"في يدينا بقيةٌ من بلادِ ... فاستريحوا .. كي لا تضيع ً البقية" كلمات للشاعر تميم البرغوثى، تصف الحال المؤسف الذى وصلت إلية القوى الثورية المعارضة التى تتفكك يوما بعد الآخر، فالثورة تهاجم بعضها، فهناك عدد من القوى الثورية يهاجم النشطاء المسافرين فى "جولة فى عيون الغرب"، ونشطاء يهاجمون قوى أخرى ويتهمونها بالتمويل، والحملة التى حركت الشارع المصرى "تمرد" تنقسم ويتقدم أعضاؤها باستقالات جماعية مهددين بالكشف عن فضائح لم يعرفها الشعب بعد، ليظهر الخلاف واضحا بين القوى الثورية، لا يعلم أحد متى سينتهى؟ّ، وما السيناريوهات المتوقعة من ذلك الخلاف؟، تتعدد الأسئلة دون إجابات سوى "إن الاتحاد واجب فى مواجهة الإخوان حتى وإن حدث اختلاف داخلي". وفى هذا الشأن قال حسن شاهين المتحدث باسم حملة تمرد، إن النشطاء الذين تم اختيارهم للسفر إلى أمريكا، هم من يصفون الثورة بانقلاب عسكرى، مشيرا بكلامه إلى أحمد ماهر، منسق حركة 6 إبريل وشادى الغزالى حرب، القيادى بحزب الدستور. وأضاف "شاهين" أن أمريكا هى التى تؤيد مرسى وجماعته الإرهابية حتى الآن، فكيف نتحالف معها ونذهب لنوضح للغرب ما حدث فى 30 يونيو؟، موضحا أن الغرب إذا أرداوا معرفة ما حدث ورؤية الثورة الفعلية فعليهم أن يأتوا إلى مصر ليشاهدوا الثوار فى ميادين مصر. وأوضح أن المطلب الأساسى هو استقلال الوطن وجعلها دون تبعية امريكية، مشيراً أن ما يفعلوه هؤلاء من السفر إلى واشنطن ليس له أى معنى او دليل، إلا إذا كان لهم مصلحة فى ذلك. ومن ناحيه أخرى رد عليه أحمد ماهر منسق حركة شباب 6 إبريل، موضحا أن توجه شباب الثورة لعمل جولات دولية بالخارج جاء لتوضيح الصورة للعالم بأن ما قمنا به هى الموجة الثورية الثانية وليس انقلاب عسكرى، مؤكداً أن ذلك يأتى لقيام جماعة الإخوان والتيارات الإسلامية بشحن الدول الغربية، وإيهامها بأن ما حدث انقلاب وخارج إطار الديمقراطية، وذلك من خلال تواجدهم هناك. ورفض "ماهر" ما تردد أن سفرهم للخارج هو محاولة لاستعطاف العالم الخارجى، وعدم إيقاف الدعم عن البلاد، مؤكداً أن مصر قادرة ولا تسمح لأحد بالتدخل فى شئونها مهما كانت حجم تلك الدولة. ومن جهته قال شادي الغزالي حرب، القيادى بحزب الدستور منذ أيام لإحدى الوكالات، إنه منذ أن بدأ ومعه بعض الزملاء فى التواصل مع الرئيس المؤقت وطرح القيام بمبادرة تطوف العالم لتوضيح ثورة مصر أمام الدول الغربية والتأكيد على أنها امتداد ل25 يناير وأنها ثورة شعبية، ومطالبته بألا يقف مع أى إرهاب وألا يعطى له أى غطاء سياسى. وقال "بعد اللقاء وترتيب سلسلة زيارات للندن وواشنطن يشارك فيها أحمد ماهر وإسراء عبد الفتاح ومايكل منير وعماد عاطف باعتبارهم ممثلين للثورة المصرية انهالت أسهم النقد والتجريح وهذا شىء طبيعى كما ذكر واعتندناه بسبب الغيرة والمنافسة من الزملاء والرغبة فى تصدر المشهد". وأضاف الغزالى لكن ما دفعنى إلى كتابة هذا التوضيح هو الاتهامات التى انهالت علينا من "نجوم تمرد" بالعمالة والتخوين وأحاديث السفارات الكريهة والاجتماعات السرية وخلافه مما تعلمون وفق وكالة أنباء "أونا"، مضيفا أن الجميع يعلم من هم العملاء الذين لا يتخذون قرار او يلتحقون بأى فعالية إلا بعد أخذ رأى أسيادهم فى مكاتبهم فى مدينة نصر أو فى اللقاءات الخاطفة التى تعقد فى فندقهم بالخليفة المأمون. ومن ناحية أخرى بدأ أعضاء من حملة تمرد فى تقديم استقالاتهم خلافا مع المتحدثين الإعلاميين، فقدم محب دوس، عضو اللجنة الإعلامية ودعاء خليفة، عضو اللجنة المركزية استقالاتهم، فضلا عن وجود عدد من أعضاء اللجنة التنسقية والمركزية الذين أعلنوا عن عزمهم تقديم استقالاتهم غدا مع بيان توضيحى لملابسات الأمر. ووسط تلك الحالة من الزخم الثورى والنزاع وتخوين الأطراف بعضها البعض، قال دكتور محمود سلمان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن تلك الحالة التى تشهدها القوى الثورية من تخوين بعضهم البعض ربما يكون سببه بعض من غيرة الشباب الثورى من بعضهم، خاصة بعد ان حققت "تمرد" أهدافها الثورية فى الشارع واستطاعت تحريك القوى السياسية، فاتهمهم البعض بالعمالة والتحالف مع جهات عليا، مشيراً أن تلك الحالة هى التى يصعنها من يريدون شق الصف. وأكد "سلمان" أن القوى الإسلامية بأكلمها تريد شق الصف الثورى، فالشباب الثورى الذى يختلف الآن هو الذى أذهل العالم بثورته الأولى فى يناير وفى ثورة التصحيح فى 30 يونيو، فهم أرداوا محاولة لشق الصف، فيدسون عناصر تعمل على التشوية ، وعلى فضح بعضهم البعض، حتى نصل إلى تلك الحالة التى نحن فيها. ووجه "سلمان" رسالته إلى شباب الثورة قائلا: "عليكم بالتحالف ولم الشمل، فأنتم كنتم الشرارة الأولى لثورة وستظلوا هكذا لكن عليكم بالاتحاد، وعدم إعطاء الفرصة لأى مندس بأن يفسد تلك الروح الثورية التى شعر بها الشعب المصرى فى جميع ميادين مصر، تلك الروح التى تجعل الشعب يثور ضد كل ظالم وفاسد". واختتم: "انتم يا شباب الثورة، دائما تثوروا ضد كل من يخون وضد كل من يفسد وضد كل من لا يقيم العدالة، فلا تكونوا مثلهم حينما تحقق أهدافكم تنشقوا وتخونوا بعضكم البعض". حسن شاهين ينتقد سفر ماهر وإسراء عبد الفتاح لأمريكا.. ويؤكد: لهم مصلحة في ذلك أحمد ماهر: سفرنا للخارج يأتي في إطار توضيح موقفنا للعالم سلمان: القوى الإسلامية تريد شق الصف الثوري