بعد موجة من الصعود المستمر للورقة الخضراء أمام العملة المحلية الجنيه بالأسواق الرسمية وغير الرسمية، عاود الدولار الأمريكي رحلة جديدة من الانخفاض أمام الجنيه المصري، متأثرًا بدعم المنح والمساعدات الخليجية التي بدأت خزانة البنك المركزي المصري تتسلمها منذ أيام، والتي تنوعت بين تلقي 3 مليارات دولار من الإمارات ومليار دولار من المملكة العربية السعودية. واصلت أسعار الدولار تراجعها أمام الجنيه للأسبوع الثالث على التوالي، في التعاملات الرسمية بالبنوك، ليكسر حاجز ال 7 جنيهات، والتي تجاوزها خلال الأشهر الأخيرة لحكم الرئيس المعزول محمد مرسي، ليخسر الدولار الأمريكي أكثر من قرشين كاملين خلال تعاملات الأسبوع الماضي داخل الأسواق الرسمية، مسجلاً 6.9957 جنيه و7.0258 جنيه للبيع. واندفعت أسعار الدولار للتراجع داخل البنوك، على خلفية انخفاض أسعار بيع الدولار في مزاد البنك المركزي الذي طرحه صباح الخميس الماضي FX Action. من جهه أخرى، انخفضت أسعار تداول العملات الأوروبية أمام الجنيه، في تعاملات سوق الصرف المحلي، فانخفضت أسعار اليورو بأكثر من 3 قروش وربع مسجلاً 9.22 جنيه للشراء و 9.533 جنيه للبيع، وتراجعت أسعار الجنيه الإسترلينى بما يقرب من قرشين ونصف مسجلاً 10.5795 جنيه للشراء و10.9404 جنيه للبيع. كما خسر الفرنك السويسري 3 قروش ونصف قرشاً أمام الجنيه، ليصل إلى 7.4619 جنيه للشراء و 7.7352 جنيه للبيع. وعلى صعيد العملات العربية، انخفضت أسعار الريال السعودى إلى 1.858 جنيه للشراء و1.919 جنيه للبيع أمام الجنيه، وسجل الدرهم الإماراتى 1.9019 جنيه للشراء و 1.9603 جنيه للبيع. بينما تراجعت أسعار الدينار الكويتى بخمس قروش دفعة واحدة، مسجلاً 24.354 جنيه للشراء و25.4013 جنيه للبيع مقابل 24.354 جنيه للشراء و 25.319 جنيه للبيع خلال تعاملات الأسبوع المنصرم. ومن جانبه قال أحمد عبد التواب، مدير عام بشركة الإسراء للصرافة، إن أزمة الدولار الأمريكي خلال الفترة السابقة هي أزمة كانت تفتعلها السوق السوداء والتي بدأت تتلاشي بشكل كبير، خاصة أن هذه السوق تعمل على الإشاعات، وفي ظل ما يتم الإعلان عنه من أخبار فلن تتمكن السوق من مواصلة نشاطها، خاصة في ظل المنح والمساعدات التي أعلنت عنها الدول العربية. وأكدت تصريحات للعديد من قيادات البنك المركزي المصري، مؤخرًا، أنه بمجرد وصول وديعتي السعودية والإمارات العربية المتحدة لخزانة البنك المركزي فقد ارتفع الاحتياطي النقدي لأكثر من 20 مليار دولار، وهو ما جاء في إطار حزمة مساعدات تعهدت بها دول خليجية لمصر تصل إلى 12 مليار دولار. وفي سياق متصل يتوقع محمود بخيت، مسئول بشركة القاهرة للصرافة، أن يشهد الدولار الأمريكي انخفاضات جديدة أمام الجنيه المصري بالأسواق الرسمية، مع تتابع وصول المنح والمساعدات العربية لمصر وهو ما يدعم الاحتياطي الأجنبي. وأضاف أن هنا حالة ترقب من المستوردين للاستفادة من مزيد انخفاض الورقة الخضراء امام الجنيه المصري بالبنوك والصرافات، وفي المقابل تشهد الصرافات حالة من التخلص من الدولار الامريكي من حائزو الدولار . وأوضح أحمد زيان، مسئول تيللر ببنك مصر، أن الإقبال على الدولار بدأ يتواكب مع حجم المعروض من الورقة الخضراء في السوق المصري، خاصة وأن المعروض قد ارتفع بسبب استمرار طرح البنك المركزي للعطاءات الدولارية، وبالتالي فإن كبرى الشركات بدأت تعتمد على البنوك الرسمية فقط ولا تلجأ للسواق السوداء، وهو ما كبد تجار السوق السوداء خسائر كبيرة خلال الأيام الماضية. وأشار إلى أنه حتى بالنسبة للتعاملات والطلب على الدولار عاد إلى معدله الطبيعي، ولا يوجد من يحاول الاستحواذ على دولارات بغرض التجارة والمضاربة، أن الأسعار الرسمية اقتربت كثيراً من الأسعار المطروحة في السوق السوداء.