الصوم والمرض كلمتان تقف كلا منهما أمام الأخرى وتتحداها، فالمرض يمنع اصحابه من الصيام ، والصوم له فوائد على الصحة العامة، ترى أيا منهما يتفوق على الآخر؟ خاصة وأن معظم المرضى يجدون فى صيام شهر رمضان مشقة وتعب. ولكن الوضع مختلف بالنسبة لمرضى الكبد، ففوائد الصيام لمعظم مرضى الكبد أكثر بكثير من متاعبه، هذا مع الالتزام بضوابط ومعايير معينة يحددها الطبيب حتى لا تحدث لهم أي أضرار، كما أن بعض الحالات يستحيل معها الصوم فهي تسبب أضرار كثيرة. وعن كيفية صيام مرضى الكبد، وما هو النظام الغذائي المناسب لهم؟ ولمعرفة كل ذلك يحدثنا الدكتور سعيد شلبي، أستاذ الباطنة والجهاز الهضمي والكبد ورئيس قسم الطب التكميلي بالمركز القومي للبحوث، في السطور التالية: هناك بعض مرضى الكبد يستفيدون صحيًّا من فريضة الصيام، وفى مقدمتهم مرضى تدهن الكبد، حيث يساعدهم صيام شهر رمضان على خفض الوزن. و لكي يحصلوا على أقصى استفادة من الصيام عليهم تجنبهم تناول الأغذية التي تحتوي على الدهون ولحم الضأن و الكبدة و الكلاوي والمخ والسمن البلدي، ويفضل استخدام زيت الذرة والزيتون في إعداد الطعام. ويضيف سعيد : "إن تدهن الكبد نوعان، الأول منهما بسيط ويصاحبه إنزيمات كبد طبيعية ويسمح للمريض به بالصوم، فيما يوصف الثاني بأنه تدهن الكبد الالتهابي والذي ترتفع فيه إنزيمات الكبد ويمكن للمريض في تلك الحالة الصوم بشرط ضمان عدم وجود مضاعفات. وتابع "مرضى الكبد ينقسمون إلى ثلاث مجموعات هي، مرضى يعانون التهابا مزمنا بالكبد نتيجة للفيروس الكبدي (بي، أو سي) أو من الأمراض المزمنة الأخرى للكبد، وهذه المجموعة يمكنها الصوم وخاصة في وجود إنزيمات طبيعية للكبد مع تناولهم العلاجات المناسبة التي يحددها الطبيب المعالج، وهذه المجموعة تشمل المرضى الذين يتم علاجهم بحقن "الإنترفيرون" في حالة عدم وجود مضاعفات، مع الإكثار من تناول الماء في السحور". وأوضح شلبي أن المجموعة الثانية هم المرضى الذين يعانون تليفا بسيطا بالكبد، وفي وجود وظائف كبد طبيعية يسمح لهم بالصيام ما لم تحدث مضاعفات، في حين تضم المجموعة الثالثة المرضى الذين يعانون تليفا بالكبد في مرحلة متأخرة وغالبا لا يسمح لهم بالصوم نظرا لاحتياج المريض إلى العلاج في أوقات معينة. وأكد شلبي أن مرضى الاستسقاء والغيبوبة الكبدية والقيء الدموي وغيرها من مضاعفات التليف المتأخر لا يسمح لهم بالصوم على الإطلاق لما ما يسببه الصوم من ضرر، إضافة إلى احتمال انخفاض مستوى سكر الدم، و بالتالي لا يستطيع الصائم استكمال اليوم.