في تسعينيات القرن الماضي زار مصر وفد نسائي كويتي، والتقى وقتها بالرئيس المخلوع حسني مبارك الذي حاصرته إحدى عضوات الوفد وكانت صحفية لا تسعفني الذاكرة لتذكر اسمها الآن، أقول حاصرت المخلوع بأسئلة حول الضريبة التي كانت مفروضة على المصريين العاملين بالخارج، مؤكدة أن الضريبة تكون مقابل خدمات في حين أن المواطن المصري المغترب بالخارج لا يحصل على خدمات حتى تفرض عليه ضريبة استثنائية بل أنه يدفع مقابل الخدمات التي يحصل عليها في تلك الدول التي يعمل بها. وجاء رد المخلوع كاشفا عن مدى كراهيته واحتقاره للشعب المصري قائلا: إن ” المصريين شعب عايز يعش سفلقة” أو كما ننطقها ” سفلاءة”. لم يدر بخلد المخلوع أن الصحفية الكويتية كانت تسجل ما يدور في اللقاء وأنها سوف تفضحه جهارا نهارا على الملأ .. وبالفعل ما أن عادت إلى بلادها حتى سارعت بنشر ما قاله المخلوع. وقتها اقامت مؤسسة الرئاسة الدنيا ولم تقعدها وجيشت ذيول النظام الإعلامية لتكذيب ما نشر رغم أن المخلوع نفسه أتهم هؤلاء الاعلاميين الذين كانوا جاثمين على أنفاس المؤسسات الصحفية القومية بأنهم ” مرتشين يقبضون من الحكومة” حتى يقدمون فروض الولاء والطاعة للنظام. ولكن الصحفية الكويتية اخرست أبواق النفاق متحدية إياهم بأنها تملك تسجيلا صوتيا لحوار الرئيس كاملا مع الوفد النسائي ومن ضمنه تلك البذاءات التي تفوه بها المخلوع بحق الشعب المصري. حديث المخلوع عن ” السفلقة”، كان كفيلا في أي دولة تمتلك ولو هامشا بسيطا من الديمقراطية بالاطاحة برئيس دولة يتحدث عن شعبه بهذا الاسلوب المستفذ، بعد أن يعتذر ويبدي شديد الندم على ترهاته وسقطاته، بل وكان الأجدر به لو كان يمتلك ذرة احترام لنفسه أن يبادر بالاستقالة فورا من حكم شعب ” عايز يعيش سفلقة”، لكن رئيس ” السفلقة ” كان هو من يمارس ” السفلقة ” بكل أنواعها واشكالها، ليس هو فقط بل وأسرته وحاشيته وطابور طويل من ذيول نظامه والمسئولين في عهده غير الميمون. وظل المخلوع يحكمنا بعقلية ” السفلقة ” قرابة الثلاثين عاما عاث خلالها فسادا وافسادا وسفلقة في كل شيء وتضخمت ثروته وتضخم معها غباء الفرعون الذي تصور أن مصر تركة أو وسية ورثها عن أجداده، ومن ثم راح يتعامل كما لو كان يصرف على الوطن والمواطن من جيبه الخاص باعتبار أن ثروات مصر ملك خاص له، وكان في كل خطاباته يوهم نفسه أننا شعب ناكر لجميل ” المتسفلق ” الفريد من نوعه في انتظار استجداءات من نوعية ” المنحة ياريس “. وظل في كل خطاباته يعاير الشعب المصري بكثرة انجابه، متناسيا أن الجهل الذي أغرق فيه مصر عن عمد هو المسئول عن ذلك، وأن الملايين المهدرة على مشروعات تنظيم الاسرة الفاشلة والفاسدة، و ” أنظر حولك” هي من فاقمت المشكلة السكاني. وتجاهل المتسفلق أيضا أنه عمد إلى هدم النظام التعليمي الذي أصبح يخؤرج انصاف المتعلمين والأميين ثقافيا، وحملة لشهادات بلا قيمة علمية حقيقية. وغذا كان هناك من “متسفلقين” في مصر فهو المخلوع وحاشيته وما أكثر مظاهر السفلقة ورموزها في عهده البائد، الذي بلغت فيه ميزانية دعم الطاقة من سولار وبنزين وغاز وكهرباء ضعف ميزانيتي التعليم والصحة مجتمعتين. وغذا كان هناك من ” سفلقة ” فلن نجدها واضحة أكثر مما كانت عليه من سرطنة للمنتجات الزراعية وهروب مرتكبي هذه الجريمة في وضح النهار، وتحويل مصر سلة غذاء الامبراطورية الرومانية إلى المستورد الأول بلا منازع للقمح في العالم وأيضا لادوات القمع والتعذيب والترهيب على يد نظامه البوليسي. وليس هناك من سفلقة أكثر من نظام نهب ثروة الوطن بلا هوادة بالتحالف مع فئة من اللصوص أطلقوا على أنفسهم لقب رجال أعمال وهم لايستحقون، اللهم إذا كانوا رجال “العمل الردىء” في زمن ردىء، والذين استعانوا بالبلطجة وحزب عائم على المصالح والتنفيع، يساندهم جهاز امني راح يتلصص على أدق خصوصيات المواطنين وينكل بهم. وإذا كان هناك من سفلقة فلن نجدها أكثر وضوحا وبشاعة من ذلك الغباء السياسي وما شاهدناه على مدار سنوات حكم المخلوع من تزوير فاضح لإرادة أمة بأكملها عبر صناديق انتخابات لاتمت للديمقرطية بصلة وأحزاب مخترقة تسير في اذيال النظام وبرلمان فاسد ظل أداة في يد حكومة ليست فاسدة فقط بل وتمارس الافساد وتلك من افظع الجرائم السياسية والانسانية على الإطلاق. ماذا نقول عن سفلقة المخلوع رائد السفلقة الأوحد، فملفات سفلقاته كثيرة وعورات فساده وإفساده أكثر. واخيرا اللهم سفلق المخلوع وأسرته وحاشيته وذيولهم شر سفلقة والق بهم في الدرك الاسفل من المتسفلقين... قولوا أمين.