* نازحون يؤسسون مركزا إعلاميا قرب الحدود التركية لنقل الأحداث للعالم في ظل التعتيم الرسمي عواصم- وكالات: أظهر اللاجئون في المخيمات على الحدود التركية، الغضب على نظام الرئيس بشار الأسد على مرأى من صحفيين ومصورين سمح لهم للمرة الأولى بدخول هذه المخيمات. ونظم العشرات تظاهرة صغيرة لدى وصول الصحفيين إلى مخيم بوينويوجون في محافظة هاتاي الحدودية (جنوب)، في إطار زيارة قصيرة واكبها مسؤولون أتراك. وهتف المتظاهرون “الشعب يريد اسقاط النظام” و”كذابون، كذابون” في إشارة إلى وسائل الإعلام السورية. وردد آخرون “شكرا شكرا أردوغان” في إشارة إلى إعلان رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي أنه لن يغلق حدود بلاده في وجه اللاجئين السوريين. وأشار رجل إلى ساق مضمدة لامرأة عجوز قائلا “لقد أطلقوا النار على ساقها وضربوها على رأسها وظهرها”. وداخل إحدى الخيام، جلس زوجان مع طفلهما ابن الأشهر الخمسة موضحين أنهما وصلا إلى تركيا بعدما أمضيا اربع ليال تحت مطر غزير في الجانب الآخر من الحدود. وقال رجل خمسيني “أحمل شهادة جامعية، لكنني أجمع القمامة منذ ثلاثة أعوام في سوريا”. ووجه لاجئون آخرون انتقادات شديدة إلى الصين وروسيا اللتين ترفضان أي تدخل أجنبي في سوريا. وقال أحدهم “لتذهب الصين وروسيا إلى الجحيم. إنهما تجراننا إلى الذبح”. ورافق مسؤولون أتراك اللاجئين إلى نقطة عند مدخل المخيم ليتحدث هؤلاء إلى الصحافيين، لكنهم سرعان ما تدخلوا حين بدأ الصحفيون بطرح الأسئلة. وكان معارض سوري يقيم في تركيا أكد أن لاجئين في مخيم يايلاداجي المجاور ينفذون إضرابا عن الطعام احتجاجا على العزلة التي فرضتها السلطات التركية عليهم. وفي الغضون، بادر شباب سوريون على الرغم من المخاطر التي تهدّد حياتهم، إلى تأسيس مركز إعلامي قرب الحدود التركية “لإطلاع العالم على القمع الجاري” في بلدهم. والمركز هو عبارة عن غرفة صغيرة توجد في مكان سرّي قرب الحدود التركية السورية، وفيه يجمّع المعارضون ومعظمهم من جسر الشغور الصور والأشرطة التي يرسلها المحتجون من مختلف المدن السورية. ويقوم المعارضون بنشر تلك المواد عبر الإنترنت، وكل ما يملكونه هو جهاز تلفزيون وآلة طابعة وأربعة أجهزة كمبيوتر محمولة وهواتف جوالة واتصال بالإنترنت. وتحدث مواطن يدعى حسين عن واقعة إطلاق قوات الأمن السورية النار بدمّ بارد على المحتجين السلميين، وقال: “كان أخي يصوّر الحدث عندما ضرب بالنار، إنّه بطل لأنَّه أصيب وهو يصور، لقد ضقنا ذرعًا بالقمع والفساد والفقر”. وأوضح ناشط آخر في المركز يدعى جليل أنَّه بما أنَّ الحكومة تمنع الصحفيين الأجانب من تغطية الأحداث، فقد أصبح الشباب صحفيون بحكم الأمر الواقع في كل مدينة، بعضهم يصورون أشرطة فيديو وآخرون يجرون مقابلات وينشر بعضهم ما يصورونه عبر الإنترنت. وقال جليل: “ننقل وجهة نظر الشارع السوري عمَّا يحصل وقد أتت قوات الأمن السورية إلى منزلي لاعتقالي، إلا أنَّ زوجتي نبهتني فصعدت إلى السطح، ثم قفزت على سطح آخر وهربت.