* تركيا تهدد: أمام الأسد أسبوع للبدء في الإطلاحات التي وعد بها وإلا سيكون هناك “تدخلا خارجيا” * السلطات تسمح للصليب الأحمر بالوصول إلى المناطق المضطربة لتقديم المساعدات والأسد يتحدث عن عفو عام عواصم: وكالات: قال نشطاء إن القوات السورية وسعت حملتها الأمنية قرب الحدود التركية لتشمل مدينة حلب بعد يوم من تعهد الرئيس بشار الأسد بإصلاحات اعتبرها المعارضون لا تلبي المطالب الشعبية. وقال نشطاء حقوقيون إن العشرات من طلاب جامعة حلب اعتقلوا يوم الإثنين كما اعتقل 12 بينهم إمام مسجد في قرية تل رفعت القريبة والتي تقع في منتصف الطريق بين حلب والحدود التركية عقب احتجاجات. وانتقد الطلاب في الحرم الجامعي خطابا ألقاه الأسد كان الثالث له منذ بدأت انتفاضة شعبية ضد حكمه قبل نحو ثلاثة أشهر. وجدد الأسد في خطابه الذي ألقاه في جامعة دمشق التزامه بحوار وطني ووعد بسن قوانين جديدة بشأن الإعلام والانتخابات البرلمانية لكن نشطاء رفضوا ذلك وطالبت الولاياتالمتحدة الأسد “بأفعال لا أقوال”. وقال صاحب شركة استيراد من سكان حلب “زادت الحواجز على الطرق في حلب بشكل ملحوظ اليوم لاسيما على الطرق المؤدية إلى الشمال باتجاه تركيا وإلى الشرق. شاهدت أفرادا من المخابرات العسكرية يعتقلون شقيقين في الثلاثين من العمر لمجرد كونهما من أدلب على ما يبدو.” وأدلب محافظة في شمال غرب سوريا انتشرت قوات الجيش مدعومة بالدبابات في قراها ومدنها خلال الأيام العشرة الماضية لقمع الاحتجاجات ضد الأسد وفق ما يقوله شهود عيان. وتسببت الحملة العسكرية في تدفق آلاف اللاجئين عبر الحدود إلى تركيا. وكانت أحياء وسط حلب ثاني أكبر مدن سوريا هادئة إلى حد كبير في ظل وجود أمني كثيف. ويبلغ عدد سكان سوريا نحو 20 مليون نسمة أغلبهم من السنة وكانت الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح السياسي وإنهاء حكم أسرة الأسد الممتد منذ حوالي 41 عاما أشد في المناطق الريفية والبلدات والمدن ذات الأغلبية السنية. وزاد انتقاد أنقرة للرئيس السوري بعدما أيدت في السابق مساعيه للتوصل إلى سلام مع إسرائيل وتحسين العلاقات مع الولاياتالمتحدة. وقال مسؤول تركي كبير إن أمام الأسد أقل من أسبوع لبدء تطبيق الإصلاحات التي يعد بها منذ فترة طويلة وإلا سيبدأ “تدخل خارجي”. ولم يحدد ما الذي قد يعنيه ذلك. وقال وزير خارجية إيطاليا فرانكو فراتيني قبل اجتماع الاتحاد الأوروبي إن الأسد لديه فرصة أخيرة “ليبدأ إصلاحات ملموسة” وأضاف أن كثيرين بدأوا يفقدون الأمل. وخرج سوريون إلى الشوارع في شتى أنحاء البلاد عقب الخطاب الثالث للأسد وشهدت مدن مثل حماة ودير الزور احتجاجات ضخمة ليلا، وهتف المحتجون منددين بالرئيس الراحل حافظ الأسد والد بشار في مدينة حماة التي شهدت في 1982 هجوما عسكريا لسحق انتفاضة قادتها جماعة الإخوان المسلمين أسفر عن مقتل عشرات الآلاف خلال حكم حافظ الأسد. وفي الغضون، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الثلاثاء إن سوريا وافقت على تيسير وصول عامليها لتجمعات سكانية أوسع نطاقا في المناطق المضطربة وأن دمشق تبحث طلب اللجنة زيارة معتقلين. وقال جاكوب كيلينبرجر رئيس الصليب الأحمر في بيان صدر بعد محادثات دامت يومين مع مسئولين سوريين كبار في دمشق “المناقشات تركزت بشكل كامل على المسائل الإنسانية وكانت صريحة وعملية.” وأضاف “كان المسئولون السوريون متفهمين ووافقوا على تيسير دخول اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري لمناطق الاضطرابات... وسأتابع عن كثب كيفية تنفيذ هذا التفاهم.” وفي محاولة أخرى للبقاء، أصدر الأسد اليوم مرسوما منح بموجبه عفوا عاما وذلك بعد يوم واحد من تعهده بإجراء إصلاحات واسعة في محاولة لتهدئة الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ ثلاثة أشهر ضد حكمه. ويشمل العفو، الثاني من نوعه في غضون ثلاثة أسابيع، كل الذين ارتكبوا جرائم قبل تاريخ 20 يونيو الجاري. وبعد العفو الأول أفرجت السلطات السورية عن المئات من السجناء السياسيين في حين تقول جماعات حقوق الإنسان إن الآلاف ما زالوا يقبعون في السجون.