قالت صحيفة "ميلييت" التركية إن الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي رفض أي شكل من أشكال تقاسم السلطة مع المعارضة، وجاء الرفض قبل أسابيع من يوم "30 يونيو"، بتحريض من رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان، حسبما ورد في "السفير" اللبنانية. وأضافت "السفير" أن الذى قام بالوساطة من أجل تشكيل الحكومة وزير خارجية عربي، ربما القطري أو الأردني، وبالتنسيق مع الولاياتالمتحدة ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس تحديدا. وكانت الخطة تقضي بتشكيل حكومة جديدة تضم الجميع مع نقل صلاحيات رئاسية إلى رئيس الحكومة، ولكن رفض مرسي، كما تنقل الصحيفة، كان نتيجة نصيحة من حكومة "حزب العدالة والتنمية" في تركيا، بأن يصمد ولا ينحني مهما كلف الثمن، وأن يتمثل بموقف أردوغان الرافض لمطالب المحتجين على سياساته في "ميدان تقسيم"، وهو ما حصل. وبحسب الصحيفة، فإن الأمر المؤكد أن جماعة "الإخوان المسلمين" لم تكن تعتقد أن انقلابا سيحدث، وهو التقييم الذي نام عليه مرسي وأردوغان، فكان قرار قيادة الجيش مفاجأة كبيرة لكل منهما. ولقد أوقع هذا التغيير الدراماتيكي في مصر أردوغان وسلطته في مأزق جديد، يضاف إلى مأزقهما في سوريا، وعلى المستوى السياسي، خسرت تركيا بعد إطاحة مرسي حليفا وشريكا أساسيا، وربما الوحيد المتبقي في المنطقة، الأمر الذي لم يكن متوقعا في أكثر الحسابات تشاؤما. وانهار بالتالي المحور، الذي كان وزير الخارجية أحمد داود أوغلو يتمنى أن يتشكل وبقيادته طبعا، وهو طليعة الشرق الأوسط الجديد، وبالتأكيد لا يستطيع أوغلو أن يعوّض عنه بمحور طرفه الثاني حركة حماس. وبالتالي فإن الخسارة على تركيا استراتيجية، وربما لن يستطيع أردوغان الاستمرار في خططه لزيارة قطاع غزة في الأيام القليلة المقبلة، فليس هناك من يضمن مروره وأمن مروره عبر مصر إلى غزة. وفي السياق ذاته، ينتقد جنكيز تشاندار في صحيفة "حرييت" أداء وسائل الإعلام الموالية لأردوغان فيقول إن هذه الوسائل تواصل اليوم ما بدأه منذ أحداث "تقسيم" لجهة التغطية المنحازة لحكومة أردوغان. ويتابع تشاندار "اليوم يحاول هذا الإعلام، بل حتى مسئولين مثل وزير الخارجية أحمد داود أوغلو، تشبيه الانقلاب العسكري في مصر بالانقلابات العسكرية السابقة في تركيا، وهذا أمر غير منطقي وغير موضوعي وخطأ كبير"، مضيفا أن "الحكومة التركية تحاول من خلال هذا التشبيه أن تكسب نقاطا خسرتها في معركة الديمقراطية في ميدان تقسيم، وفي أن ترد الصاع للاتحاد الأوروبي بعد انتقاداته الشديدة لتركيا. والحكومة في ذلك تسعى لكي تُكسب قمعها غير الديمقراطي للمحتجين مشروعية لا يمكن أن تكسبها، ولا يمكن إلا الشك في مواقف هؤلاء الذين تحول انتهاك الديمقراطية عندهم إلى عادة وتقليد، ولكنهم أيضا تحولوا إلى حواريي الديمقراطية في مصر".