وجد المنشد عامر التوني ضالته، في فن الدوران المولوي، بين الشغف بالبحث عن سماوات أخرى تطالها الروح، خلال إنشاده الأشعار الصوفية، وإيجاد مقابل حسي لمشاعر الدرويش. اشتهر فن الدوران المولوي بين دراويش الأتراك، فالمولوية هي إحدى الطرق الصوفية، التي دخلت مصر مع الاحتلال العثماني، وانحسر وجودها في مصر بعد ثورة يوليو 1952، وبقى منها ما تطور إلى رقصة التنورة الشهيرة. وفي العام 1994، أسس عامر التوني فرقته المولوية المصرية، وكانت أولى حفلاتها عام 1995، ومعها بدأ مشروعه في صياغة ملامح خاصة مصرية الطابع لفن الدوران المولوي، لما تمثله حركة دوران الراقصين من توحد مع حركة الكون؛ لمساعدة الروح على التحرر والسمو في ابتهالاتها لله، مؤمنًا بأن المصريين كانوا أوائل المتصوفة، وأنه تراثًا عميق الجذور في الحضارة المصرية بمختلف حقبها التاريخية والثقافية، تختزن موروثًا هائلًا ورائعًا يثري الحالة الروحية التي يتمثلها فن الدوران المولوي، الذي يسعى للسمو بالبشر إلى عوالم أخرى من خلال تحرير العقل والروح، وفتح آفاق أخرى في معرفة الكون والعلاقة مع الخالق جل وعلى. جاء التوني من محافظة المنيا، باحثًا عن معالم مشروعه الفني الروحي، منتميًا لتراث أجيال من المنشدين المصريين العظماء، وباحثًا عن آفاق أخرى لمشروعه، واليوم يؤسس أول مدرسة لتعليم الفن المولوي، بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، في بيت السنارى الأثري بالسيدة زينب، لتتواصل الأجيال، وإتاحة مجالًا أوسع للمعرفة بالإنشاد وفن الرقص المولوي، كجزء أصيل من تراثنا الصوفي الإسلامي، ويسعى لإقامة مؤتمر ومهرجان متخصص للإنشاد والموسيقى الروحية.