تعتبر سوريا من أكثر الدول التي يقصدها مقاتلون تابعون لتنظيم القاعدة، هناك ينضوون تحت لواء "جبهة النصرة" أو "دولة العراق والشام الإسلامية"، فصيلان من القاعدة تشهد العلاقات بينهما توترا بعدما رفض أمير "جبهة النصرة" "أبو محمد الجولاني" قرار أمير "دولة العراق والشام" "أبو بكر البغدادي" بدمج الجبهة بالدولة. خلاف استدعى تدخلا من زعيم التنظيم العالمي "أيمن الظواهري" الذي ألغى قرار الدمج وأبقى على "جبهة النصرة" في سوريا، و"دولة العراق الإسلامية" في العراق، لكن هذا القرار ليس مطبقاً بشكل واضح إذ تنشط مجموعة دولة العراق والشام الإسلامية في سوريا بشكل معلن. ووفقا لما جاء في تقرير بثته قناة "الميادين" فإنه بالانتقال إلى العراق وبعد فترة من الانخفاض النسبي، رفع تنظيم القاعدة ممثلا بدولة العراق الإسلامية، من وتيرة عمله عبر تفجيرات عنيفة ودموية، أوقعت مئات القتلى خلال شهر رمضان المنصرم، البارز حديثاً هو نقل مركز عمل القاعدة إلى اليمن بقرار من "الظواهري"، تزامنا مع تعيين زعيم التنظيم في جزيرة العرب "ناصر الوحيشي" رجلا ثانيا في التنظيم. وفي يوميات شمال سيناء المشتعلة، القاعدة ليست بعيدة أيضا إما عبر مجموعات تنتمي إليها مباشرة، أو عبر مقاتلين يعتنقون أفكارها وتوجهاتها، حيث تناول "الظواهري" عزل الرئيس المصري السابق "محمد مرسي"، باتهام الجيش ووصفه بالمتآمر، واعتبر أن الديمقراطية سبيل فاشل لوصول الإسلاميين إلى الحكم. وفي شمال إفريقيا ينشط تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في منطقة الصحراء الكبرى، وأيضا على الحدود الجزائرية التونسية الليبية، كما بدا واضحاً نشاط التنظيم خلال الأشهر الماضية في العمق الإفريقي خلال المعارك في شمال مالي، بين الجيش الفرنسي وجماعة أنصار الدين. كما لا يمكن إهمال أفغانستان وباكستان خلال الحديث عن القاعدة، خصوصا وأنهما من بلاد المنشأ للتنظيم ويجمع حركة طالبان بشقيها الأفغاني والباكستاني علاقات تحالف مع القاعدة. كذلك ينتشر مقاتلو القاعدة في دول لهم فيها نشاطات متعددة كجماعة "بوكو حرام" في نيجريا، وجماعات أخرى في تركمانستان وماليزيا واندونيسيا والفلبين والصومال.