ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن العقيد معمر القذافى – خلال أكثر من أربعة عقود فى السلطة – كان قد نصب نفسه متبرعا بالأسلحة إلى شمال افريقيا، أوجهة مانحة للسلاح للمسلحين والإرهابيين فى جميع انحاء العالم محاربا الحكومات التى لا تعجبه. وقالت الصحيفة إن العديد من هؤلاء الذين طاردوا العقيد إلى قبره ينقلون الأ سلحة الى المتمردين فى سوريا، والذى يعد مصدرا هاما في حالة الانقلاب الدموى هناك. وتقدم الأدلة التى تم جمعها فى سوريا – بجانب بيانات الرحلة ومقابلات مع أعضاء الميليشيات والمهربين والمتمردين والمحللين ومسئولين من عدة دول – لمحة عن جهد معقد ومتعدد الجنسيات، ممول إلى حد كبير من قطر لنقل الأسلحة من ليبيا إلى المقاتلين بالمعارضة السورية. وتقول الصحيفة ان المقاتلين السابقين فى ليبيا – المتضامنين مع المتمردين السوريين – كانوا حريصين على التعاون معهم. وقال "فوزى بوكاتيف"، الزعيم السابق لتحالف الكتائب الليبية، وتم تعيينه مؤخرا سفيرا للبلاد فى أوغندا فى حوار له فى طرابلس "انه مجرد حماس الشعب الليبى فى مساعدة السوريين". وفى ظل تحرك الولاياتالمتحدة وحلفائها الغربيين نحو تقديم أسلحة للمتمردين السوريين، تعطي هذه التحويلات السرية نظرة ثاقبة على خط نقل الأسلحة غير المسجلة التي يصعب مراقبتها أو السيطرة عليها. وبالنسبة لروسيا – التى تعتبر الغطاء الدبلوماسى للرئيس بشار الأسد ومزوده الثابت بالاسلحة، تعتبر سببا في الأزمة حيث أن السلاح الذي باعته لليبيا في الحقبة السوفيتية هو الذي تتاجر به الميليشيات المتطرفة هناك في السوق السوداء ويتم تصديره لسوريا. واشارت الصحيفة الامريكية إلى أن هذه الأسلحة التي انتزعت من الدولة بعد انقلاب الشعب على القذافى عام 2011 – تنقل على السفن أو القوات الجوية الأميرية لشبكة من وكالات الاستخبارات وزعماء المعارضة السورية فى تركيا. واضافت ان طائرة الشحن القطرية "C-17 " هبطت فى ليبيا على الأقل ثلاث مرات هذا العام، منها رحلات الجوية من مطار "معيتيقة" في طرابلس يوم 15 يناير و 1 فبراير، والأخرى التى غادرت بنى غازي يوم 16 أبريل، وفقا لبيانات الرحلة التي قدمها مسؤول طيران في المنطقة، وعادت الطاشرات الى قاعدة "آلا عديد" فى قطر. وقال مسئولون ومتمردون إن الشحنة تم نقلها جوا إلى أنقرة، بجانب أسلحة ومعدات اخرى جمعتها قطر من المتمردين.