ذكرت صحيفة "زيمبابواي إندبندنت" أن بناء سد النهضة الإثيوبي سيؤثر حتما على حصة مصر من مياه النيل والتي تعتمد عليها لتلبية احتياجات الشعب المحلية من موارد مائية لأزمة الزراعة والصناعة وتوليد الكهرباء. وستتأثر زراعة المحاصيل في مصر في وقت تستورد فيه البلاد نحو 40% من احتياجاتها الغذائية وتشهد زيادة سكانية عالية، وحال انخفضت حصة مصر من مياه النيل، فإن المصريين معرضون ل"مجاعة"، كما أن نشوب حرب بين مصر وإثيوبيا أمر غير وارد، لكن احتمال كبير أن تواجه مصر نقصا مروعا في الغذاء خلال 10 أو 15 عاما من الآن. ويعني سد النهضة الإثيوبي اقتطاع 20% من حصة مصر السنوية خلال السنوات الخمس القادمة، وهي فترة استكمال بناء السد، وحتى بعد ذلك ستكون هناك خسارة سنوية كبيرة نتيجة عملية التبخر. هذه مجرد البداية لمصر، حيث تعتزم إثيوبيا إنفاق نحو 12 مليار دولار على السدود على النيل الأزرق للري وتوليد الكهرباء. كما أن أوغندا تتفاوض حاليا مع الصين لتمويل سد آخر على النيل الأبيض، وسوف يتبع هذا المزيد من السدود ومشاريع الري. وأصبحت مصر تواجه أخطارا تهدد أمنها القومي، وأنها إذا لجأت إلى الخيار العسكري، فلن يكون أمرا سهلا، فبخلاف بعد المسافة والتحديات العسكرية، لن تقبل بذلك الصين التي تمول معظم مشاريع السدود على نهر النيل. كما أنه في ظل توتر العلاقات بين القاهرة وواشنطن التي كانت تدعم الموقف المصري قبل ذلك، فإن تورط الولاياتالمتحدة في مواجهة مع الصين على مصر أمر مستبعد تماما. ومن جهة أخرى، أعلن الرئيس الأوغندي "يوري موسيفيني" تأييده لخطط إثيوبيا لبناء سد النهضة على النيل الأزرق حسب ما ذكرت صحيفة" وول ستريت جورنال" الأمريكية. وقال " موسيفيني" في خطاب له الخميس إن إثيوبيا وكذلك الدول الإفريقية الأخرى بحاجة إلى مثل هذه المشروعات لتوليد الطاقة الكهربائية وتحفيز اقتصاداتها، وحماية البيئة من الفلاحين، الذين يواصلون قطع الغابات من أجل الحصول على الوقود الحيوي. وأضاف" موسيفيني" في خطابه: "إنه من المستحسن أن تتحلى مصر بضبط النفس وأن تتصرف في إطار مناقشات عقلانية من خلال منظمة وادي النيل، لا يوجد إفريقي يريد أن تتأذى مصر، ومع ذلك، لا يمكن لمصر أن تستمر في إيذائها لأفريقيا السوداء وبلدان المناطق المدنية". وأشار إلى أن "تهديد النيل هو عدم وجود الكهرباء في المناطق المدنية وعدم وجود نهضة صناعية ومن هنا تأتي أهمية توليد الطاقة الكهربائية حتى يتوقف الناس عن استخدام وقود الخشب وهذه هي الطريقة الصحيحة". وفي السياق ذاته، قال التليفزيون الإسرائيلي إن قرار البرلمان الإثيوبي الذي اتخذه، أول أمس الخميس، بالمصادقة على اتفاقية "عنتيبي" التي تحرم مصر من حقها في الحصول على مياه نهر النيل، من شأنه تعميق الأزمة السياسية مع القاهرة. ولفت إلى أن أصوات مصرية كثيرة نددت بخطوة بناء السد في الآونة الأخيرة، مشيرة إلى أن البعض ألمح إلى أن هذه الأزمة قد تتسبب في حرب مع إثيوبيا، على الرغم من أن المتحدث العسكري "العقيد أحمد علي" صرح بأنه من المبكر التحدث عن تدخل عسكري في أزمة سد النهضة.