رجحت صحيفة "السفير" اللبنانية أن وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" لن يجد التفاوض الواضح الذي انتظره من المعارضة السورية؛ ليبادل به موافقة "دمشق" المبدئية بالجلوس إلى طاولة المفاوضات في "جنيف"، التي سلمته إياها موسكو منذ ثلاثة أيام. ورأت الصحيفة أنه سيكتفي الوزيران الأمريكي "جون كيري والروسي سيرغي لافروف" بعشائهما الباريسي مع نظيرهما الفرنسي "لوران فابيوس". وقالت الصحيفة اللبنانية إنه اللقاء السابع من نوعه منذ الإعلان عن التفاهم على "جنيف"، والذي يؤكد أن التحضيرات مستمرة ولن توقفها سواء تأتأة المعارضة السورية في مقاربة قضية المفاوضات مع النظام أو تباطؤ عملية إنضاج القرار المعارض في اسطنبول. وقال مصدر في «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إن قضية ذهاب «الائتلاف» إلى المفاوضات محسومة وإن "كيري" كان واضحاً جدًّا خلال لقائه وفد الائتلافيين في عمان الأسبوع الماضي بهذا الشأن. وأوضح أن "كيري" أبلغهم «إذا لم تذهبوا إلى جنيف فستخسروننا ولن تتلقوا لا الدعم العسكري ولا السياسي». وقال "كيري" للائتلافيين المعترضين على التفاوض مع النظام، بحجة رفضهم أي تفاوض لا يفضي إلى تنحي الرئيس "بشار الأسد": «تعالوا إلى جنيف واطرحوا ما تشاءون». وقال المصدر إن اتجاهاً يسود لدى الكثيرين بالذهاب إلى "جنيف" مع الإبقاء على العمل العسكري والقتال ضد النظام مستمرًّا، وكان مقدراً أن يحصل الأمريكيون مساء أول أمس كحد أقصى على إعلان واضح من «الائتلاف» بانخراطه رسميًّا في مفاوضات "جنيف"؛ لافتتاح المرحلة الثانية من التفاهم الروسي - الأمريكي. وكان للإعلان المعارض من اسطنبول أن يمنح الزائر الأمريكي في باريس تفويضاً موازياً لما حصل عليه الروس من دمشق في اليومين الأخيرين، ويفتح تبادل التفويض بين طرفي النزاع باب البحث جديًّا بالمواعيد والأسماء المشاركة في الوفود والأجندة السياسية والأوراق المطروحة، لكن عربة المشاورات الائتلافية في اسطنبول تعثرت بعد مغادرة السفراء الأمريكي والفرنسي والبريطاني لقاعة الاجتماعات مساء الجمعة الماضي. وقضى توقفها بالتمديد حتى الأربعاء المقبل، ريثما يتم التوصل إلى اتفاق بين أركانه المجتمعين منذ الخميس الماضي على نقطة توسيعه، الخلافية الأساسية، ويحاول المعارض "ميشال كيلو" إنشاء كتلة وازنة تحد من نفوذ جماعة الإخوان المسلمين وترفع من حضور الديموقراطيين والعلمانيين داخل «الائتلاف». ويطرح "كيلو" لائحة تضم 25 اسماً معارضاً يمثلون وجوهاً يسارية وعلمانية ونسوية وليبرالية، بدعم إماراتي وسعودي، وقال مصدر ائتلافي إن محاولة دفع 25 اسماً إلى «الائتلاف» تلقى مقاومة شديدة من تحالف يضم رياض سيف وكتلة الأمين العام ل «الائتلاف» مصطفى الصباغ، المؤيَد قطريًّا، وكتلة إعلان دمشق التي يقودها رئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا. وكان «الائتلاف» قد توصل إلى إنشاء هيئة وساطة للبت في عملية التوسيع، لكن الهيئة ترفض أن تنضم اللائحة التي يطالب "كيلو" بضمها دفعة واحدة إلى عضوية «الائتلاف». وقال هيثم المالح «من غير الممكن أن نقبل بذلك، ولا بد أن ندرس السيَر الشخصية لكل منهم، وهناك أكثر من 300 طلب انتساب إلى الائتلاف»، وقال القطب السوري المعارض إن الإخوان المسلمين لا يبدون اعتراضاً كبيراً على توسيع «الائتلاف»، وإن لقاءات مع مسئولين سعوديين سهلت الاتفاق على توسيعه، وإن لقاء ممثل «الإخوان» في «الائتلاف» "فاروق طيفور"، قبل حوالي الأسبوعين، مع رئيس الاستخبارات السعودية "بندر بن سلطان" قد فتح خطوط حوار سياسي. وطمأن «الإخوان» على دورهم في المعارضة بعد تراجع الدور القطري لمصلحة السعودية. ووصف الخلاف مع «إعلان دمشق» بأنه مجرد موقف أناني من قبل جورج صبرا ورياض الترك للبقاء في موقع القرار السياسي، مع اقتراب استحقاق التفاوض في "جنيف". أما القطب المعارض "رياض سيف" فيطالب بأن تضم اللائحة، التي تقدم بها "كيلو"، بعضاً من أنصاره، ليقيم هو أيضاً كتلة تؤيد تياره الوسطي، لكن الخلاف الأساسي، الذي لا يزال يعرقل توسعة «الائتلاف»، يقوم مع الأمين العام "مصطفى الصباغ". وتقدم "الصباغ" بعرض لمجموعة "ميشال كيلو" تقضي بضم 30 عضواً إلى «الائتلاف» شريطة تقاسم الأسماء مناصفة، وهو ما اعتبرته مجموعة "كيلو" محاولة للالتفاف على مشروع تعزيز الاتجاه العلماني الديمقراطي داخل «الائتلاف» لأنه يبقي الكتلة الإسلامية والقطرية الوازنة الأقوى ويحبط هدف العلمانيين بتحجيم نفوذ الإسلاميين. وتم تحديد سقف التنازلات من قِبَل مجموعة "كيلو" حتى الآن ب 21 اسماً قبل الدخول في الملفات الأخرى، واعتبار التوسعة ناجزة، ورفضت هيئة «الائتلاف» مساء أول أمس عرضاً بالتصويت على الأسماء الجديدة كتسوية بين الطرفين. وقال مصدر في «الائتلاف» إن تسوية رفضتها مجموعة "كيلو" قضت بقبول اللائحة مقابل الإبقاء على الصباغ أميناً عامًّا ل «الائتلاف» وانتخاب "صبرا" رئيساً له و"غسان هيتو" في منصب «رئاسة الحكومة المؤقتة». وأضاف المصدر «تعرضنا إلى ضغوط عربية وغربية هائلة للقبول بهذه الصيغة، لكننا رفضنا»، وليس من المستبعد أن يصطدم «الائتلاف» بالجدار في اسطنبول خلال اليومين المقبلين. يقول المعارض المقرب من مجموعة "ميشال كيلو" «إما أن يقبلوا بلائحتنا كما هي، أي 25 اسماً، وإما أن نترك الائتلاف ونسقط الشرعية عنه، وينكشف بأنه مجرد إطار إسلامي لا أكثر». أما قضية "جنيف" فالأرجح أن الائتلافيين يستبقونها في أدنى جدول أعمالهم الإسطنبولي، وهي قضية، كما يقول الائتلافي السوري، سنعالجها على ضوء التقدم في مسألة التوسيع، فإذا لم نتوصل إلى توحيد «الائتلاف» سنذهب كل بوفده للتفاوض مع النظام. اخبارمصر-البديل