قالت صحيفة "حريات" التركية إن موجة الاحتجاجات في "تقسيم" غيرت الصورة العامة لرئيس الوزراء التركي"رجب طيب أردوغان"، فلم يعد الشخصية المقدسة لدى الشعب بعد موقفه المتشدد من المتظاهرين وإصراره على تحويل البقعة الخضراء الوحيدة المتبقية في ميدان تقسيم إلى مبنى للتسوق. وبعد أن أكد "أردوغان" أن جهود المتظاهرين لن تفلح، تكاثرت الحشود حتى وصلت إلى مئات الآلاف، ويرجع ذلك أيضا للأساليب الوحشية التي استخدمتها الشرطة لتفريق المحتجين. كما اتسعت رقعة الاحتجاجات إلى خارج اسطنبول حتى وصلت إلى أنقرة وأزمير وإسكيشهير، وأصيب نحو عشرة آخرين. واتهام "أردوغان" للمعارضة التركية بأنها أحد العوامل الرئيسية لتأجيج الاحتجاجات، قاد إلى نتائج عكسية، حيث حفز حزب الشعب الجمهوري المعارض أنصاره على عبور مضيق البسفور والوصول إلى ميدان تقسيم، رغم تواجد قوات الشرطة المعززة بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه. كما عاد الرئيس التركي"عبد الله جول" من تركمانستان، وأجرى ثلاث مكالمات هاتفية لمحافظ اسطنبول، ووزير الداخلية، و"أردوغان" نفسه، طالبا منهم وقف تدفق المزيد من المتظاهرين، وبعد تلك المكالمة انسحبت الشرطة من الميدان، ولكن المتظاهرين رددوا شعارات مطالبين برحيل "أردوغان". وبإمكان المعارضة في تركيا أن تحرك القوى؛ لوقف عرض سياسة الرجل الواحد صاحب القوة الجبارة، ويمكن القول إن متنزه تقسيم قد هز صورة "أردوغان" بطريقة كبيرة.