أطلق عدد من مشايخ الأزهر الشريف وبعض طلبة العلم به، طاقة نور تحاول بث إشعاعات علوم الدين والإنسانية، منذ ما يقرب من عامين، وبدأت بالفعل ممارسة دورها منذ أقل من عام، بنشر العلوم الشرعية بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتقادًا وفقهًا وسلوكًا. المشروع العلمي الجليل أطلق عليه "دار العماد" وبدأ خلال شهر رمضان الكريم الحالي تقديم مجموعة من الدروس، حيث يقدم الشيخ محمد سعيد عبد البر، أيام السبت والاثنين والأربعاء شرحا لكتاب "حكم ابن عطاء الله السكندري"، وفي أيام الأحد والثلاثاء والخميس، يقدم الشيخ رضون صمدي، شرحا لكتاب "الشمائل المحمدية"، وتبدأ جميع الدروس في التاسعة والنصف مساء عقب صلاة التراويح. تهدف "دار العماد" بمشروعها الديني العلمي الكريم، إلى تكوين منظومة متكاملة تخرِّج شخصيات علمية دارسة للعقائد والفقه والأخلاق علي المنهج الأزهري العريق، مستوعبة التراث الحضاري الإسلامي، ومتصلة بالإسهامات العلمية المعاصرة، تؤثر إيجابا في المجتمع. ويرجع تسميه الدار بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ عماد عفت "رحمه الله" الذي كان أحد مؤسسي الدار قبل استشهاده، وقد سُمِّيت دار العماد باسمه بعد استشهاده رحمه الله، لاسيما وأن المغفور له بإذن الله تعالى، ساهم في صياغة رؤية الدار، واختيار مكانها، واقتراح أسماء مدرسيها، واقتراح مناهجها. وتهتم دار العماد بتعليم الطالب العلم والأدب، فركائز العلم كما تراها دار العماد هي: الاعتقاد السليم الجازم في الله تعالى، ورسله، وكتبه، وملائكته، واليوم الآخر، والقدر، والتزام الأحكام الشرعية في العبادات والمعاملات وفق المذاهب الأربعة، وتزكية النفس وفق مناهج التصوف الإسلامي السني. وتعتمد الدار المتون والشروح والحواشي القديمة التي صنفها جهابذة الإسلام، والتي اعتمدت في التدريس في الأزهر الشريف وفي غيرها من المؤسسات العلمية كالقرويين في المغرب، والزيتونة في تونس، والجامع الأموي في دمشق، وغيرها من مؤسسات العلم لقرون مضت. وخطة الدار تدريس المذاهب الأربعة (الحنفي، المالكي، الشافعي، الحنبلي)، ويتم ذلك بتدرج حسب إمكانات الدار ووجود المشايخ؛ وقد بدأت الدار بتدريس مذهب الإمام الشافعي الذي يعد مذهب كثير من علماء الديار المصرية. على أن يبدأ تدريس بقية المذاهب تدريجيًا. وتدرس في دار العماد، علوم "المصادر"، وهي علوم القرآن والحديث، والعلوم الأساسية وهي علوم العقيدة، والفقه، وتزكية النفس "التصوف"، علوم الآلة وهي علم أصول الفقه، وعلم المنطق، وعلوم اللغة العربية (النحو، البلاغة، الأدب، الخ)، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، وهي أساسيات تدرس في العلوم الاجتماعية والإنسانية يحتاجها طالب العلم الشرعي لفهم الواقع والتعامل معه على وجه صحيح.