* حيدر إبراهيم: نظام البشير يعيش على خلق أزمات.. والسودان دولة فاشلة بامتياز فالقوات الأثيوبية دخلته وإرتريا تتدخل في الشرق * التغيير قادم في السودان وأي مساندة للنظام من شباب الثورة خيانة لكل الشباب الذين ماتوا في مصر والسودان * العدل والمساواة: التحدي الحقيقي الذي يواجه السودان هو نظام البشير إذا أزيل ستنتهي كافة المشكلات كتب محمد كساب: توقع مجموعة من الخبراء والنشطاء المصريون والسودانيون اندلاع انتفاضة سودانية خلال الفترة المقبلة، وحاولوا رسم سيناريوهات لها، قائلين إنها لن تكون سلمية بسبب امتلاء السودان بالميلشيات المسلحة. واعتبر الخبراء أن السيناريو المصرى والتونسى غير قابل للتكرار، محذرين أنها سوف تأتى على غرار الثورات العربية المسلحة فى ليبيا واليمن وسوريا. وطالب الدكتور حيدر إبراهيم مدير مركز الدراسات السودانية، خلال المؤتمر الإقليمى حول السودان الذى حمل عنوان “السودان.. التصدى للتحديات والبحث عن حلول.. انفصال جنوب السودان.. دارفور والربيع العربى.. أزمة أبيى الأخيرة”، نظمه التحالف العربى من أجل دارفور والبرنامج العربى لنشطاء حقوق الإنسان، بنقابة الصحفيين أمس الأول، بضرورة البحث عن بديل حقيقى لنظام الرئيس عمر البشير، مؤكدا أنه نظام يعيش على خلق الأزمات بإنتاج أزمات جديدة عند محاولته حل مشكلات قائمة. ووصف حيدر السودان بأنه دولة فاشلة بامتياز لا تجد من يتصدى لها من المعارضة، ليصل حد فشلها لعدم قدرتها على فرض سيادتها الوطنية على أراضيها، فمن العار دخول قوات إثيوبية للبلاد، وأن تتدخل إريتريا فى الشرق وتشاد فى مشكلة دارفور، مشيرا إلى أن السودان يعد أول دولة أفريقية تحصل على استقلالها بعد الحرب العالمية الثانية، ورغم ذلك فهى تعيش فى أزمة منذ الاستقلال والنظام الحالى أزمة فى حد ذاته. وأوضح مدير مركز الدراسات السودانية أن مقاومة القوى المعارضة لنظام البشير لا تأخذ الطريق الذى يجب أن تسير وفقا له، والشكل الذى كان مفترضا عليها بإسقاط هذا النظام مثلما فعل المصريون، فى الوقت الذى يقول فيه النظام أن الثورات العربية لن تصل السودان وأنه نظام مستثنى مما يجرى بالدول العربية، وهذا غير صحيح فالانتفاضة قادمة إلا أنه أبدى تخوفه من أن السيناريو المتوقع للثورة فى السودان بأن تكون على غرار ليبيا واليمن وسوريا لامتلاء البلاد بالميلشيات، لافتا إلى أن عمر البشير لن يهتم إذا ما تم تقسيم السودان إلى خمسة دويلات طالما أنه باقى فى الحكم. فيما قال المرضى مختار، المنسق الإعلامى لحركة العدل والمساواة بالقاهرة، وعضو وفد مفاوضات الحركة مع الحكومة السودانية فى الدوحة، إن التحدى الحقيقى الذى يواجه السودان هو نظام البشير الذى إذا تمت إزالته سوف تنتهى كافة مشكلات السودان، لافتا إلى أن انفصال الجنوب جاء وفق عمل مكرس من حزب المؤتمر الوطنى الحاكم، حسب قوله. وانتقد المرضى مختار تعليق الحكومة السودانية للمفاوضات مع الحركة فى الدوحة، طوال الشهور الخمسة الماضية، منوها أنها عندما قررت التفاوض معنا جلست لثلاثة أيام فقط على مائدة الحوار، التى ناقشت النقاط المتعلقة بتعويض أهالى دارفور عن أعمال الجرائم التى ارتكبت ضدهم، وبحث ملف حقوق الإنسان فى الإقليم. شارك بالمؤتمر عدد من الخبراء السودانيين والمصريين من بينهم الدكتور أمين مكى مدنى الممثل الإقليمى للمفوض السامى لحقوق الإنسان بالمنطقة العربية سابقاً ومدير المرصد السودانى لحقوق الإنسان، ونائب رئيس المجلس القومى لحقوق الانسان، محمد فائق، والدكتورة إجلال رأفت الخبيرة بالشئون السودانية، والكاتب الصحفى سعد هجرس، والكاتبة الصحفية أمينة النقاش. من جهته، أوضح د. أمين مكى مدنى، أن السودان يعيش مخاض اندلاع الثورة فيه، خاصة بعد انفصال الجنوب بعد بضعة أيام وتفجر المواقف فى أبيي وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق ودارفور، فى ظل أوضاع يتحكم فيها حزب أقلية “حزب المؤتمر الوطنى الحاكم” برفع شعارات العروبة والإسلام بينما يغيب فى إطاره القانون والحقوق والحريات الأساسية، إلى جانب معاناة السودانيين من القمع والفقر وأبسط مقتضيات العيش الكريم، لكنه بين أن السودان لا تتوقف أزمته عند المناداة بتغيير النظام، كما فى الدول العربية الشقيقة، بل نحتاج إلى ثورة بركانية تعالج مكامن الخلل المتمثلة فى مخاطر تفتيت الوحدة الوطنية وتمزيق البلاد إلى عدة دويلات. نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الانسان محمد فائق، بدوره شدد على أن حل مشاكل السودان لا يمكن حلها إلا فى إطار من الديمقراطية، منوها أن حقوق الانسان والديمقراطية أصبحت مطلبا ملحا لكل الشعوب التى عانت من التهميش، وجنوب السودان ودارفور وكردفان وجبال النوبة أمثلة يجب على الحكومات السودانية أن تنتبه للتغيير الذى يجرى بالعالم. من جانبه، أكد تاج حسين، ممثل الجمعية السودانية للتغيير فى مصر، أن التغيير قادم وسوف يحدث فى السودان، ولكننا متخوفين من أن يجرى ذلك على الطريقة الليبية، منتقدا فى الوقت ذاته دعم حكومة الثورة المصرية لنظام الرئيس عمر البشير الديكتاتورى، كما شدد على أن أى مساندة للنظام من شباب الثورة بمثابة الخيانة لكل الشباب الذين ماتوا فى مصر والسودان. فيما أكد نشطاء سودانيون من ائتلاف السودان من أجل التغيير أن التجربة المصرية والتونسية، ملهمة للسودانيين، مطالبين بضرورة توحدهم على هدف واحد وهو اسقاط النظام مثلما أسقط المصريون نظامهم فى 18 يوما. وقال الناشط السودانى، خليل محمد إن الشباب سوف يثورون على النظام كله بما فيه الأحزاب التقليدية المعارضة التى اختارت أن تكون مع النظام، مضيفا: لو الشعب السودانى كله مات لازم النظام يمشى.