شهدت محافظة شمال سيناء - على مدار هذين اليومين - حالة حرب، حيث شنت الجماعات الإرهابية مجموعة من الهجمات على عدد كبير من الأقسام والأكمنة والمناطق الحيوية في المحافظة، مستهدفة 10 مواقع أمنية وعسكرية في مدينتي العريش ورفح بالأسلحة الثقيلة وقذائف "الهاون" وال "آر بى جى"، الأمر الذي أسفر عن استشهاد 8 وإصابة 9 من بينهم ضابط ومجندان. بدأت تلك الهجمات، عصر أمس الاثنين، حيث هاجمت مجموعة من المسلحين عدد من المباني الإدارية، وهى مبنى الرقابة الإدارية، ومبنى الإذاعة بالمساعيد، وأقسام شرطة ثان وثالث العريش، مما أسفر عن استشهاد 3 من رجال الشرطة والجيش، وهم إسلام محمد السيد، وفادى على منتصر من قوات الجيش، ورقيب شرطة أيمن سالم حسن من قوات قسم ثالث، وتم نقل الجثث إلى ثلاجة المستشفى العسكري، فيما أصيب مجند شرطة أثناء وجوده بمحيط منطقة قسم شرطة ثان العريش برصاص مسلحين، وتم نقله لمستشفى العريش العام لتلقى العلاج. كما هاجم الإرهابيون، كميني نادي ضباط الشرطة والبنك الأهلي، وعاودوا الهجوم على قسمي شرطة ثان وثالث العريش، وتبادلوا إطلاق النار في الشوارع بينهم وبين قوات الجيش، الأمر الذي استمر أكثر من 5 ساعات ابتداءً من التاسعة مساء وحتى الساعات الأولى من فجر اليوم، حيث بدأت الليلة الدامية بمقتل الجندي محمد مصطفى، والذي كان يناوب الحراسة أمام البنك الأهلى، وبعد ذلك لقي اثنان من المدنيين مصرعهما أثناء مرورهما بجوار قسم شرطة ثان العريش، وكذلك تم استهداف سيارة أجرة دخلت في أجواء الحرب بين المسلحين والجيش بطريق الخطأ ولم يستطع سائقها التراجع، فانقلبت عقب إطلاق الرصاص عليها وراح ضحيتها مدنيان. وفي سياق متصل، أطلق مسلحون قذائف ال"آر بى جى" و"الهاون" على معسكر الأمن المركزي بالأحراش في رفح، مما أسفر عن إصابة الملازم أول عبد الفتاح محمد بطلق ناري بالكتف، و4 جنود، إضافة إلى مدني يدعى محمد سليمان صالح، أصيب بطلق ناري في الرأس، وتم نقلهم للمستشفى العسكري للعلاج. على جانب آخر، فجر مسلحون، صباح اليوم الثلاثاء، خط الغاز المصري المغذى لدولة الأردن عند الكيلو 16 شرق العريش، مستخدمين الأسلحة الثقيلة، وتعتبر هذه ثاني مرة لتفجير خط الغاز بين مصر والمملكة الأردنية عقب عزل الدكتور محمد مرسي . وأضاف الدكتور طارق خاطر وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء، أن حصيدة الهجمات أسفرت عن استشهاد 12 ما بين قوات الشرطة والجيش ومدنيين، وإصابة 11 آخرين. وأكد مصدر أمنى رفيع المستوى في المحافظة، أن القوات المسلحة شنت هجومًا موسعًا على الإرهابيين المسلحين وطاردتهم طائرات "الأباتشى"، وقد تمكنت من إلقاء القبض على 13 إرهابياً، منهم 5 في محيط قسم شرطة ثان العريش، و6 آخرين اشتبكوا مع قوات الجيش أمام البنك الأهلي المصري، كما قُتل 2 من المسلحين في محيط معسكر الأمن المركزي بالأحراش، وألقي القبض على 2 داخل سيارة "فيرنا" وبحوزتهما 2 بندقية قنص. على جانب آخر، يعاني أهالي سيناء حالة انقسام ما بين من ينتظر على أمل الخلاص من الإرهابيين، وما بين فاقد للأمل ومحمل الدولة بأجهزتها المسئولية عن أحداث العنف المستمرة في المحافظة منذ عزل الرئيس مرسى. حيث قال أحد أهالى العريش، إنه يرى حالة من التقصير واضحة من الجهات الأمنية على الرغم من حالة الاستنفار الأمنى التي تعيشها المحافظة والتحليق المكثف لطائرات "الأباتشى" والمخصصة لمراقبة وتتبع العناصر والبؤر الإرهابية، ومع هذا تتكرر الأحداث بشكل يومي مما أدى بنا في النهاية إلى اعتياد مشاهد الدم والعنف. ويرى آخرون، أن القوات المسلحة تبذل مجهودات عظيمة من أجل تطهير سيناء من العناصر الإجرامية، وأن هذا ليس دورها الأساسى، إنما مكانها الحقيقي يجب أن يكون داخل ثكناتها وذلك لحماية حدودنا، مضيفين أنه ليس من الصعب على القوات المسلحة أن تضرب بيد من حديد على أيدى جميع الخارجين والذين يعملون على زعزعة أمن البلاد، لكنها تخشى من تحمل أي مسئولية شعبية أو جنائية إذا ما أصدرت أوامر مباشرة بإطلاق النار أو الهجوم على البؤر الإجرامية، فضلا عن وقوع ضحايا بين المدنيين. أخبار مصر - البديل