كنت لسة ما طلعتش بطاقة وقبضوا عليا وأنا أحمل كبريت وبنزين لإشعال القسم وكانوا عايزين يعرفوا سني عشان ألبس قضية ولا لأ فكشفوا علي من خلال شعر العانة وكنت في منتهى الخجل من عريي الإجباري وخرجت من السجن وأنا راجع مدلدل راسي ومرمي في حضنك وأنت بتطبطبي وتقولي ضربوك يا واد ما أردش وأهرش في دماغي فتقولي باسمة قلم الحكومة مش عيب بكرة تردهولها الصاع إتنين , عارف اللي ضربك ؟ ولا غموك ؟ , رديت وقلت غموني . تبقى راجل وهما خايفين منك خش نام ولا يهمك علقة تفوت , ولم أجرؤ يوما أن أقول لك إنهم كانوا بيتفرجوا عليا عريان قدام وورا من كسوفي . تمر الأيام وتتكرر الأحداث وكل مرة تقولي لي ولا يهمك خش نام . وبعد علقة سخنه من جماعة الإخوان المسلمين بالجامعة 1990رغم الاتفاق على العمل المشترك وكسرهم كل الاتفاق مع القوى الوطنية في ذلك الوقت بالجامعة عدت إليك مكسورا أكثر فهذه المرة ليس الأمن ولا مبارك ولكن أناس يفترض أنهم زملاء وشركاء في الهم الوطني ولم أستطع يومها أن أنام لأقوم على صوت أخي الكبير يقول لك يا أما ابنك شيوعي ماشي في سكة بطالة دول كفرة ,عارفة ابنك زي مين زي شوقي عبد الحكم ويوسف عبد الحميد حجازي , تردي عليه بقوة يا ريت يبقى زي شوقي دا بيقولوا صحفي كبير ف مصر وبلاد بره وما شوفناش منة ولا من يوسف الراجل المؤدب حاجة وحشة , أيوه بس مجنون وشيوعي كفرة يا أما كفرة !!!! لا تجدين رد وآخر ما تزهقي تقولي والدموع تملا عينيك يعني هنوديه فين نصيب فيه حد هيرمي لحمه وعلى رأي المثل اللحم النتن لصحابه , أغوص في الكنبة وأقول حلم الثورة اللي هيخلصنا مما نحن فيه على كل المستويات بقى لحم نتن ؟ بكرة اللي هيملا الدنيا ضي وعدل بقى لحم نتن ؟,الحرية الحقيقية اللي هتحرر الناس من القهر والاستغلال لحم نتن . يومها زعلت قوي . الله يسامحك يا أما ,هوه فين الغلط وازاي الناس دي مش شايفة اللي إحنا شايفينة, أصحو من النوم أجد أمي تراقب حركاتي وتقول لي بعد خروجي من الحمام غسلت كويس ولا لآ فأستغرب السؤال ثم أقول لها آه الشيوعيين بيغسلوا ... كويس زي البشر يا أما هوه فيه حاجة ؟ لأ يا قليل الأدب أنا قصدي غسلت أيدك عشان تاكل . تنتهي فترة الثانوية وأذهب إلى الجامعة بعد فترات صراع على عدم التعليم ودراسة الهندسة أم الفلسفة واعتراض أخي الأكبر على دراسة الفلسفة لأنني عندي ميل طبيعي للشطحات الفكرية وتحسمي القضية لصالحي طالما عايش بدراعة في الدنيا ومحدش بيدفعلة حاجة يعمل اللي هوه عايزة . لتمر الأوهام والسجون والشجون لنعيش أطول فترة معاً بمفردنا وأنت مريضة بمعهد الأورام قبل أن يعصف بك سرطان مبارك ونخبتنا الحاكمة كنت تنظري بعيني دون أن تنبسي بكلمة وكنت أفهم ما تخفيه عني . تعتصرين من الألم وأنا حاسس وكل واحد فينا صعبان عليه التاني وكان أطول حوار للغة العيون بيننا قلت آلاف المرات إني اخترت طريقي من أجلك ومن أجل ملايين الفقراء والجياع وضحايا الاستغلال المر أعلم أني لست عبد الناصر أو جيفارا ولكني ابن الناس اللي زيك اللي داقوا مرارة الويل والهم ومش هنخاف من تهم الكفر والجنون والإلحاد ولازم نحارب عشان بكرة حتى لو أبعد من السما . نفسي تفهميني وتعرفي إن طريقنا طريق العدل والحرية طريق الخير والله يا أما . مش طريق بطال ولا حاجة . وقريت اللي عايزة تقوليهولي مش عايزة الناس تشاور عليا وتقول المجنون أو ألجأ إلى من يحتقر أفكاري فيذلني عايزة ربنا يكفيني شر الحاجة عارف . وفجأة إعترفتي لي بأني أحب أبناءك وإنك كنت تفرحين عندما يهرع إليك الناس ويقولون لك ابنك في المظاهرات علي التلفزيون بيشتم الحكومة وبيقولوا خدوا ناس كتير وضربوا ناس ياما . أقول إنك ناصح ومش هتتعور لو إنضربت , وقلتلهم على رأي المثل ( اللي ما يجازفشي أمه ما تزغردشي ) وانها تشاجرت مع أختي حين قالت عني أني مجنون وشيوعي وانها تخاف على أبنائها مني ونهرتها وقالت لها يا ريت صراصيرك يبقوا نص ذكائه وأنها كانت تتباهى بي سرا . فارقتي الحياة دون وداعي وأوصيت كل أخوتي علي بجملتك الشهيرة أخوك الصغير يا محمد دا يتيم , ولم أرك إلا وأنت على خشبة الغسل . وقلت لك وأنا أقبلك وشرفك ما هسيب تارك يا بهيه لتهل علينا أحداث قانا والإنتفاضة واتكسرت أضلاعي تاني وزعلت قوي عشان ما عرفتش أحمي نفسي ثم أحداث العراق وأحداث القضاه وغزة 2009 ووفاه أخي الأكبر بفيروس سي فقلت هذا ثأر آخر, وجرائم الشرطة والتعذيب , حتى جاء 25 يناير 2011 خرجت زي كل مرة عادي هننضرب وهنرجع بس كنت حاسس إن فيه حاجة . كنت أكر وافر بإحترافية شديدة عشان كبرت على الكسوف من أمي وكمان فيه حاجة شاممها وأنا حريص أني أشوفها وأشارك فيها ونزلت يوم 28 يناير عشان أشوفها وكنت أهتف بهمي الشخصي عايزين تارنا يا حكومة عايز حقي حسني سرقني حسني سجني حسني قتلني أمن الدولة كلاب الدولة وهزمنا الأمن لاول مرة في تاريخي النضالي منذ 1985وكدت أفقد عقلي وسرت هائماً أصيح كالمجنون ( جيم أوفر game over ) يا عادلي ,( جيم أوفر game over ) يا حسني . أخيرا يا مصر هيطلعلك نهار . أخيرا يا مصر هتشوفي النهار , هللي يا شمس البشاير طابت وآن الآوان . يا حسني روح أمك إصتلحت يا عادلي روح أمك إصتلحت حتى الثالثة فجرا وكان بعض الزملاء يشاوروا عليا ويقولو مجذوب الثورة تعالى يا للا أحسن يخدوك لمستشفى المجانين معلش يا جماعة الثورة جننتة وتمر الايام لتأتي معركة الجمل وإخترت أن أكون بالصفوف الأولى علي الحدود وحينما سألني علاء سيف يا صبري بتجازف زي ولاد العشرين كأن شعرك مش أبيض وما عندكش طفل عندة 9 شهور فقلت له ما هو عشان الواد لازم نعمل كدة بس كان مثلك قدامي وحين رجعت من خط ش قصر النيل وشامبليون دون راحة متجهاً إلى تمثال عبد المنعم رياض سمعت زغرودة أمي تملا ميدان التحرير وتطل بوجها لي وتقول تسلم وتعيش يا واد . عرفت ساعتها إنها ثورة واني عشت وشفتها . وهتفت في كل وقت تحيا الثورة تحيا الثورة , ثورة ثورة حتى النصر ثورة جايبة النور لمصر . دم الشهدا علينا حق والخروج الأمن لأ وأول ماقالوا هيحاكمو مبارك وشفت جمال وعلاء والعصابة في طرة قلت لو تكمل بتحريرنا كمان من الاستغلال وكتبت هذة الرسالة ولففت خبر محاكمة العصابة كأجمل باقة ورد علي قبرك وكل ثورة وأنت بتملي الدنيا زغاريد يا بهية.