* مشيعون سوريون يحرقون مبنى لحزب البعث .. والحكومة ترد بحزمة إصلاحات * قناصة يطلقون النار على المارة في اللاذقية ..وبثينة شعبان: مشروع فتنة طائفية يستهدف سوريا إعداد : نور خالد ووكالات : اعتبرت المستشارة الرئاسية في سوريا بثينة شعبان أن الأحداث التي تجري حاليا في البلاد تندرج ضمن “مشروع طائفي” يحاك ضد سوريا ولا علاقة له ب”التظاهر السلمي” و”المطالب المحقة والمشروعة” للشعب السوري. وقالت في لقاء مع الصحفيين في دمشق “إن ما نحن بصدده ليس تظاهرات سلمية مطلبية تريد أن تسرع من وتيرة الإصلاح في سوريا” بل هو شيء “مختلف وليس له علاقة بالمطالب المحقة والمشروعة التي يتم تلبيتها تباعا”. وترددت أنباء عن اعتقال مصريين ولبنانيين في سوريا، وقالت مصادر إن المعتقلين تم اتهامهم ب”إضعاف الشعور القومي ونشر أخبار كاذبة توهن نفسية الأمة”. وأضافت بثينة أن “ما تأكدنا منه حتى الآن بعد أن اتضحت بعض الصور أن هناك مشروع فتنة طائفية في سوريا.. إننا نمر الآن بمرحلة دقيقة وحساسة واستهداف سوريا ليس جديدا”. وقالت إن سوريا أفشلت في السابق “مشروع الفتنة” مشيرة إلى أنه “في عام 1979 وقع اول حادث للاخوان المسلمين عندما قتل شيخ سني وآخر علوي في اللاذقية بينما كان كل منهما متجها لأداء الصلاة، حيث تبادل الطرفان الاتهامات”. ووجهت أصابع اتهام الى فلسطينيين بالتورط في أحداث وقعت في اللاذقية الساحلية الجمعة. وقالت “أتى أشخاص البارحة من مخيم الرملة (للاجئين الفلسطينيين) إلى قلب اللاذقية وكسروا المحال التجارية وبدأوا بمشروع الفتنة، وعندما لم يستخدم الامن العنف ضدهم خرج من ادعى انه من المتظاهرين وقتل رجل أمن واثنين من المتظاهرين”. ويقع مخيم الرملة للاجئين الفلسطينيين قرب اللاذقية. شاهد تحذيرات من مجزرة في اللاذقية http://www.youtube.com/watch?v=sdqNRXiyI84 وفي الوقت نفسه، قالت مصادر رسمية سورية لوكالة الأنباء الألمانية إن القيادة السورية تستعد لإصدار حزمة قرارات بينها تعديل وزاري يطال عددا من الوزراء وربما رئيس الحكومة حسب تلك المصادر. وأضافت المصادر إن من بين الأسماء التي جرى التداول في إقالتها وزير الإعلام محسن بلال، كما إن القيادة ستصدر قريبا قرارات تخص دور حزب “البعث” الحاكم في حياة السوريين. وكان مصدر سوري رسمي أعلن السبت أن “قناصة تابعين لمجموعة مسلحة قاموا بإطلاق النار على المارة في اللاذقية ما اسفر عن مقتل شخصين وجرح اثنين آخرين”. وقالت شعبان “أن من راقب الانزعاج الصهيوني من مواقف سوريا لن يجد من المستغرب أن يرى مشاريع الفتنة لسوريا والاعلام الوحيد الفرح هو في اسرائيل واميركا واعضاء الكونغرس الذين يجيشون ضد سوريا”. جاء ذلك فيما، قال الناشط الحقوقي السوري عمار قربي لرويترز في العاصمة المصرية إن قوات الأمن السورية قتلت يوم السبت اثنين من المحتجين حاولا إحراق مقر حزب البعث الحاكم في مدينة اللاذقية الواقعة على البحر المتوسط. وقال سكان إن آلاف المشيعيين في قرية طفس قرب بلدة درعا بجنوب سوريا أشعلوا النيران في مقر محلي لحزب البعث ومركز للشرطة يوم السبت أثناء تشييع جنازة محتج قتل يوم الجمعة في درعا. وقال شاهد عيان إن المئات من المحتجين تجمعوا اليوم في ميدان رئيسي بمدينة درعا السورية وهم يطالبون بالحرية. وأضاف ان ثلاثة من الشبان المحتجين صعدوا إلى ما تبقى من تمثال الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد الذي حطمه المحتجون يوم الجمعة ورفعوا قطعة من الورق المقوى كتب عليها شعار “الشعب يريد اسقاط النظام”. ومن جانبها، حذرت نافي بيلاي المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة السبت سوريا من مغبة الدخول في “دوامة العنف” من جراء القمع العنيف للتظاهرات، ودعت الى استخلاص العبر مما جرى في الدول العربية الاخرى. وأعلنت في بيان أن “الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا (...) تدل بوضوح على أن القمع العنيف للتظاهرات السلمية لا يستجيب لتطلعات الشعب الذي يخرج الى الشوارع، كما انه قد يتسبب في دوامة من الغضب والعنف والقتل والفوضى”. واضافت أن “الشعب السوري لا يختلف عن بقية شعوب المنطقة، انه يريد ان يتمتع بالحقوق الانسانية الاساسية التي حرم منها منذ زمن طويل”. وشددت على أن اللجوء الى القوة في مصر وتونس وليبيا واليمن والبحرين قد فشلت في احتواء الاستياء الشعبي و”لم ينتج عنها سوى الإحباط والغضب الذي تحول بعدها إلى غليان”. وأوضحت أنه “عندما تبدأ هذه الدوامة من الصعب جدا إنجاز ما كان ممكنا قبل ذلك، أي ضمان الحقوق المشروعة في التعبير والتجمع السلمي والإصغاء والعمل على تسوية المشاكل الحقيقة”. ونوهت مفوضة حقوق الإنسان بإعلان الحكومة السورية الخميس سلسلة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية لكنها شددت على أن “الافعال ابلغ بكثير من الاقوال”. وخلصت إلى القول بأن “الإعلان عن جملة من الإصلاحات التي طالما كانت مرتقبة والمرحب بها، ومن ثم إطلاق النار على المتظاهرين في اليوم التالي يرسل إشارات متناقضة تماما وينسف الثقة بشكل خطير”.