اجتمع خمسة أحزاب سياسية بويندي شيرمان، مساعد وزير الخارجية الأمريكي أول أمس الخميس في أحد فنادق القاهرة بممثلي 5 أحزاب على رأسها حزب النور السلفي الذي طالما رفض تدخلات واشنطن في الشأن الداخلي المصري بالإضافة لحزب مصر القوية والإصلاح والتنمية والدستور والوفد – حسبما أعلن محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية. تزامن ذلك مع تسريبات إعلامية تفيد اتصالات بين أمريكا والقوى السلفية في مصر للتباحث حول ملئ الفراغ في مؤسسات الحكم في حال سقوط الرئيس محمد مرسي مع احتجاجات حركة "تمرد" في 30/6 المقبل، باعتبارهم الفصيل الأكبر بعد جماعة الإخوان المسلمين في مصر. لم يصدر عن "النور" أو "مصر القوية" أيه بيانات أو تصريحات صحفية تكشف عن الأسباب التي دفعتهم للجلوس مع الأمريكان أو عما تم التفاوض عليه. عشرات الاتصالات أجرتها "البديل" بقيادات "النور" ومصر القوية" لكي تعثر على جواب عن سبب الاجتماع أو ما جرى به ليطلع الشعب المصري عما تجريه قياداته السياسية مع دولة معروفة بعلاقتها الإستراتيجية مع عدو العرب الأول " إسرائيل" والتي كانت معاهدة الصلح معها سنة 1979 هي السبب الرئيسي في إقامة علاقات قوية مع أمريكا، وفي النهاية لم تنكر الأحزاب جلوسها مع "شيرمان" ولم تفصح عما جرى. حيث اتصلنا بالمهندس جلال مرة، أمين عام حزب النور فنفى امتلاكه لأية معلومة حول ما جرى ولكنه لم ينفي الواقعة في حد ذاتها، وطلب إمهاله بضع ساعات لكي نعاود الاتصال به ويخبرنا بما جرى، وفي النهاية لم يرد. حاولنا الاتصال بالمهندس سيد مصطفى، نائب رئيس حزب النور وبعد محاولات رد علينا ولكن رفض الإفصاح عن التفاصيل والمغزى من المشاركة بحجة أن الرد على هذا الأمر ليس من اختصاصه، وطلب منا الاتصال بالمهندس عمرو فاروق مكي، مساعد رئيس الحزب للشئون الخارجية،والذي لم يفيدنا في شئ بحجة انشغاله باجتماع هام وطلب إمهاله ساعة، وعندما عاودنا الاتصال به رحب بارد عن أي استفسار لنا ، ولكن سرعان ما تغيرت لهجته بعد معرفة سبب الاتصال وسألنا عن اسم المصدر الذي تحدث عن اللقاء وماذا قال بالتحديد، لكنه لم ينفي الواقعة نفسها، وطلب تأجيل الكلام في هذا الأمر لوقت آخر. الأمر نفسه تكرر مع قيادات حزب مصر القوية الذي طالما رفض مؤسسه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح التدخل الأمريكي في الشأن المصري، حيث اتصلنا بمحمد عثمان، المتحدث الرسمي باسم الحزب ورفض التحدث لأن ليس مفوضا في الكلام عن مثل هذا الأمر، فاتصلنا بمحمد الشهاوي، مسئول العلاقات الخارجية لأكثر من 40 مرة حتى رد علينا في النهاية وتهرب من الإدلاء بأية معلومات عما جرى بحجة انشغاله في مؤتمر وأكد أنه سيتصل بنا بعد ساعة ولكن مضت ساعات ولم يتصل أو يرد على محاولاتنا التي تكررت. وقال الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز بن خلدون ل"البديل" إن السلفيين طلبوا منه أكثر من مرة أن يتوسط لهم عن الإدارة الأمريكية للجلوس معهم وفتح قنوات اتصال معهم لأنهم في مرحلة الاستقلال عن جماعة الإخوان المسلمين. وأضاف سعد أن السلفيين أصيبوا بمرض أصاب أغلب الساسة المصريين وهو التظاهر برفض الأمريكان وسبهم ليل نهار في الوقت الذي يجرون فيه اتصالات من الباطن. سعد الدين إبراهيم: السلفيون طلبوا مني التوسط لهم عند الأمريكان للجلوس معهم