مغامرة جديدة أهم وأصعب يبدأها اليوم فريق الأثرياء بالعاصمة الفرنسية باريس سان جيرمان عندما يستهل حملة الدفاع عن لقب الدوري المحلي بالنزول ضيفا ثقيلا على مونبيلييه في تمام الثامنة والنصف من مساء القاهرة على ملعب لاموسون. سان جيرمان أكمل نجاحه الباهر في الموسم الماضي الذي توجه بلقب الدوري المحلي وخروج مشرف من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا على يد برشلونة، بنجاح أكثر إبهارا مع انطلاقة الموسم الجديد، هو التتويج بكأس السوبر والأهم من ذلك هو نجاحه منقطع النظير في سوق الانتقالات الصيفية الذي لم يغلق أبوابه بعد. ولم يقتصر نجاح سان جيرمان فقط على جلب اللاعبين ولكن الأهم من ذلك هو قدرته على إقناع النجوم المتواجدة بالبقاء وتجديد أهدافهم وهو ما يحسب لإدارة النادي. فسان جيرمان ضم ثلاثة صفقات من العيار الثقيل خلال الموسم الجاري تصدر بهم السوق حيث خطف الهداف الأوروجواياني الخارق إدينسون كافاني من عمالقة أوروبا بأغلى الصفقات حتى الآن بقيمة 64 مليون يورو دفعهم لنابولي الإيطالي، ودفع 35 مليون آخرين لضم المدافع البرازيلي الشاب ماركينيوس من روما، وأخيرا جاء بالظهير الأيسر المتألق ديجن من مواطنه ليل. وبرغم العروض المغرية التي تلقاها العديد من نجومه أبرزهم تياجو سيلفا وإبراهيموفيتش وفيراتي وباستوري إلا أنه أبقى على الجميع وجدد عقود معظم المتواجدين، ولم يسمح لأحد بالرحيل سوى المدير الفني السابق كارلو أنشيلوتي الذي تولى القيادة الفنية لملوك مدريد، والمهاجم جاميرو الذي سيدافع عن ألوان أشبيلية في الموسم المقبل، والسماح للمدافع الأوروجواياني المخضرم دييجو لوجانو بالانضمام لوست بروميتش ألبيون الإنجليزي بعد أن أمضى الموسم الماضي معارا لملقا. وبعيدا عن سوق الانتقالات فإن طموح سان جيرمان يبدو واضحا مع انطلاقة الموسم وفقا لما صرح به مديره الفني الجديد لوران بلان الذي أكد أنه يمتلك فريق قادرا على التتويج بدوري أبطال أوروبا وهو الحلم الأكبر للنادي وإثبات على نجاح مشروعه. ولن تكون مهمة سان جيرمان سهلة في الحفاظ على لقب الدوري المحلي برغم الفارق الهائل في الإمكانيات الفنية والمادية بينه وبين أندية البطولة باستثناء اسم واحد قادر على إفساد الحلم برمته، وهو المارد العائد للأضواء من الباب الكبير بعد سنوات في الدرجات الدنيا وهو نادي إمارة موناكو بالبذخ في الإنفاق والطموح الكبير. ويبدو من النظرة الأولية على الدوري الفرنسي هذا العام فإنه سيكون عبارة عن صراع ثنائي محموم بين المليارات القطرية في باريس والمليارات الروسية في موناكو على اللقب الفرنسي. ويأمل بلان في بداية موفقة والعودة من مونبيلييه بنقاط الفوز لاكتساب الثقة في النفس وإرسال رسالة قوية للمنافسين بعدم الحلم في مجابهة العملاق الباريسي. فيما يبدو أيضا أن القوة التقليدية للكرة الفرنسية والمتمثلة في مارسيليا وبوردو وليون ستنسحب قليلا من المشهد في الفترة المقبلة لعدم قدرتها على مجابهة الضخ المالي الهائل. وينتظر الجميع ظهور سان جيرمان وقدرة بلان على استخدام النجوم وصناعة توليفة متجانسة وسط تكهنات بمشاكل قد تضرب غرفة الملابس ما لم يستطع بلان السيطرة بذكاء عليها. فنجد الخط الهجومي لسان جيرمان يتواجد به العملاقان كافاني وإبراهيموفيتش إلى جانب النجمين الأرجنتينيين لافيتزي وباستوري والجناح الفرنسي مينيز والبرازيلي الخطير لوكاس مورا، وكل منهم لديه الرغبة والامكانيات التي تؤهله للتواجد في التشكيلة الأساسية. ساعات قليلة وسيقدم بلان وسان جيرمان أوراق تعريفهما على الجماهير ليس في فرنسا وحسب ولكن للعالم أجمع بعد أن زاد الاهتمام بالبطولة الفرنسية بشكل مضاعف, ومع نهاية الموسم سيكون الحساب.