وصف خبراء بيان القوات المسلحة الذي صدر منذ قليل بالمنحاز للشعب المصري الذي خرج أمس في كافة الميادين للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسي و جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدين أن المظاهرات المتحضرة السلمية التي خرجت في ملايين أمس أنهت النظام الإخواني وانتصرت لمشروع دولة محمد علي المدنية الحديثة على الدولة الدينية، وعزز ذلك انحياز الجيش الذي ليس له مطامع في السلطة ولا يعنيه سوى حفظ أمن البلاد القومي، بالتوصل لخارطة طريق مع كافة القوى السياسية. ورأى الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، أن البيان يعد إنذارا للحزب الحاكم و الرئيس مرسي للتجاوب مع الشعب وتنفيذ مطالبه، والذي جاء بعد تظاهرات الأمس المليونية الغير المسبوقة والتي أنهت نظام الإخوان سياسيا حتى لو لم يسقط من الناحية الشكلية. وتوقع أن يضع الجيش تصورا لإدارة البلاد بنفسه إذا لم تتفق القوى السياسية فيما بينها على خارطة طريق لرسم المستقبل السياسي، لحين إجراء انتخابات رئاسية، مشيرا إلى أن الجيش لم يتدخل ببيانه في الحياة السياسية ولكنه يحمي الأمن القومي وقرار الشعب المصري صاحب السلطة الحقيقي وصانع الثورة. الكاتب أنور الهواري، يرى أن بيان السيسي يعد انتصارا للثورة ولمشروع دولة محمد علي الحديثة علي دولة« الشباشب والجلاليب والقروش»- علي حد قوله، لافتا إلي أن الشعب المصري انتصر علي إرهاب جماعات العنف والإرهاب التي سبق وأن قامت بمجموعة اغتيالات أبرزها محاولة قتل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر و الرئيس أنور السادات والدكتور رفعت المحجوب، رئيس مجلس الشعب الأسبق والمثقفين أمثال فرج فودة بالإضافة لغير المصريين، مشيرا إلى أن إزاحة "مرسي" عن السلطة مجرد إجراءت تأخذ وقتها وتنتهي، مطالبا إياه بالرحيل. كما أكد على أن الجيش بانحيازه للشعب يؤرخ لدوره في حماية الديمقراطية، لأنه غير طامع في السلطة ولكنه يحمي الشرعية الثورية الشعبية، مشيرا إلى أن اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة بدون "مرسي" يعد تأكيدا على صحة انحياز الجيش للشعب. كانت القوات المسلحة قد أصدرت بيان رسميا منذ قليل واحتوى على : "تمهل الجميع [48] ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخى الذى يمر به الوطن الذى لن يتسامح أو يغفر لأي قوى تقصر فى تحمل مسئولياتها، وتهيب القوات المسلحة بالجميع بأنه إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة فسوف يكون لزاماً عليها إستناداً لمسئوليتها الوطنية والتاريخية وإحتراماً لمطالب شعب مصر العظيم أن تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف والإتجاهات الوطنية المخلصة بما فيها الشباب الذى كان ولا يزال مفجراً لثورته المجيدة".