شهد محيط وزارة الثقافة اليوم الأربعاء، احتجاجات واسعة للفنانين والمثقفين المصريين ضد أخونة وزارة الثقافة، وطالبوا برحيل وزير الثقافة ورئيس الجمهورية ومرشد جماعة الاخوان المسلمين، فى نفس الوقت واصل عدد كبيرمن الفنانين والمثقفين اعتصامهم داخل مكتب الوزير، واصدروا بيانا احتجوا فيه على فصله لعمال مكتبه الذين سمحوا لهم بدخوله. كما قام موظفى مكتب الوزير بطرد صحفيي جريدة الحرية والعدالة من داخل الوزارة، وهتفوا بسقوط حكم الإخوان ورحيل الوزير. وشهد شارع شجرة الدر، حيث مقر الوزارة، اشكالا فنية متعددة للاحتجاج، حيث عزف مجموعة من شباب "اوركسترا القاهرة" النشيد الوطنى، ومارش الرحيل، وتفاعل المارة والمحتجين معهم وعلت الهتافات "أكتب على جدران الاوبرا .. 30 ستة الثورة الكبرى" و "يا اللى بتشتم فى الباليه.. وانت سهران فى الكبارية"، وغنى الشباب أغنية 100 يوم"، وقدمت فرقة مسرح الشارع عرضاً احتجاجياً تفاعل معه الجميع . من ناحية أخرى وزع مجموعة شباب "البخاوية" بيانا لها تتضامن فيه مع المثقفين وتوجه انذارا ل"الأفاقين" وتتوعد بالقصاص للشهداء واختتمته بقولها : "عاش عطاء مثقفى مصر منذ بيرم التونسى وسيد درويش وطه حسين ونجيب محفوظ حتى نجم وبهاء طاهر وشباب مصر الطاهر"، وغنى كل من رامى عصام، وعزة بلبع، وقدمت فرقة " تليتوار" القادمة من المنيا للتضامن مع المثقفين، عرضاً غنائيا بداته باغنيتها الشهيرة "لسه الطريق يا بلدنا ما انتهاش". وقال محمد جمعة، مخرج الفرقة ل"البديل" : "اتينا اليوم لنقول إن الإخوان لا يصلحوا لإدارة مؤسسات الفن والثقافة". وقالت الفنانة ايناس عبد الدايم، رئيس دار الأوبرا المصرية السابقة، إن اليوم عرس للثقافة المصرية ولجبهة الإبداع، وأن أجمل ما فيه هو انضمام العاملين فى مكتب الوزير واتحادهم مع المحتجين ،وهو ما يظهر مدى القمع الذى يتعرضون له، مشيرة إلى أنها تتمنى خلاص مصر من هذا "الكابوس" وهذا الوزير الذى أصبح هناك استحالة فى استمراره فى منصبه. وأكدت منى برنس، الاستاذة بجامعة قناة السويس، أنها سعيدة بهذا الشكل الحضارى للاحتجاج على عدوان الاخوان على الثقافة، ومحاولتهم لتجهيل الشعب المصرى وحرمانه من الثقافة والفنون، مضيفة أن ما يحدث فى وزارة الثقافة يحدث فى الجامعة وفى كل مكان "فالاخوان ضد أى تفكير علمى أو ابتكارى أو له علاقة بالثقافة والفن" حسب قولها. وتابعت "نحن شعب حضارى عمرنا آلاف السنين وهم عمرهم 80 سنة ولن يقبل المصريين الاستمرار فى هذا الخراب على كل المستويات". فيما قالت سحر فاروق " ربة منزل " إنها انضمت اليوم للمثقفين دفاعاً عن حق ابنتها فرح فى عزف "الفلوت" بدار الأوبرا، مؤكدة رفضها لاخونة الثقافة . من جانبة قال الناقد محمد كمال، عضو اللجنة الخماسية لتسيير اعتصام المبدعين داخل الوزارة والتى تضم "المخرج عصام السيد والناشر محمد هاشم والمنتج محمد العدل والناشط أحمد بهاء الدين شعبان"، إن هذا المشهد تاريخى وجديد تماما على الحركة الثقافية العربية التى استعادت عافيتها لتطيح بوزيركل قراراته عشوائية، معتبرا هذا اليوم بمثابة "بروفة ليوم 30 يونيو" فالشعب أيقن أن هذه الجماعة ليست من نسيج هذا الوطن. وأكد هيثم عبد الحفيظ، مدير عام الفنون التشكيلية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، أن الإخوان ضد الثقافة المصرية، وأن تطاولهم عليها بهذا الشكل أشبه " بدبور زن على خراب عشه".