ذهب مبارك وأتى مرسي ورحل حبيب العادلي وتبدل من بعده 4 وزراء داخلية ، ولازالت نفس الزنازين والضباط والعساكر، لافرق بين خالد سعيد وبين جيكا أو محمد الجندي أو كريستي، نفس التعذيب ونفس القتل، وكأن ثورة لم تقم. المنظمة المصرية لحقوق الإنسان رصدت في تقريرها مقتل 143 على يد وزارة الداخلية في عهد الرئيس محمد مرسي بالإضافة إلى 3462معتقلا خلال عام واحد من حكمه ما يشير إلى ارتفاع نسبة الاعتقالات في عهد مرشح جماعة الإخوان المسلمين عن سابقه المخلوع حسني مبارك الذي بلغ عدد المعتقلين في عهده 18 ألف لكن طيلة 30 سنة أي بمعدل 600 معتقل فقط سنويا، أي أن نسبة الاعتقالات ارتفعت بنسبة 5 أضعاف تقريبا. ويتصادف الاحتفال باليوم العالمي لمناهضة التعذيب مع مرور عام تقريبا على حكم الرئيس محمد مرسي الذي اتفق حقوقيون متخصصون في قضايا التعذيب ، على أن التعذيب في مصر هو القاسم المشترك بين نظامه وسابقيه حسنى مبارك و المجلس العسكري ، بل أكدو أن التعذيب في عهد السابقين كان يتم بحق السياسيين أما في عهد رئيس حزب الحرية والعدالة السابق طال التعذيب عامة الشعب المصري . حيث يرى المحامى محمد زارع، مدير المنظمة العربية للإصلاح الجنائي أن التعذيب في مصر منهجي وأن نظام الحكم الحالي لم يتخذ أي إجراءات لوقفه ، بل على العكس استخدم كل سلطاته لتوسيع دائرة التعذيب ، ويكفى أن جماعة الإخوان المسلمين لما بلغت أكثرية في مجلس الشعب المنحل أو حتى في مجلس الشورى القائم، لم تحاول إجراء أية تعديلات على قوانين ( العقوبات ، السجون ، الطوارىء ، الطب الشرعي ) رغم الدعوات التي ينادي بها الحقوقيون حول هذا الأمر، مشيرا إلى أن وصول الرئيس محمد مرسي للحكم وكان في يده التشريع لفترة ثم انتقل بعد ذلك إلى مجلس الشورى ذو ألأغلبية الإسلامية لم يفيد شيئا في هذا الأمر. كما اتهم النيابة العامة والطب الشرعي بعدم التحقيق بشكل حقيقي في كل تهم التعذيب خلال العام الماضي ، ولم يقدموا أية تقارير من شانها العمل على معاقبة المتهمين بالتعذيب، وكأن هناك إصرارا من جانبهما على إبقاء الحواجز لتعيق تحقيق العدالة ومحاسبة المتهمين وضياع حقوق المواطنين، لافتا إلى قضية الناشط محمد الجندي، عضو التيار الشعبي الذي أثبت الطب الشرعي مقتلة جراء التعذيب ثم أمرت النيابة بتشكيل لجنة خماسية لإعادة إصدار تقرير بشأنه، ما يعني أن هناك إصرار على إخراج القضية وكأنها حادث مروري، كما ردد أنصار الرئيس. وأشار زارع إلى أن التعذيب في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك كان التعذيب يتم بحق السياسيين فقط، أما في عهد الرئيس مرسي لوحظ توسعا في الانتهاكات الغير مبررة بحق عوام الشعب المصري قبل السياسيين، كما ظهر نوع جديد من التعذيب بحق السياسيين على يد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين نفسها كانت أحداث قصر الاتحادية شاهدة عليه. من جانبها قالت الدكتورة منى حامد، مدير العيادة الطبية بمركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، أن الفارق بين نظام حسني مبارك ومحمد مرسي في هذا الملف تصب لصالح الأول رغم أن ثورة قامت ضده، مشيرة إلى أن مركزها رصد نوع جديد من التعذيب وهو العنف بين المواطنين وبعضهم البعض بطابع ديني، وهو ما ظهر فى أحداث الاتحادية ومن بعدها أمام مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين بالمقطم. وأكدت أن هناك زيادة ملحوظة في معدل التعذيب خلال العام الماضي منذ تولى الرئيس محمد مرسى الحكم فى يونيو 2012 ، تبدوا فيها حالة من الانتقام من جانب الأجهزة الأمنية ، وكأنها تعاقب الشعب المصري على الثورة التي قام بها ، أيضا هذه الروح تؤكد حالة الرعب التي تسيطر على جهاز الشرطة من المواطنين وليس خوفا من القضاء أو القانون ، وهو ما يتجلى فى تصرفاتهم أثناء عملية التعذيب. كما أوضحت منى أنه خلال العام الماضي من حكم الرئيس مرسى لم يتم تعديل أي من التشريعات المتعلقة بجريمة التعذيب ، ولم يعيد النظام الحالي هيكلة وزارة الداخلية ، على الرغم من المناشدات العديدة التي أطلقتها المنظمات الحقوقية و نشطاء حقوق الإنسان. المحامى مالك عدلي، مدير شبكة المحامين بمركز هشام مبارك للقانون ، يرى أن الذكرى السنوية لمناهضة التعذيب تأتى هذا العام ولم يتم إحراز أي إجراءات تقدمية ولم تعترف السلطة بجرائمها ، مطالبا الدولة أن تواجه جريمة التعذيب بالاعتراف بانتهاكاتها. وأضاف أن الدولة فشلت في ترسيخ الوعي لدى المواطنين بأن هناك كرامة ليست مرتبطة بالحالة المادية، لكن على مدار العام الماضي فالفقير والعاجز في مصر لابد أن يعذب. وأوضح عدلي، أن جريمة التعذيب في عهد الرئيس مرسى زادت بشكل ملحوظ ، كما أن كل ضباط الشرطة المتهمين بالتعذيب في كافة القضايا الشهيرة حصلوا على براءات أو تم قبول نقضهم على الأحكام الصادرة بحقهم، لافتا إلى أن قتلة خالد سعيد، شهيد الشرطة بالإسكندرية لم يحاسبوا إلى الآن تقرير حقوقي يثبت ارتفاع معدل الاعتقالات في عهد "مرسي" 5 أضعاف عن "مبارك" حقوقيون: "الإخوان" قامت بجزء من مهام "الداخلية"..والتعذيب في عهدهم طال العوام