* المرصد اليمني: قوات صالح اختطفت الجرحى وجثث القتلى وأحرقت المحتجين داخل الخيام في ميدان تعز * المنظمة العربية: النظام اليمني يراهن على التركيبة القبلية وانتشار السلاح لإشعال حرب أهلية كتبت- نفيسة الصباغ ووكالات: قالت مصادر طبية إن ثلاثة قتلى سقطوا بعد أن أطلقت قوات يمنية ذخيرة حية على محتجين في مدينة تعز الجنوبية اليوم الثلاثاء لتفريق تجمع حاشد يطالب بإنهاء حكم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح المستمر منذ ثلاثة عقود، فيما انهارت الهدنة الهشة التي أنهت أياما من معارك الشوارع بين رجال قبائل يمنيين وقوات الأمن التابعة لصالح مما دفع البلاد أكثر إلى شفا حرب أهلية. واتهمت الحكومة وأنصار صادق الأحمر زعيم قبيلة حاشد بعضهما بعضا بخرق الهدنة ودفع البلاد نحو حرب أهلية. وقال مسؤول حكومي تعليقا على تبادل إطلاق النيران الذي وقع مساء الإثنين بين الجانبين في انهيار الهدنة الهشة “انتهى اتفاق الهدنة.” واستعاد مقاتلون موالون للأحمر السيطرة على مبنى الحزب الحاكم في اليمن في حي الحصبة بالعاصمة صنعاء الذي وقع فيه معظم القتال. وسرى اتفاق الهدنة في مطلع الأسبوع بعد مقتل أكثر من 115 شخصا حين اشتبك الجانبان في صنعاء بالرشاشات وقذائف المورتر والقذائف الصاروخية. وخرقت الاشتباكات التي وقعت لليلة الثانية على التوالي هُدنة بين قوات صالح وقبيلة حاشد ذات النفوذ التي يتزعمها الأحمر في أعقاب القتال الذي سقط فيه أكبر عدد من القتلى منذ بدأت الاضطرابات في يناير الماضي. وفي الغضون، أدان المرصد اليمني لحقوق الإنسان ما تقوم به قوات الأمن والجيش في مدينة تعز من أعمال قتل وقمع للمحتجين سلميا، واقتحام ساحة الحرية وسط المدينة، والاعتداء على المستشفى الميداني، واختطاف الجرحى وجثث القتلى، وإحراق الناشطين داخل الخيام. وذكر المرصد في بيان له أن قوات الأمن والجيش المدعومة بالآليات والمدرعات والمرتزقة التابعين للنظام قتلت خمسة من المعتصمين عند بداية اقتحامها للساحة، وجرحت أكثر من مائة بالرصاص الحي، بالإضافة إلى إصابة المئات بالغازات المسيلة للدموع والأحجار، إلا أن حصيلة القتلى والجرحى ارتفعت بعد اقتحام الساحة، ولا يمكن حتى اللحظة معرفة العدد الحقيقي بعد تفجير محطة النفط القريبة من الساحة، والاعتداءات المتواصلة طوال الليل، واقتحام المستشفى الميداني والاعتداء على مستشفى الصفوة القريب، واختطاف الجرحى وجثث القتلى، وإخفائها. وأضاف أن قوات الأمن والمرتزقة قاموا بإحراق عدد من الجثث عقب اقتحام الساحة، وشوهدت عدد من الجثث متفحمة في وسط الساحة، فيما تم إحراق بعض الخيام بعد منع الناشطين من مغادرتها، وهو ما أدى إلى احتراقهم فيها. ومن جانبها، أعربت المنظمة العربية لحقوق الإنسان عن قلقها العميق إزاء التطورات التي تشهدها العديد من المناطق في اليمن، وخاصة في زنجبار وتعز وصنعاء، والتي تعكس “عزم النظام اليمني الاستمرار في مخططه لإشعال حرب أهلية في البلاد كوسيلة لإجهاض الثورة”. فبعد استفزاز القيادات القبلية الرئيسية في صنعاء، وتسليم محافظة زنجبار-أبين لجماعة مسلحة يتهمها النظام بالتبعية لتنظيم القاعدة، بادر النظام إلى شن هجوم واسع مستعيناً بقوات الأمن المركزي وقوات من الحرس الجمهوري والميليشيات المسلحة التابعة للنظام على شباب الثورة المعتصمين في ساحة الحرية في تعز، وترافق ذلك مع بدء أعمال قصف في منطقتي أرحب والحصبة بصنعاء. وتحذر المنظمة المجتمع الدولي من التباطوء في مواجهة هذه المخاطر الكبيرة، لا سيما وأن النظام اليمني يراهن على الاستفادة من التركيبة القبلية للمجتمع اليمني، كما يراهن على انتشار السلاح بيد المواطنين في سياق التقاليد والثقافة المحلية والدفع بالبلاد لحافة الهاوية لإشعال حرب أهلية. وفي سياق متصل، أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان قيام السلطات اليمنية مساء الأحد بفض الاعتصام السلمي للمحتجين اليمنين بساحة الحرية فى مدينة تعز بصورة وحشية مما أسفر عن 20 قتيل و أكثر من 100 جريح و مئات المعتقلين بعدما اقتحمت الساحة قوات موالية للرئيس على عبد الله صالح. وقالت الشبكة العربية إن الوضع الحقوقي في اليمن في تدهور مستمر منذ اندلاع الاحتجاجات السلمية للمطالبة بالإصلاح السياسي في البلاد، فسبق وأن صادرت السلطات اليمينة أكثر من جريدة واعتقلت عدد من الصحفيين والناشطين وحجبت عدد من المواقع الإخبارية. ذلك فضلاً عن ضرب المحتجين بقنابل الغاز منتهية الصلاحية والرصاص مما أدي لمقتل وأصابة المئات، وواصلت حكومة صالح إعتداءها علي المواطنين حتي وصل الأمر إلي حد الهجوم علي ساحة الحرية وفض الإعتصام باستخدام القوة المفرطة عقابا لليمنين علي استخدام حقهم المشروع في حرية التظاهر والتعبير.