قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية اليوم، إن الاحتجاجات المناهضة لرئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" تتواصل لليوم الثاني على التوالي وسط استمرار للرد العنيف من جانب الشرطة على المتظاهرين. وأضافت أنه على الرغم من أن الاحتجاجات تشهد اتساعا في المناطق ذات الكثافة العلمانية أكثر منها المحافظة، فإن حجم المظاهرات وسرعة نموها، تبدو كرد فعل ليس فقط على وحشية الشرطة وإنما على النهج العام لحكومة "أردوغان". ويقول "كوراى كالسكان"، كاتب تركي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة اسطنبول، إن "تكسيم جيزي بارك" هي ميدان تحرير جديد في المنطقة، في إشارة إلى مركز ثورة 25 يناير في مصر. وذكرت الصحيفة أن التوترات في تركيا نشبت بسبب العنف الذي تعاملت به قوات الشرطة مع المحتجين على تحويل الحكومة حديقة عامة بميدان تقسيم لمركز للتسوق. ويقول ساسة المعارضة وبعض المراقبين إن القمع المستخدم هو جزء من نهج قمعي متزايد من قبل الحكومة، التي استخدمت الغاز المسيل للدموع على عدة مظاهرات أخرى الشهر الماضي. وأشارت إلى ما يصفه المنتقدون بأنه علامة أخرى على النهج الانقسامي، أعلن "أردوغان" هذا الأسبوع عن تسمية الجسر الذي سيمتد على مضيق البوسفور، بتكلفة 3 مليارات دولار، باسم السلطان سليم، الذي أسس الخلافة العثمانية وتسبب في مذبحة لأعضاء الأقلية الدينية العلوية. ولفتت إلى أن مشروع بناء مركز تسوق على الحديقة يعنى تحويل القلب الرمزي لاسطنبول. وأوضحت "فايننشال تايمز" أنه بينما يفضل" أردوغان" بناء مسجد على الموقع، وهو الأمر الذي أشعل جدلا مريرا في الماضي، فإن الاحتجاجات الحالية تركز على ما يمكن أن يكون القضاء على واحدة من المساحات الخضراء القليلة في المدينة، في الوقت الذي يتم فيه إزالة ملايين الأشجار بسبب المشروعات العملاقة شمال اسطنبول.