انتقد الموقع التركي «تركي اروبين» في مقال مطول له، نُشر اليوم الثلاثاء، الموقف المعادي الذي تتخذه إدارة «إردوغان» من الأحداث في مصر التي لا تكف عن ترديد أن ما حدث في مصر هو «انقلاب عسكري». ورأى الموقع أن المشكلة تكمن في أن كل المحللين السياسيين التركيين الذين يخرجون في الصحف؛ ليقولوا إن ما حدث في مصر هو انقلاب عسكري «تابعين لحكومة إردوغان» وأحد واجهاته الداعية لسياسته، مشيراً إلى أن تركيا لا يوجد بها باحث مصري يوضح لها حقيقة الأمور. وتساءل الموقع «هل الحكومة التركية معنية فعلًا بالديمقراطية في مصر خاصة وأنها من أكبر الموالين للإخوان المسلمين؟ أم أن هناك أسباب أخرى وراء ترديد لفظ إنقلاب عسكري وضرورة رجوع مرسي للحكم؟». وأوضح الموقع أن الباحث التركي محمد كمال هو واحد من الأتراك القلائل الذين فهموا طبيعة الأزمة المصرية، إذ أدان استخدام حزب العدالة والتنمية الإنقلاب العسكري المصري؛ لتبرير سقوط الإخوان المسلمين في مصر بدلا من الحديث عن أنهم فشلوا فعليًا في إدارة البلاد، فأردوغان لا يريد أن يخفي فشل الإخوان المسلمين الذي ينتمي لهم هو الآخر، بإظهار أن إخوان مصر ضحية تطلعات قادة الجيش الذين يريدون أن يعودوا لحكم البلاد. وقال «كمال»: «إن إجتهاد حزب العدالة والتنمية التركي في الربط بين مرسي وتطلعات الجيش المصري للحكم هي مجرد إدعاءات ليس لها أي صحة، فإذا كان الحزب يأمل في أن نجعلنا نوقف الإنتقادات الموجهة لأردوغان وإدارته من خلال تشوية صورة الأحداث في مصر، فإن هذا شيء عبثي ولن يجدي». وأشار «توركي اروبين» أن الغرض الحقيقي وراء الدعائيين التابعين لحزب العدالة والتنمية وأردوغان «هو استخدام الوضع المصري لإيهام الشعب التركي بأن تظاهرات اسطنبول وحركة غازي ستكون تكرار حقيقي للمؤامرة التي ستمهد الطريق لانقلاب عسكري على حكم أردوغان». وأضاف الموقع أن أردوغان يريد أن يؤكد أن «المؤامرة الدولية ضد الزعماء الإسلاميين المنتخبين» حققت هدفها في مصر من خلال الحشد الذي استطاعت تجميعه في ميدان التحرير في 30 يونيو، فهذه المؤامرة الدولية تقوم بنفس الشيء مع مظاهرات تقسيم، هذا هو ملخص ما يريد أن يقوله أردوغان. وبيّن الموقع التركي أن أردوغان يريد أن يجمع الأتراك كرجل واحد خلفه حتى يجعل الجميع ينسى القمع الذي تتعرض له تظاهرات تقسيم واستخدام الأسلحة ضد المتظاهرين، مشيرة إلى أن من يرفض أن يكون خلف أردوغان سيتم النظر إليه على أنه «انقلابي مدعم للإنقلاب وعديم الضمير ولا يمتلك أدنى ديمقراطية».