ذكر الباحث الفرنسي والمختص في شئون الشرق الأوسط "ألا جريش"، في مقال له نشره على مدونته الخاصة "موند ديبلو"، أن عملية السلام التي تروج لها الولاياتالمتحدةالأمريكية بين إسرائيل وفلسطين تأتي في مصلحة الدولة العبرية فقط. وبدأ الباحث الفرنسي ونائب رئيس تحرير صحيفة "لو موند ديبلوماتيك" الفرنسية، مقاله متسائلاً هل ينبغي أن نعلق أي أهمية على هذه المفاوضات التي تدعو لها واشنطن بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟ هل من الممكن أن نتساءل حول فرص نجاح وفشل هذه المفاوضات تحت رعاية واشنطن؟ وهل ينبغي علينا أن نضع في اعتبارنا وعود الرئيس الأمريكي المتكررة منذ وصوله للحكم بان العام المقبل سيشهد إقامة دولة فلسطين؟. وتابع جريش: يمكننا تذكر الماضي، حينما انطلقت المحادثات في نوفمبر 2007 بين الطرفين، تحت رعاية الرئيس الأمريكي السابق جورج دابليو بوش، الذي دمر العراق بحجة محاربة الإرهاب، والذي وعد هو الأخر بإقامة دولة فلسطين، ولكن لم يحدث شيء. ونذكر أيضًا اختيار واشنطن مبعوثها الخاص للإشراف على هذه المفاوضات ألا وهو "مارتن أنديك" في تسعينات القرن المنصرم، الرجل الذي نشأ في أستراليا ووقف إلى جانب اسرائيل أثناء حرب 1973، كما أنشأ في عام 1985 معهد "وينب" – اختصار: معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط- أحد المعاهد الذي يقدم الدعم لإسرائيل في واشنطن، كما منحت الولاياتالمتحدة "أنديك" في عام 1993 الإشراف على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وعين لمرتين سفير لأمريكا في إسرائيل. ومن جانب أخر، يقول "جريش" للمرة الثانية عشر: ينتقل وزير الخارجية.. لماذا بالضبط؟ نحن لا نعرف حقا، بالفعل إسرائيل وافقت على إطلاق سراح 104 سجين فلسطيني، ولكننا لا نعرف هل سيكون التفاوض على أساس حدود عام 1967؟ مع أن بناء المستعمرات الاسرائيلية لم يتوقف حتى وقت مفاوضات أوسلو، وحتى وقت إعلان إسرائيل بانها ستجمد إقامة مستعمرات جديدة؟ إلى من سيتم تخصيص مصادر المياه في الضفة الغربية؟ وماذا عن اللاجئين الفلسطينيين؟؟ الأسئلة كثيرة بدون جواب.. وأيًا كانت السلطة الفلسطينية، فانها لن تقبل السلام الذي لا يحقق الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية، تلك المطالب غير المقبولة لليمين الاسرائيلي الأكثر تطرفًا ولا لرئيس الحكومة اليهودي بنيامين نتنياهو، باعتراف جميع الساسة الإسرائيليين وبجميع تصريحاته الماضية. إذاً فلماذا استئناف المفاوضات؟ وذلك لأن واشنطن تعتقد أساسا أن المفاوضات تتفق مع مصالحها الاستراتيجية، فكما كتب الباحث دانيال ليفي أن السلام الإسرائيلي الفلسطيني الدائم يقع ضمن المصلحة القومية لواشنطن، وذلك لأنه وفق القادة الأمريكيين أن العداء الإسلامي ضدهم، وانتشار الجهاد ضد المصالح الأمريكية يقوم في الأساس بسبب إسرائيل والقضية الفلسطينية. لكن هذا الإدعاء ليس قوي، خاصة وأن السبب الأقوى يكمن في محاولة واشنطن ضمان أمن إسرائيل، وهذا تقريبًا ما يبرر التدخل الأمريكي كوسيط في هذه المفاوضات. فقد سبق وأن صرح نتنياهو أن استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين هو في مصلحة استراتيجية إسرائيل. ويتابع "جريش": بالفعل فإن هذه المفاوضات "التي لا تنتهي" مع الفلسطينين تأتي في مصلحة إسرائيل وليس في مصلحة السلام وإقامة دولة فلسطينيية.