قالت مستشارة للرئيس السوري بشار الأسد: إنه أمر اليوم الخميس بتشكيل لجنة لرفع مستويات المعيشة ودراسة إلغاء حالة الطوارئ المفروضة في سوريا منذ 48 عامًا. وأضافت المستشارة بثينة شعبان في مؤتمر صحفي في العاصمة السورية أن الأسد لم يأمر قوات الأمن بإطلاق النار على المحتجين في مدينة درعا الجنوبية. وتأتي تصريحات المستشارة بعد احتجاجات واسعة تشهدها البلاد تطالب برحيل نظام الرئيس بشار الأسد. وأكدت بثينة أن المطالب المحقة لأهل درعا تتم معالجتها بالدقة والسرعة المطلوبة، لافتة إلى أنه يجب التمييز بين أمن واستقرار الوطن والمواطن وبين المطالب المحقة. وقالت: إنه "كان هناك تسعة قتلى حتى مساء أمس الأربعاء، إلى أن قضى جريح مساء الخميس، مما رفع حصيلة القتلى إلى 10 أشخاص"، مشيرة إلى أن "الأرقام التي تعطى عبر الإعلام لا تتناسب مع الواقع". وكانت وسائل إعلام متعددة تناقلت أرقامًا مختلفة عن عدد الضحايا الذين وقوع في أحداث درعا يوم الأربعاء، حيث نسبت تلك المعلومات إلى شهود عيان، ووصلت إحداها إلى القول بسقوط مائة قتيل خلال اعتداءات قوات الأمن على المتظاهرين الذين يطالبون بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. وأوضحت بثينة شعبان أن "المطالب محل بحث ليل نهار لدى القيادة، وسنشهد قرارات هامة تلبي احتياجاتنا، وأن هذه الأزمة في درعا تكشف نواحي لم تكن واضحة"، مضيفة أنه "لا موضوع محرمًا بحثه على الطاولة، والأمر الأساسي هو استقرار سوريا وأمنها". وقالت: إن "هنالك حركة مسلحة في درعا وأنه يجري التعامل معها"، موضحة أنه "لو تظاهر 10 آلاف شخص دون سلاح لا توجد لدينا مشكلة في الحكومة السورية، ولكن أن يكون الجامع مخزن أسلحة ويطلق متظاهرون النار على رجال أمن وأطباء فهذا يتجاوز كونه تعبيرًا عن الرأي". وكانت مصادر إعلامية عديدة قد اتهمت قوات الأمن السورية بالهجوم بالأسلحة الحية على المتظاهرين في درعا، ونفت هذه المصادر وجود أية أسلحة بأيدي المتظاهرين. وأضافت أن "التظاهر السلمي مسموح ولكن هذا ليس تظاهرًا سلميًا"، مشيرة إلى أن "المستهدف هو أمن سورية، وموقف سورية في كونها ضلع أساسي في مقاومة الصهيونية"، موضحة في الوقت نفسه أنه "ليس لدى دمشق شك بأن من خسر مواقع في بلدان عربية مؤيدة له ولسياساته، يحاول أن ينقض على سوريا التي هي ضلع المقاومة الأساسي". وأشارت المستشارة إلى أنه "يتم التفريق بين استيعاب ثورات شعبية في بلدان وإثارة الفتن في بلدان أخرى"، مضيفة أن "هدف من يمول ويسلح ليس رفع المعاناة عن الشعب السوري، ونحن نعرف من تجربة العراق وتجربة ليبيا الحالية أن آخر هم المجتمع الدولي هو الشعب السوري". وأردفت أن "أهل درعا وشعب درعا أهلنا"، بيد أنها بينت أنه "لم يتم اختيار درعا لأسباب اجتماعية أو تنموية وإنما لمنطقتها الجغرافية لقربها من الحدود وكونها منطقة يسهل إيصال المال والسلاح إليها ووسائل الاتصال وأثبت تلقي وجود أموال وسلاح". وأصدر الرئيس بشار الأسد أمس الأربعاء قرارًا بإعفاء فيصل كلثوم من منصب محافظ درعا على خلفية الأحداث التي أدت إلى سقوط ضحايا في المحافظة منذ أيام.