استغاثات وصراخات مدوية يطلقها أهالى المرضى أمام بنوك الدم بالأسكندرية، رحلة عناء شاقة يعيشها الباحث عن أكياس دم للمرضى المضطرون إلى دخول غرفة العمليات أثر الحوادث المفاجئة أو الأطفال مرضى الهيموفليا أو أنيمنيا البحر الابيض المتوسط، فيدور الباحث بحلقة مغلقة برحلة الذهاب الى بنوك الدم بالاسكندرية بداية من بنك كوم الدكة الى الهلال الأحمر وبنك دم الشاطبى انتهاءًا إلى بنوك الدم بالمستشفيات الخاصة والمشترطة نقل المريض اليها حتى تمده بالدم. ظهرت بالأونة الأخيرة نقص شديد فى أكياس الدم بكل فصائلها بالبنوك بالاسكندرية، ورصدت "البديل" الظاهرة من خلال المواطنين وردود المسئولين عليها. تقول ألفت جعفر ، زوجى أصيب بفيرس دمر الغشاء البروتينى المغلف للأعصاب والذى أصابة بتوقف الحركة بكافة أجزاء الجسد، وعلاجه الوحيد هو تغيير دم الجسم بالكامل من خلال أعطاءه 90 وحدة بلازما فصيلة b+على مدار خمس جلسات وكل يوم 18 وحدة، وعند ذهابنا الى بنك الدم بكوم الدكة قالوا لا يوجد هذه الكمية وغير مسموح بأعطاء المريض اكثر من كيس واحد فقط مقابل 114جنية وشخص متبرع للبنك بالدم . وتضيف جعفر ، أنها رضخت للأمر الواقع وطالبتهم بالكيس المقرر ولكنهم قالو لها غير مسموح خروجه الا الساعة التاسعة صباحا فقط عندما يأتى الموظفين، وانها ذهبت لكافة بنوك الدم بالشاطبى والهلال الأحمر وكأنهم أتفقوا على هذه القرارات وعدم صرف سوى كيس دم واحد فقط فى اليوم. وتتسأل هل يعقل مثل هذه القرارات أن يصرف للمريض كيس دم واحد فقط، حتى فى الحالات الطارئة. ويقول هانى جابر - محامى، أبنى مولود جديد عمره أسبوعين وأصيب بوعكة صحية سببت له سيولة بالدم ،وقال الأطباء بأنة يجب نقل كمية 50 جرام من صفائح الدم فصيلة a-، وعندما ذهبت الساعة الثامنة مساءا الى بنك الدم بكوم الدكة قالوا لى لا يوجد دم نفس الفصيلة وحتى أذا تواجد قرارات الأدارة تفيد أن تستلم كيس الدم الساعة التاسعة صباحا . ويؤكد جابر ،أن والدم الطفل نفس الفصيلة وطلب منهم أن يقوموا بسحب كمية الدم من الأم والقيام بأستخلاص صفائح الدم المطلوبة وبهذا يكون تم حل المشكلة ،ولكنه تفاجئ أن بنك الدم فى المساء لا يوجد به فنى معمل ولاطبيب ولا ممرضة حتى يسحبوا كمية الدم، ولكنه وجد أفراد لا تربطهم صلة بطبيعة العمل ووجدهم نائمون . ويضيف ، أنه ذهب الى مستشفى السلامة الخاصة ووجد بها فصيلة الدم ولكنهم لم يبيعوا أكياس الدم لمرضى من خارج المستشفى وأنما بنك الدم يغذى رواد المستشفى فقط ، وطالبوه أن ينقل الصغير للعلاج فى المستشفى مقابل أعطائة الدم المطلوب. ويتسائل جابر هل ينتظر أبنه الموت بسبب عدم توافر 50 جرام من الدم، وهل يترك المرضى للموت بسبب قلة الامكانيات وسوء أدارة بنوك الدم، وهل أعطاء الدم للحالات الحرجة ينتظر قدوم الموظفين الساعة التاسعة صباحا. ويرد نشأت محمد مدير، العلاقات العامة ببنك الشاطبى قائلا، "يوجد ندرة فى عدد المتبرعين بالدم وكنا نعتمد على كميات الدم الآتية من المساجد والحملات التى تتم بالاتفاق مع أئمة المساجد بصلاة الجمعة، وبالأونة الأخيرة لم تعد تلك الحملات قائمة، لذلك نشترط على المستفيد بكيس الدم أن يأتى بمتبرع إلى البنك ليتم صرف الدم للمريض وأن يقوم بدفع 114 جنيه مقابل التحاليل التى تتم على كيس الدم لضمان سلامتة وخلوه من الفيروسات.