إخواني و أخواتي الكرام أشعر بحزن شديد يملكني منذ علمت بهذا الحادث الأليم الذي أصابنا صباح الأمس حتى أصبت بالذهول فلم أستطع أن أفعل أي شئ طوال اليوم من شدة الصدمة فيبدو أن السلطة في مصر أصبحت لعنة تصيب كل من تلبس بها و تحرق كل من اقترب منها ، كنت قد شاركت مطالب الشعب المصري الكريم التي عبر عنها بصورة حضارية و سلمية و استجاب لها جيش مصر الباسل لكن ما حدث اليوم من سفك للدماء أيا ما كان الفاعل أو المخطأ سواء بالتحريض أو بمباشرة الفعل لهو بحق وصمة عار في جبين تاريخ الأمة المصرية . و كما ألقيت مسؤولية أي دم يسفك من قبل لما كان الرئيس مرسي في السلطة عليه لكونه مسؤولا عما يدور ، فلا يسعني الآن إلا أن أنصف و أجهر بالحق فكل نقطة دم تسيل من أي مصري بغض النظر عن دينه أو انتمائه السياسي لهي معلقة في رقبة من بيدهم مقاليد الأمور في البلاد الآن و لا عذر لهم في كون التحريض يأتي من هؤلاء المطاريد الذين زرعوا الفتنة في البلاد و ألبوا علينا عدونا من خارجها و أطلقوا أيدي الإرهابيين في سيناء إلى آخر ذلك من مبررات ، فكل ذلك و إن كان حقا جليا لكنه لا يعفي قادة البلاد الحاليين من وزر هذه الدماء التي سفكت و أرى أن الواجب يحتم على من بيده مقاليد الأمور أن يعصموا دماء الناس و أن يتخذوا من التدابير ما يلزم لبسط الأمن في ربوع الوطن . أنا أثق بجيش مصر المسلم المجاهد ثقة لا حدود لها و أؤمن أن الله حبى مصر بهذا الجيش الوطني العظيم لكن أرى كذلك موجة واضحة من بعض المنافقين على وسائل الإعلام لكل من اعتلى كرسي مصر و أخشى على قيادة الجيش من التأثر بهؤلاء و أن يحيدوا عن الجادة لأي سبب من الأسباب . كما أعلم علم اليقين أن بعض قيادات تلك الجماعة التي قادت مصر إلى هذا المصير المظلم بسبب تحريف دين الله و اتباعهم لأهوائهم و إلصاق ذلك بالشرع الشريف و هو منهم براء لن يتوانوا أبدا عن التضحية بكل من يحيط بهم من أتباعهم الذين هم خيرة شباب الأمة في مقابل أن يؤمنوا لأنفسهم عودة إلى المشهد أو في أسوأ الأحوال خروجا آمنا منه . و لقد وفق الله مولانا الإمام الأكبر في خطابه اليوم إلى الأمة أيما توفيق في تلك المطالب التي طالب بها و أهمها عقد مصالحة وطنية لا تقصي أي إنسان في هذا البلد فو الله إن شباب الإخوان لهم خيرة شباب الأمة و قد عاشرتهم و عرفتهم و خبرتهم و إنما زج بهم هؤلاء القادة المجرمون في أتون هذه الفتنة باسم الدين مستغلين حرص هذا الشباب الطاهر على نصرة الدين الحنيف ليأمنوا لأنفسهم المناصب و الجاه و أحيانا المال فحسبنا الله و نعم الوكيل في رؤوس الفتنة الذين قسموا البلد و أفسدوها و فتنوا أهلها و جعلوهم شيعا . إن أكبر نجاح ندخل به التاريخ كأمة و كقيادة أن ننجح في استيعاب طاقات إخواننا من شباب جماعة الإخوان المسلمين الذين لم يتآمروا على شعب مصر فهؤلاء أكثر الناس حبا لهذا الوطن و أكثرهم قابلية للتضحية في سبيله إن وضخت لهم الرؤيا و استغلت طاقاهتم استغلالا إيجابيا و هذه ستكون رسالتي من الآن إلى أن يتحقق هذا الحلم في القريب العاجل إن شاء الله . أنا أثق بجيش مصر المسلم المجاهد ثقة لا حدود لها و أؤمن أن الله حبى مصر بهذا الجيش الوطني العظيم لكن أرى كذلك موجة واضحة من بعض المنافقين على وسائل الإعلام لكل من اعتلى كرسي مصر و أخشى على قيادة الجيش من التأثر بهؤلاء و أن يحيدوا عن الجادة لأي سبب من الأسباب .