أعربت مؤسسة الكرامة لحقوق الإنسان عن قلقها في إزاء سقوط متوفين داخل السجون المصرية، بزعم هبوط حاد في الدورة الدموية، خاصة مع عدم التحقيق الجاد في أسباب تلك الوفيات، ومع وجود بعض الشواهد التي تؤكد عدم حدوثها بشكل طبيعي، منبهين في الوقت ذاته أن العديد من قضايا القتل داخل السجون أرفقت بتقرير يبرر الوفاة بالهبوط الحاد في الدورة الدموية وهو تفسير مبهم لا يعبر عن السبب الحقيقي. وقال أحمد مفرح، الباحث بمؤسسة الكرامة الدولة، إن وزارة الداخلية مسئولة عن السجون ومقرات الاحتجاز وعن سلامة السجناء بداخلها وتوفير الرعاية الطبية لهم ومراجعة حالتهم الصحية، فلا يمكن القبول بمثل هذا الرقم الكبير في أعداد الوفيات في أقل من أربعين يوما على أنها وفاة طبيعية، لتتملص وزارة الداخلية من مسئوليتها. وتطالب "الكرامة" بالتحقيق في ملابسات وفياتهم للتحقق من أنها طبيعية وتخلو من أي شبهة جنائية كما ادعت وزارة الداخلية في تقاريرها، فارتفاع الوفيات داخل مقرات الاحتجاز الموجودة بأقسام الشرطة والسجون وفى مناطق جغرافية مختلفة ولمساجين لهم أعمار مختلفة، وإسنادها جميعا للهبوط الحاد في الدورة الدموية، يبعث على الشك حول ملابسات تلك الوفيات. وتلقت "الكرامة" تقريرا طبيا خاصا بنزيلة سجن دمنهور هبة محمد 32 عاما، والتي توفيت في 19 مايو الماضي، وكشف تقرير الدكتور محمد على مقرش، مفتش الصحة بالبحيرة، عن وجود شبهة جنائية في وفاة السجينة، فعثر الطبيب على أوراق وتقارير طبية في ملف السجينة تفيد بأن المسجونة كانت تتردد على المستشفى للغيار على جرح قطعي بالإلية اليسرى طولة حوالى 8 سم. وتوفيت السجينة في ملابسات غير مفهومة، وصدر تقرير طبى بتاريخ 19 مايو برقم 31349 يفيد بوفاة السجينة بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية، وبالكشف الطبي بمعرفة الدكتور تبين أن المتوفية بها كدمة أعلى خلفية الساق اليسرى، وأخرى بمنتصف الفخذ الأيسر من الخلف، وكذا وجود جرح قطعي بأعلى الفخذ الأيسر من الخلف تحت الإلية اليسرى مباشرة بطول 8 سم غائر ومفتوح دون خياطة، وسحوب بالوجه وبقع منتشرة بالزراع الأيسر. وأكد الطبيب استحالة أن يكون هذا الجرح نتيجة انزلاق على الأرض، نظراً لكون الجرح في مكان حساس ويصعب أن يحدث نتيجة لانزلاق، وأن الوفاة قد تكون راجعة لأسباب جنائية، خاصة بعد مخالفة تقارير مستشفى دمنهور العام الذى جاء فيها بأنه تمت خياطة الجرح ب 16 غرزة ما بين ظاهرة وتحت الجلد، وأنه حينما عاين الجثة لم ير أي أثار للخياطة في الجرح. ورصدت "الكرامة" خلال شهر واحد سقوط 3 سجناء على الأقل داخل سجن الوادي الجديد، وهم ثابت محمد على 56 سنة، والذي توفي في 3 مايو الماضي، فيما توفي ابراهيم على 33 عاما صباح 19 مايو، ولحقه في مساء ذات اليوم السجين عثمان ضاحي خميس 56 سنة، وأكدت التقارير الطبية للمتوفين الثلاثة أن سببها هو الهبوط الحاد في الدورة الدموية. وحدثت 3 حالات وفاة هم "مجدي وديع 54 عاما، داخل حجز قسم شرطة الصف، وقالت التحريات إن المتهم أصيب بهبوط حاد بالدورة الدموية، وتوفي المواطن إبراهيم محروس 35 سنة متأثرا بحالة إعياء شديد أصيب بها داخل قسم شرطة امبابة، وتوفي حسام كمال عبدالباقي 26 سنة داخل أحد المستشفيات العامة، التي نقل إليها بعد تدهور حالته الصحية أثناء احتجازه بقسم شرطة حلوان. وكالات