعي كلينتون/أوباما للصلح و أعربت عن رغبتها في عودة العلاقات كماكانت.
-6- مع الربيع العربي 2010 بدأت تركيا تشارك إسرائيل ملفات أهمها الازاحة بالنظام السوري و تبنت أنقرة مواقف إحتضان المعارضة و إنشاء ميليشيات للقتال ضد الجيش السوري في خطوة غير مسبوقة أدانتها المعارضة التركية ووصفها حزب إربكان بأنها خيانة صريحة للأمة و ندد بها حزب الشعب متسائلاً عن طبيعة العلاقات التركية الاسرائيلية التي تتعارض علناً و تتفق في ملف خطير كسوريا.
فماذا حدث لاحقاً بعام 2013؟
"رئيس الوزراء نتنياهو عبر عن اعتذاره للشعب التركي عن أي خطأ قد يكون أدى إلى فقد للحياة، ووافق على استكمال الاتفاق على دفع تعويضات"
هذا كان بيان مكتب رئيس الوزراء الموصوف بالإعتذار عن حادثة السفينة مرمرة ، أين الإعتذار و أين التعويض؟
بعهد مبارك حين كان جندي يموت على الحدود مع إسرائيل تعتذر إسرائيل و تتعهد بدفع تعويض مع إردوغان إحتاج 3 سنين ليصل لمرحلة مبارك التي تحدث في ال 24 ساعة.
لماذا كنتمم تهاجمون نفس الأمر مع مبارك بينما تعتبرونه انتصارا مع إردوغان علماً بان تقرير الامم المتحدة أدان تركيا و إسرائيل معاً لِمَ تهاجمون شيئا و تمدحون الاقل منه و معتبرينه انتصارا؟؟
إردوغان ببساطة أعاد العلاقات لأن "الموضوع أصابه بِروِد" و لأن "الأسد عدو مشترك بين الحليفين تركيا و إسرائيل.
بخصوص مسألة بيريز و إردوغان:
في 30 يناير 2009 أثار أردوغان في أثناء منتدى دافوس نقطة العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة بنهايات 2008 و ذلك أثناء وجوده مع شيمون بيزيز رئيس إسرائيل بشكل لم يمانع فيه أردوغان فهو قبل مبدأ الحضور و الجلوس بجوار بيريز و الحديث معه ، حدث أن أعطى المنظم وقت طويل بلا مقاطعات لبيريز بينما لم يفعل المثل مع أردوغان حين وجد أن الجلسة تحولت لجدال سياسي محتدم يستهلك وقت أطول من المطلوب فغادر أردوغان المنتدى واصفاً بيريز بقاتل الاطفال و قال نصا:
(بما أنكم لم تمنحوني فرصة مساوية للسيد بيريز فأنا مغادر و هذه آخر زيارة لي لدافوس)
المسألة إذن أن أردوغان بعد العمليات العسكرية على غزة ذهب لمنتدى يوجد به وفد إسرائيلي يرأسه رئيس الدولة بنفسه في تصرف أثار في مصر ردود غاضبة حين أرسلنا وفداً بينما لم يتحدث أحد عن وفد تركيا ثم جلس أردوغان بجوار بيريز و صافحه و تحدثا في موقف لم يجرؤ أحد من وفدنا على فعله ثم حدث أن لم يتم مساواة وقته بوقت بيريز فغادر غاضباً معلناً سبب هذا أنه تعنت ضده ، هذا ما حدث هناك فماذا فعلت وسائل الاعلام؟
كانت تفاعلات وسائل الاعلام عجيبة فهي رصدت الامر و نقلته مترجماً بكلمات ثم علقت بكلمات أخرى فهي جعلت الأمر مغادرة أردوغان إحتجاجاً على العمليات السابقة -طبعاً من حقنا التساؤل و ماذا جعله يجلس بجواره و يحدثه أصلاً مادام محتجاً؟؟- و لأننا نسمع دون تفكير فقد قلنا بالتالي أردوغان ينسحب احتجاجاً على وجود شيمون بيريز متجاهلين كل ما سبق!!..المدهش أن الآلة الاعلامية و الصحف و على رأسهما عبد الباري عطوان و فهمي هويدي عايروا حكامنا بهذا بينما لم يجرؤ أحدهم على الجلوس مع بيريز كما فعل أردوغان أو النقاش معه كما فعل هو ووفده!! تحول الأمر من خلاف بسبب تقسيم الوقت و الجدل السياسي بين بلديهما منذ العمليات العسكرية 2008 و قبلها عمليات لبنان 2006 و الذي لم يقطع العلاقات الى إحتجاج على وجود وفد إسرائيلي كأنما نحن مصابين بالتخلف العقلي لنقول هذا بينما هم تصافحوا و جسلوا و تحدثوا ثم اختلفوا ، المدهش أن موقف تركيا من اسرائيل نسخة من المواقف العربية لكن أعلى صوتاً فمع العمليات في جنوب لبنان و غزة تم سحب السفير التركي و ممارسة الصياح الميكروفوني بينما الدول العربية مثل تركيا إما قلصت بعثتها أو سحبتها كتركيا تماماً لكن أدانها العرب شعبياً في موقف ملفت ، ما الفارق بين تركيا التي حافظت على معدل ثابت أو مرتفع في العلاقات التجارية مع اسرائيل 2002/2010 دون تأثر بالخلافات السياسية و التي لم تتقلص علاقاتها العسكرية بإسرائيل في نفس التوقيت ما الفارق بينها و بين العرب ، شئ مضحك ما حدث فتركيا مثلنا لها مصالح تراعيها مع إسرائيل و لعل تركيا أفضل حليف أمني لإسرائيل.
الخلاصة:
لا يوجد إعتذار صريح عن الحادثة.-1-
لا يوجد نص صريح بتعويضات محددة و إلى لحظة كتابة هذه الكلمات لم يُدفع شئ. -2-
تأكد مدى كون الصلة بين إردوغان و إسرائيل وثيقة منذ زيارة إردوغان لإسرائيل 2005. -3-
ثبت ان الاخوة المحللين يحتاجون المزيد من الوعي بحقائق الامور بتركيا.-4-
(ج)إردوغان و غزوالعراق.
مؤخراً قبيل كتابة هذا المؤلف تابعت بالكثير من الضحك و الدهشة ردود الفعل الاسلامية على التوتر البالغ بين العراق و تركيا ووصف نوري المالك لتركيا بالدولة الطائفية المعادية فالاسلاميون صاحوا بالجهاد ضد الرافضة الكفار و الغريب أن (مؤرخ) إسلامي صاح بأن هؤلاء الشيعة يردون جميل رفض استخدام أرض تركيا لغزو العراق من قبل الجيش الأمريكي بإهانة إردوغان البطل الاسلامي!
ما دفعني للدهشة تغييب كل الحقائق عن غزو العراق و موقف إردوغان و حزبه الحاكم و الجيش التركي و موقف المعارضة القومية و الحزب المعارض الاول حزب الشعب ، هؤلاء الإسلاميون يضربون كل مرة المثال لنا على مدى عدم إهتمامهم بالبحث و عشقهم للتخمين و قراءة رؤوس مواضيع الاخبار من المواقع الاسلامية و النصف إسلامية و منها قد يبتكرون كتاب أو أكثر عن إردوغان و تركيا و ربما حتى يكتبون تحليل إستراتيجي و لذا قمت على مدار الايام الماضية بمراجعة ما سجلته من ملاحظات و أخبار هامة قبيل فترة الغزو الامريكي للعراق و ما تم الاعلان عنه و جمعته في متتاليه مع شرح لأخبار و تسريبات رسمية و نصف رسمية تشرح لنا شيئين الأول طبيعة تفكير حزب العدالة و التنمية و الثاني تأريخ لسياسة تركيا مع المنطقة في وضعية هامة هي إحتلال قطر مجاور بصورة تجعلنا نستنتج بسهولة سياستها المقبلة تجاة أي قطر آخر بأزمة أو غير أزمة.
في 1 مارس 2003 صوت حزب العدالة و التنمية الحائز على 336 مقعد بالبرلمان بالموافقة لصالح غزو العراق بناءً على إحالة إحالة القانون من قِبل إردوغان للبرلمان في 25 فبراير 2003 مع ترك الحرية للأعضاء للتصويت دون توجية مباشر مع وضوح موقف الحكومة بالموافقة على القانون الخاص بإنضمام تركيا للتحالف الدولي و نشر 62000 جندي أمريكي و 255 طائرة حربية و 65 طائرة هليكوبتر لستة أشهر فوافق حزب العدالة و التنمية بواقع 99 عضو رافض و 19 عضو ممتنع عن التصويت و 245 عضو وافقوا على استخدام أرض البلاد لغزو العراق و الانضمام للتحالف الدولي وسط دعوة اردوغان للموافقة على القرار و مشاركة الجيش بالغزو لوجود فوائد وطنية بالأمر و كاد الامر ينتهي بالموافقة لولا أن العدد المطلوب كان ينقصه 3 أصوات في ظل رفض حزب الشعب و الاحزاب القومية العلمانية الأكثر مدعاة للضحك أن الجيش التركي إنقسم على نفسه و مالت الاغلبية لرفض القرار و إعتباره مضر بالصالح الوطني مع أن قائد الاركان لاحقاً إثر تظاهرات كُردية حاشدة بتركيا و العراق ضد تركيا بين أنه كان مؤيد للأمر و من الطريف أن الرافضين المتعنتين هم (بالصدفة) المتهمين بالتخطيط لمؤامرة إرجينكون الانقلابية المزعومة ضد الحكومة و معهم كل صحفي أو رجل أعمال رافض لسياسات اردوغان الموالية للغرب..!!
لكن كيف حدث كل هذا و ما هو تسلسل الأمر؟
حين وُضعت الخطط الأمريكية لغزو العراق شملت تدخل الفرقة الرابعة الميكانيكية مع فرقة أو إثنتين من الجيش التركي من الشمال بحيث تنضم تركيا للتحالف الدولي لغزو العراق و لكن البرلمان التركي رفض لعدم تحقيق الأغلبية بفارق 3 أصوات لقوة الموقف المعارض بقيادة حزب الشعب و الاحزاب القومية المعارضة.
*1* كانت البداية حين بدأ كولن باول حشد تأييد سياسي منذ 2002 في حكومة بولنت أجافيد بجوار جهود رامسفيلد العسكرية بإغراءات مالية و عسكرية في محادثات مع الرئيس التركي أحمد نجدت سيزار.
*2* من 10 الى 14 نوفمبر 2002 زار حلمي أوزوك قائد الاركان التركية واشنطن و قابل رامسفيلد و تباحثا بشأن التحالف و المقابل المادي و الأهم ضمان عدم قياد دولة كُردية.
*3* في نفس الوقت كان بول وولفويتز بأنقرة يعلن صراحة أن دولة كُردية بالعراق غير مقبولة في محاولة لطمأنة الأتراك و عاد في 4 ديسمبر 2002 مع وكيل وزارة الخارجية مارك جروسمان و أكد على ضمانات للأمر و إستحالة قياد دولة كُردية.
*4* في 11 ديسمبر 2002 إلتقى بوش بزعيم حزب العدالة و التنمية إردوغان الذي لم يكن قد تولى أي منصب سياسي بعد في واشنطن و بعده صرح إردوغان لمقربيه أن موقف الحزب لا بد أن يكون مؤيد للعملية العسكرية.
*5* في ديسمبر 2002 قام الجيش التركي بمسح عسكري شامل على مواقع تمركز الجيش الأمريكي الأساسي بها منذ الحرب العالمية الثانية لكي يستوعب القوات الاضافية المقترح قدومها لتركيا تحديداً في قواعد أنجريليك و باتمان و ديار بكر و الاسكندرونة و مرسين.
*6* في 20 يناير 2003 رئيس وحدة التفتيش المشتركة ريتشارد مايرز زار نظيره التركي و كرر الزيارة بعد أسبوع جيمس جونز القائد العسكري للناتو.
*7* في 6 فبراير 2003 صوت البرلمان التركي ذو الاغلبية الاردوغانية على الموافقة على توسيع و رفع مستوى القواعد الأمريكية بتكلفة 200 الى 300 مليون دولار للإستعداد لقدوم القوات الجديدة لغزو العراق بعد الموافقة المرتقبة على القرار و الموافقة على نشر 3500 فني و عسكري أمريكي جُدد للقيام بالتعديلات المطلوبة في إطار زمني قدره 3 شهور.
*8* في 13 فبراير 2003 بدأ عمل الشركات التركية المتعاقدة على التطوير و التجهيز بالموانئ و المطارات.
*9* في 14 فبراير 2003 إجتمع بوش مع ياسر ياكيس وزير الخارجية التركي ووزير الدولة لشئون الاقتصاد علي باباجان لمناشة المقابل المالي و العسكري لإشتراك تركيافي التحالف.
*10* في 19 فبراير 2003 تلقى رئيس الوزراء عبد الله جول إتصال من كولين باول طلب فيه الاسراع بالأمر و قبول التحالف لتنظيم الأمور كاملة و تساءل عن سبب البطء و طلب جول الانتظار حتى انتهاء عيد الاضحى لحساسية الامر دينيا!
*11* في 1 مارس 2003 صرح بارزاني من العراق أي تدخل عسكري تركي بالشمال و هدد بأن هذا سيُقابل بالعنف من الكُرد و مع هذا تم إرسال 5000 جندي تركي محتشدين عند الحدود العراقية.
*12* في 6 مارس 2003 أعلن كولن باول ان الفاتورة المقدمة لتركيا تشمل 6 مليارات دولار تشمل 2 مليار دولار مساعدات عسكرية و 4 مليارات مساعدات إقتصادية و إمكانية وضع 24 مليارات دولار لتركيا كقروض ميسرة الفوائد منهم 8.5 مليار دولار فورية.
*13* في 13 مارس 2003 طلب بوش من إردوغان فتح المجال الجوي للقوات الامريكية و حاول عبد الله جول الاعراب عن إمكانية إعادة التصويت الفاشل في 1 مارس 2003 لكن بوش أعرب بوضوح أن الأمر لم يعد يهم الولايات المتحدة و أن عرض جول مرفوض و كل المطلوب فتح المجال الجوي فقط.
*14* في 19 مارس 2003 وافق البرلمان ذو الاغلبية الاردوغانية بقوة 332 الى 202 لصالح فتح المجال الجوي التركي للولايات المتحدة و إمتناع عضو واحد فقط و فتح 11 ممر جوي للأمريكان لستة أشهر و فتحت تركيا مجالها الجوي في 21 مارس للأمريكان دون قيد أو شرط شاملة تزويد الطائرات بالوقود و إعادة الإمداد!
*15* في 19 مارس أعلنت الحكومة التركية نية نشر قواتها شمال العراق لتهديدات حزب العمال الكردستاني لها وسط إحتجاجات أمريكية على أن هذا سيكون معيق للحملة الامريكية لكونه تدخل خارج خطط الغزو و أعلن رامسفيلد أن قوات تركية بالفعل دخلت العراق و لاحقاً حذر زلماي خليل زادة من أن هذا قد يفتت التحالف.
*16* في 1 إبريل سمحت تركيا بعبور بري ل 204 عربة همفي أمريكية لشمال العراق مع ربط بهذا بعمل قواتها شمال العراق فيما سمته عمل إستكشافي و أمني تركي شمال العراق.
في 2 إبريل 2003 زار كولن باول تركيا و أثنى على الدعم التركي المساند للتحالف الدولي. *17*
في 1 مايو 2003 أعلن الأتراك نهاية عمليات المراقبة الخاصة بجيشهم شمال العراق. *18*
كانت هذه هي متتالية الموقف التركي أمام الغزو الامريكي للعراق و موقف الاخ إردوغان و حكومته و برلمانه من نهاية 2002 إلى مايو 2003 ، هذه هي حقيقة الحدث كما تم و أرجو الانتباة فالاسلاميون يكذبون و يزيفون ما حدث مدعين أن المعارضة لكل شئ كانت إردوغانية و ليست علمانية ، هذا موقف إردوغان ، هذا موقف حزبه ، هذا موقف برلمان ، رجب طيب إردوغان و حزبه و برلمانيوه شاركوا الولايات المتحدة بغزو العراق و وافقوا على المشاركة و دعموها في صفقة مماثلة لصفقة حكومة توغرت أوزال بحرب الخليج الثانية إن حكومة إردوغان التي كذب الإعلام علينا في رواية حقيقة موقفها من الغزو لا يمكن النظر لها إلا بكونها شريك في صناعة الدم العراقي و ما قام به رجب طيب إردوغان بعام 2003 يكفي لإعتباره بيدق بحلف شمال الأطلنطي كما يوصف من كل الاحزاب التركية المعارضة ، إن دور تركيا المزور بغزو العراق وصمة عار في جبين كل إعلامي و صحفي عربي يكذب عمداً لغرض بنفسه.
(د) إردوغان و قافلة الحرية:
لو كانت هناك حالة تثبت أن أردوغان رجل لا ضمير لديه بل مصالح بلاده فقط فهي كارثة أسطول الحرية و التي وقائعها كما حدثت كالآتي:
نُظمت قافلة أسطول الحرية عبر حركة (غزة الحرة) و هي حركة مستقلة لا تنتمي بأي شكل للحكومة التركية و تضم نشاء عديدين أبرزهم القس ديزمند توتو و الكاتب اليهودي نعوم تشومسكي بالإضافة إلى هيئة الإغاثة و هي هيئة مستقلة عن الحكومة التركية تأسست عام 1992 و تنشط من مختلف الجنسيات في 100 دولة عبر العالم أي أن القافلة البحرية تم تنظيمها بواسطة مؤسسات مستقلة عن الحكومة و لا يوجد أي دعم من الحكومة لهم و تأكيد الحكومة أنها لا علاقة لها و غير مسئولة بالمرة عن هذه القافلة الدولية و لنرمز لهذه المعلومة بالرقم (1) ، أبحرت السفن التركية لميناء ليماسول بقبرص اليونانية لكنهم رفضوا استقبالهم فاضطروا للذهاب لميناء فاماجوستا بقبرص التركية بعد أخذ و رد و تردد تركي في تحمل المسئولية ثم رفضت السفن اليونانية الانضمام اليهم لإعتبار قبرص التركية أرض يونانية محتلة فتعطلت القافلة عدة أيام ثم إتفقوا على المغادرة من قبرص التركية و من اليونان و أن تلتقي كل السفن بالبحر و لنرمز لهذه الفقرة برقم (2) ، حدث ما حدث من اعتداء و كان رد فعل الحكومة التركية طبيعي في البداية ثم تم وضع مطالب ظل سقفها ينخفض يومياً وسط تظاهرات تركية منددة بضعف الحكومة لتبدأ في التشدد ثم العودة للتراخي حتى انتهى الأمر الآن بالسكوت و لنرمز لهذا برقم (3) ، الآن هيا بنا ننظر ماذا فعل الاعلام العربي في النقاط السابقة؟
كان الاعلام العربي يربط بين القافلة و أردوغان شخصياً حتى تصور أغلب الناس أن القافلة ممولة و مشكلة من الحكومة التركية و ليس من منظمات أهلية غير حكومية في تزوير لرقم (1) ، تم التضليل على سبب تأخر القافلة فتم التحجج بإسرائيل التي حذرت قبرص اليونانية فرفضت الاستضافة في ليماسول بينما السبب الفعلي للتأخير هو رفض السفن اليونانية دخول ميناء فاماجوستا فألغت وسائل الاعلام العربية هذا الخبر حتى لا تتضح الانقسامات داخل القافلة و بهذا تم تزوير رقم (2) ، كانت وسائل الاعلام لا تذيع بالمرة خبر مظاهرات الأتراك ضد ضعف سياسة أردوغان تجاه اسرائيل الا مرة لا تتكرر ثم بالغت عبر ضيوف (محددين و مكررين) في تصوير رد الفعل كأن من ماتوا ليسوا أتراك و كأن أردوغان فعل شئ إعجازي بينما الحكومة الجيش العلمانية من 1980/1982 قطعت العلاقات مع اسرائيل بشكل أكبر مما فعله أردوغان و كانت لأسباب أقل- ثم تضخيم فعل أردوغان للتغطية على قصور حكومته و خفض سقف مطالبها بشكل مزري مضيع لحقوق الشهداء.
بإختصار كان موقف أردوغان و حكومته غير داعم للقافلة فجعلوه داعم عبر اعلامنا ، كان أردوغان منقطع الصلة بالقافلة فجعلوه منظمها عبر اعلامنا ، كانت حكومته مقصرة مرتبكة أمام إسرائيل فجعلوه قوي مسيطر ، بإختصار قام السيد أردوغان بتزوير كامل عبر اعلامنا العربي لما حدث ليقفز على دماء الشهداء الاتراك بشكل انطلى علينا ليزيد السراب قوة و لاحقاً تبرأت حكومة أردوغان تماماً من القافلة الثانية المزمع تنظيمها في فضيحة مدوية أمام العرب لكن الإعلام لم يهتم إلا بالصياح الإردوغاني الميكروفوني فقط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.