قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليوم، إن الجيش المصري أوقف انزلاق البلاد إلى الهاوية، فمستقبل مصر لا يمكن ضمانه إلا بالاعتماد على هذا النوع من الجنرالات. وفاز الرئيس المعزول"محمد مرسي" برئاسة الجمهورية عن طريق انتخابات ديمقراطية، وبفارق ضئيل على منافسه "أحمد شفيق" المحسوب على نظام الرئيس الأسبق "حسني مبارك"، ولكنه وجماعته أنزلقوا إلى بناء ديكتاتورية دينية، واتضح ذلك من خلال الإعلان الدستوري، الذي وضع الرئيس فوق المسائلة القانونية، وسمح له ولحلفائه بكتابة الدستور. وكانت النتيجة اتساع فجوة الاستقطاب السياسي مع المعارضة، وخرج ملايين المصريين إلى الشوارع للاحتجاج ليس فقط على هذه الممارسات الاستبدادية والانقسام السياسي الذى تسبب فيه الإخوان المسلمون، وإنما بسبب سوء الإدارة التى أدت إلى مزيد من التدهور الاقتصادي ونقص الغاز والطعام. كما أظهرت الثورة أسوأ مصير للإخوان يمكن أن يكون نتيجة الاستيلاء على السلطة، فقد انهارت شعبيتهم حاليا، ومن الممكن أن يعودوا للسلطة للانتقام، إذا ما فشل حكام مصر القادمين في تحقيق الإصلاح على صعيد العديد من المشاكل في البلاد. وهناك علامة أكثر تفاؤلا بشأن مستقبل مصر، وهي قيام الفريق أول "عبد الفتاح السيسي" بتجميع المعارضة والقادة المسلمين والمسيحيين لإعلان خارطة الطريق لمستقبل بلادهم، كما أن الخارطة شملت خطوات لتشكيل لجنة ممثلة للشعب المصري تعيد كتابة الدستور، وكذلك تشكيل حكومة تكنوقراط. كما وعد الفريق أول "السيسي" بإجراء انتخابات جديدة، وقد أيد كل من الدكتور "محمد البرادعي" الدبلوماسى البارز الذى يحظى باحترام دولي واسع، وكذلك حزب النور السلفي تأييدهم لخطة الجيش. ولا يبدو أن الجنرالات حريصون على الحكم، خاصة بعد التجربة السيئة لهم فى أعقاب سقوط نظام "حسني مبارك"، ويجب أن تلعب الولاياتالمتحدة دورا إيجابيا في مصر، خاصة أن إدارة الرئيس" أوباما" سقطت في المنعطفات السابقة، منذ دعمها ل"مبارك" ثم التخلى عنه فجأة، وكذلك احتضان "مرسي" على الرغم من دوره السلطوى. وأضافت الصحيفة أن قطع المساعدات الأمريكية عن مصر في هذا الوقت سيكون خطأ كبيرا؛ لأن هذه المساعدات مقرة ومكتوبة ضمن بنود معاهدة "كامب ديفيد" للسلام بين مصر وإسرائيل، كما أن الولاياتالمتحدة لا تحظى بشعبية حاليا بين المصريين، وبدلا من ذلك يمكن لواشنطن أن تساعد مصر على الوصول إلى الأسواق العالمية والقروض الدولية، فالولاياتالمتحدة لديها الآن فرصة ثانية لاستغلال نفوذها في تحقيق نتائج أفضل. واختتمت الصحيفة: يمكن أن يكون المصريون محظوظون، إذا كان قادتهم الجدد على غرار التشيلي "أوجستو بينوشيه"، الذي تولى السلطة وسط حالة من الفوضى لكنه لجأ إلى إصلاحيين السوق الحرة وتبنى الانتقال الناجح للديمقراطية.