شهد المؤتمر الذي أقامته الهيئة العامة للكتاب اليوم بمناسبة مرور خمسين عامًا علي إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية، اهتمامًا خاصًا بالأدب الأفريقي وترجمته إلي اللغة العربية ، حيث أجمع المشاركون في جلسة "الأدب الأفريقي" علي العنصرية والفوقية التي يتعامل بها الأدباء والكتاب مع أدب القارة السمراء، وشارك في الجلسة "د- سهير المصادفة، عاطف عبدالمجيد، د- حسين محمود، الشاعر رفعت سلام". قالت د- سهير المصادفة: أن ترجمة الأدب هي الوحيدة التي يعبر بها شعب عن شعب آخر بعاداته وتقاليده وطقوسه دون المرور علي الحكومات والأفكار الأيدولوجية من أي نوع ، وأضافت المصادفة أننا لم ننتبه بعد الي كنوز أفريقيا الأدبية وفي الوقت نفسه نتمادي في مغازلة الأدب الفرنسي والأسباني والإنجليزي كما خطط لنا المستعمر الذي دفعنا إلي تبجيل كل ما تنتجه الحضارة الغربية. من جانبه قال عاطف عبدالمجيد: أن العرب لا يهتمون إلا ببقع سلط عليها الضوء من قبل، ولا يفكرون في التطرق لمناطق جديدة ، مشيرًا إلا أن المشكلة في إهمال الأدب الأفريقي لا تكمن في الأفراد وإنما هي مشكلة مؤسسات بما فيها الصحافة والتليفزيون . وفي حديثه عن الأدب الأفريقي قال عبدالمجيد: أن الأدب الأفريقي يمثل منجم إبداعي خطير لا نعرف عنه إلا أقل القليل ومازالت أفريقيا بالنسبه للكثيرين من الأدباء المصريين مناطق غامضة لا نعرف عنها سوي الفقر والمرض. وحكي عبدالمجيد عن تجربته في ترجمة الجزء الأول من ثلاثية الكاتب "جان ديفازاتيا ما الجابوتي".. "رحلة العم ما "، حيث قال أنها سيرة للواقع والمجتمع الأفريقي يتحدث فيها الكاتب عن مشكلات وهموم مجتمع كامل وصراعات علي مستويات عديدة منها الصراع بين القرية والمدينة ، الأبيض والأسود ، والمواطن الافريقي والوافد . من جهة أخري قال د- حسين محمود: أن الأدب الافريقي الناطق باللغة العربية والمترجم الي الإيطالية ظل محبوسا حتي ثمانينيات القرن العشرين ولم يعرف إلا بعد فوز ثلاثة من أدباء أفريقيا بجائزة نوبل . وذكر محمود: أن إيطاليا باتت تهتم كثيرا بالأدب الأفريقي حتي وصل عدد دور النشر التي تسوق له الي 50 دار ، مشيرا الي وجود الكتب الدراسية التي تدرس للطلبة الإيطاليين الأدب الأفريقي . وقال الشاعر رفعت سلام: أنه لا يوجد اهتمام عام او مؤسس للأدب الافريقى ولذلك نجد الترجمات الافريقية نقاط ضوء قليلة جدا ليس لها أي تأثير في المشهد الثقافي المصري رغم أهميته، وأضاف قائلا "نحن لا نسعى لاكتشاف الأدباء الأفارقة رغم أنها مسألة بسيطة لأن معظم الأدباء الأفارقة يكتبون بالانجليزية والفرنسية ، و دائما ما نردد اننا إفريقيين واننا لسنا عنصريين إلا اننا نتعالى دائما على الأفارقة". وختم سلام حديثه قائلا: "يجب تغيير النظرة الفوقية المترسخة لدينا لانها غير حقيقية.فنحن لسنا متقدمون عليهم ومن ينظر حتى لرؤيتهم الأدبية يدرك ذلك ونحن إلى الان نتخبط ولا نعرف ما نأخذه من التراث وما نتركه"