استقبلت محافظة الأقصر، اليوم الأحد، في الرابعة عصرا، وفد السائحين الإيرانيين الأول، والبالغ عدده 65 سائحا، علي متن الفندق العائم "شاتو لافيت"، وسط احتفاء وترحيب بالغين من شركات السياحة، حيث استقبلت الوفد بالهدايا التذكارية. حرص السائحون الإيرانيون فور وصولهم على زيارة معبد الكرنك، والتجول في شارع "سافوي" لشراء الهدايا الفرعونية، ومن المقرر وفق برنامج الوفد السياحي أن يتوجه صباح غد الاثنين، إلى منطقة وادي الملوك، وتمثالي ممنون ومعبد حتشبسوت بالبر الغربي بمدينة الأقصر، بالإضافة إلى جولة في الأسواق السياحية. من جانبه، قال ثروت عجمي - الخبير السياحي بالأقصر، إن السائح الإيراني مثله مثل أي سائح من جنسية أخرى، وبرنامج الزيارات المعد له مثل برنامج أي فوج سياحي آخر، والسائح الإيراني يعد سائحا جيدا في ظل حالة الركود السياحي الذي تعاني منه المحافظة عقب أحداث الثورة، فضلا عن القرار الذي صدر مؤخرا بمنع السياحة من محافظتي الأقصر وأسوان، لذا علينا أن نتعامل مع السائح الإيراني كأي سائح آخر، ولا علاقة لنا بعقيدته أو مذهبه. وفي لقاء سريع ل "البديل" مع السائح الإيراني أحمد حسين علي "المعروف بشي خان أخلاق" - ويعمل بمجال المعمار، داخل أروقة معبد الكرنك، إن زيارة مصر أمنية أي مواطن إيراني، ورغم تحذيرات إيران لبعض السائحين بالعدول عن السفر إلى مصر بدعوى ما بها من انفلات أمني، إلا أن الكثيرين منا أصروا علي القدوم إلى مصر ثقة في وجود الأمن الذي يوليه المصريون عناية فائقة أثناء تواجد الإيرانيين في مصر. وأضاف "شي خان" أنهم كإيرانيين يفضلون مصر رغم ما تفرضه شركات السياحة المصرية من تكاليف إضافية، لأنها في النهاية تعد أقل من نفقات السياحة في دول مثل فرنسا وروسيا وغيرها. ومن داخل "الكرنك" العريق، توقع "شي خان" أن تشهد الفترة المقبلة انفتاحا بكل المقاييس بين مصر وإيران، وأن كل ما يشاع لبث الخوف والهلع تجاه إيران ودخولها أي مكان هو من قبيل سياسة "فرق تسد" التي ينتهجها الغرب، فمنذ سنوات لم يكن العرب يذكرون ولا ينظرون إلى العقيدة الخاصة بكل منهم بنفس التخوف، لكن هذه التفرقة والتوجس وضعها وينميها الغرب الذي يتبع كل السبل للاستيلاء على ثروات الشرق الأوسط.