لم يتخيل "أحمد سعيد" أن حياته في منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوى بشمال غربي الصين يمكن أن تكون مرضية للغاية، ففي السنوات الثلاث الماضية، بنى أحمد عشه ومهنته في نينغشيا، فهو متزوج من امرأة صينية ويدرس في جامعة محلية، وأسس شركته الخاصة التي تقوم بترجمة الكتب الصينية إلى اللغة العربية وتوفير الدورات التدريبية لتعليم اللغة العربية للسكان المحليين، حسب ما ورد بوكالة شينخوا أمس. وأعجب أحمد بالصين وثقافتها عندما بدأ دراسته في جامعة الأزهر في القاهرة في عام 2001، حيث أطلقت الجامعة برنامجها لشهادة اللغة الصينية لأول مرة. وقال أحمد " كنت أخطط لدراسة اللغة الألمانية عندما تخرجت من المدرسة الثانوية، لكن وجدت أن الجامعة فتحت تخصص الصينية، فاخترت ذلك أملا في معرفة المزيد عن الصين"، وجاء أحمد إلى نينغشيا في عام 2010، حيث كان يعمل مرشدا سياحيا، وبعد جلب السياح إلى المنطقة، طلب من أحمد تقديم ترجمة عربية للموقع الإلكتروني الرسمي للدورة الأولى للمنتدى الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية، التي أقيمت في نفس العام. وخدم أحمد أيضا كمترجم في المنتدى، وعمل مستشارا ثقافيا لحكومة المنطقة، وهذه التجارب دفعته لبذل المزيد من الجهود في تعزيز التبادلات الثقافية بين الصين والدول العربية، ولتحقيق هدفه، احتاج أحمد إلى معرفة المزيد عن السكان المحليين في نينغشيا، فانتقل إلى مدينة ينتشوان، حاضرة المنطقة، حيث التحق بجامعة نينغشيا للحصول على شهادة الدكتوراة في علم الأعراق البشرية، بحلول عام 2011. وأسس أحمد وهو لا يزال في الجامعة شركته الخاص في ينتشوان، شركة بيت الحكمة للثقافة ووسائل الإعلام المحدودة، نسبة إلى بيت الحكمة في العراق وهو مكتبة ومعهد ترجمة تأسس في بغداد منذ أكثر من 1300 عام، وتهدف شركة أحمد إلى اتباع نفس مسار هذه المؤسسة القديمة. وأضاف "اخترنا هذا الاسم لأننا أردنا أن نفعل نفس الأشياء التي فعلها بيت الحكمة القديم، ونحن نريد جلب الثقافة الصينية إلى العالم العربي والثقافة العربية إلى الصين"، وعلى مدى العامين الماضيين، ترجم أحمد وفريقه 17 كتابا صينيا، تم نشر 11 منها في الدول العربية. ولقت هذه الكتب، التي ركزت أساسا على التاريخ والثقافة والعمارة والأدب لقومية هوي، القبول والإعجاب من القراء العرب، ووضع أحمد هدفا لترجمة 200 كتاب صيني وعربي في غضون السنوات الخمس المقبلة، قائلا إن الكتب الصينية ستغطي الثقافة والتاريخ والاقتصاد وغيرها من المجالات ، مع التركيز على الإصلاح والتنمية في الصين الحديثة. وأشار أحمد إلى أنه "يرغب العرب في معرفة المزيد عن الاقتصاد والتنمية في الصين"، وذكر أن حياته تغيرت بسبب تعلم اللغة الصينية قائلا "لعبت الصينية دورا كبيرا في حياتي، فقد جئت إلى الصين من خلال دراسة الصينية، ثم بدأت عملي الخاص وتزوجت وبنيت حياتي". اخبارمصر-البديل