جاء رفض كافة أشكال التطبيع الثقافي والفني مع الكيان الصهيوني على رأس توصيات المؤتمر القومي للمسرح المصري التي أصدرها في جلسته الختامية مساء أمس الأربعاء بعد ثلاثة أيام شهدت حوارًا بين المسرحيين حول قضايا مسرح الدولة والأقاليم والمستقلين، واختتم المؤتمر بمناقشة قضايا التوثيق والدراسات المسرحية وحفظ ذاكرة المسرح المصري. وجاء في توصيات المشاركين بالمؤتمر رفض التطبيع وفق ما استقر عليه جموع المثقفين بجميع أطيافهم في كل تجمعاتهم، والتأكيد على مسئولية الدولة عن المسرح في مصر، ورفض أن تتخلى عنه مهما كانت الأسباب؛ باعتبار أن المسرح عنصر مهم من عناصر الهوية الثقافية والقوة الناعمة الحضارية التي نتميز بها على مستوى المنطقة العربية والعالم. وطالبوا أن تتبنى الدولة برنامجًا استراتيجياً للتنمية الثقافية أساسها غرس المسرح في تقاليد وعادات الانسان المصري منذ الطفولة وكسر العزلة بينه وبين الناس؛ حيث إن حالة المسرح غائبة في حياته ومغيبة في اهتمامات الدولة وعلينا أن نعيدها إلى الوجود في كل القرى والنجوع بدءاً من المدرسة إلى الجامعة واعتباره جزءاً من العملية التعليمية والتربوية والتثقيفية، وهو المشروع الذي بدأته الثقافة الجماهيرية ولم يستكمل حتى الآن. واستنكر المسرحيون الهجمات الرجعية التي تقوم بها بعض التيارات الدينية المتطرفة ضد الثقافة والمثقفين وضد الفن والفنانين كالقضايا التي رفعت ضد بعض رموز الفن والثقافة وآخرها إغلاق مسرحية في مدينة الغردقة، وذلك باستخدام القوانين السيئة السمعة والمقيدة للحريات أو عن طريق الترهيب والتكفير باسم الدين وهو منهم براء، كما استنكروا بعض التصريحات الرسمية التي تتعلل بحجة ضرب الفساد في وزارة الثقافة لتكون مبرراً لضرب الثقافة والمثقفين وتصفية الحسابات. وطالبوا بتشكيل مجلس أمناء شعبي للمسرح من كبار المسرحيين ورموز الفكر والثقافة يقوم بالنظر في خطط الإنتاج المسرحي وضرورة ارتباطه بالأهداف الثقافية الاستراتيجية، كما يمثل المجلس آلية للمراجعة والمتابعة والمحاسبة وتقييم الحالة المسرحية ونواحي القصور واقتراح الحلول الممكنة. وضرورة إقامة المؤتمر القومي للمسرح المصري بصفة دورية كل عام لدراسة دفتر أحوال المسرح والمشكلات التي تعوق ازدهار الفن المسرحي وكيفية استعادة جمهوره وكتابه وفنانيه الذين هجروه أو تناسوه، كما أوصوا بإعادة فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في موعده تأكيداً على الدور الثقافي لمصر على المستوى الإقليمي والدولي إضافةً إلى المهرجان القومي للمسرح والمهرجان العربي للمسرح تأكيداً على دور مصر القومي. وحث المشاركون كبار الفنانين المصريين للعودة إلى المسرح كي يقوموا بدورهم الثقافي والوطني من أجل تدعيم الفن المسرحي، ودعوهم لأن يخصصوا شهراً سنويًّا للعمل على خشبة المسرح وبأجر رمزي كضريبة وطنية سواء بالرعاية أو المشاركة. مع التأكيد على رفض تخفيض جوائز الدولة، وأوصوا برصد جائزة كبرى للمسرح المصري تليق بقيمته وأهميته على غرار جائزة الشعر والرواية والترجمة تمنح لشخصية مسرحية مرموقة تقديراً لإنجازاتها في مجال الفن المسرحي كل عام أو عامين، إضافة إلى ضرورة الحفاظ على الجوائز التي رصدتها الدولة للثقافة وزيادتها باعتبارها عنواناً حضارياً لاحترامها وتقديراً لدور الثقافة في تقدم ونهضة المجتمع. وأوصى المؤتمر برفض نظام انتخاب مديرى المسارح على أن يكون الاختيار معتمداً على معيار الكفاءة والمهنية، والتحقيق في مشاكل المسارح المغلقة والمسرح القومي وحصر مسارح الدولة التي هدمت وإنشاء فرق مسرحية تابعة للبيت الفني للمسرح بالمحافظات المختلفة، ودعموا اقتراح نقابة المهن التمثيلية بزيادة موارد مسرح الدولة من خلال اشتراكات أعضاء النقابات المختلفة التي تمنحهم مميزات الحضور المجاني لعروض مسرح الدولة وتطبيق الحد الأقصى والأدني للأجور وإنشاء مركز لتدريب العمالة الفنية في المسارح.