منذ أن وضع الدستور الإيراني بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران والإطاحة بنظام الشاه عام 1979 ويذهب الإيرانيين لصناديق الإقتراع لإختيار رئيس الجمهورية كل 4 سنوات .. وبالرغم من اختلاف المتخصصين والمحللين حول منصب رئيس الجمهورية في إيران واشارة البعض إلى أن السلطة الفعلية في إيران في يد مرشد الثورة وليست في يد رئيس الجمهورية إلا أن الإعلام العالمي يهتم دوما بالإنتخابات الرئاسية الإيرانية ويعطيها مساحة كبيرة من تغطيته غير غافلا لأهمية هذا المنصب الذي أعطى له الدستور صلاحيات ليست بالهينة تجعل له التأثير في القرار الإيراني والعلاقات الخارجية والشئون الإقتصادية .. حيث نص الدستور الإيراني في المادة 113 على أن منصب رئيس الجمهورية هو أعلى سلطة رسمية في البلاد بعد القيادة وهو رأس السلطة التنفيذية .. وأعطاه حق إبرام الإتفاقيات والمواثيق بعد عرضها على البرلمان .. كما نص الدستور الإيراني في المادة 126 على مسئولية الرئيس المطلقة عن الأمور التخطيطية وميزانية الدولة .. وهو من يعين الوزراء ويشكل الحكومة ويعرضها على البرلمان لمنحها الثقة .. وله حق عزل الوزراء وتعديل الحكومة .. منذ قيام الثورة وحتى اليوم تعاقب على منصب الرئاسة في إيران 6 رؤساء كان أولهم الحسن بني صدر الذي تولى المنصب لعام واحد ثم تم عزله من قبل البرلمان الإيراني ثم تولى المنصب محمد علي رجائي الذي أغتيل بعد أيام من توليه السلطة في انفجار مجلس الوزراء عام 1981 .. ثم تولة المنصب علي خامنئي وهو المرشد الحالي للجمهورية في إيران والذي تولى الرئاسة لدورتين متتاليتن منذ عام 1981 وحتى عام 1989 والتي شهدت الحرب العراقية الإيرانية .. خلفه من بعد رابع رؤساء إيران هاشمي رفسنجاني لدورتين متتاليتن أيضا منذ عام 1989 وحتى 1997 والذ في عهد حاول التواصل مع الغرب وفتح قنوات إتصال وأنهى الحرب العراقية الإيرانية وتعرض لإتهامات متكررة من الإعلام بجمع أموال وثروات وهم وما كان ينفيه على الدوام وجاء خلفا لرفسنجاني الرئيس الخامس محمد خاتمي عضو تجمع العلماء المجاهدين الشهير بفكره الإصلاحي وظل في المنصب حتى العام 2005 .. واخرهم كان الرئيس الحالي أحمدي نجاد عمدة طهران الذي فاز بانتخابات 2005 وهو المحسوب على التيار المحافظ , والذي علا نجمه في فترته الأولى من الحكم وتصدرت أخباره الصحف حتى العربية واعتبره الكثيرون زعيما له احترامه وتقديره .. ورشح نفسه لدورة أخرى عام 2009 وفاز وهي الإنتخابات التي حاولت الولاياتالمتحدة والغرب تصويرها بأنها مزورة أو تم التلاعب بنتائجها .. في الفترة الأولى لأحمدي نجاد ارتفع الناتج الإدمالي المحلي لإيران وانخفض التضخم وقلت نسبة البطالة بشكل كبير .. وشهدت غيران قفزة إقتصادية تشهد له كفائته .. إلا انه وبعد فترته الثانية التي أوشكت على الإنتهاء خلف البعض من المشاكل الإقتصادية حيث عاد معدل التضخم في الإرتفاع وانخفضت قيمة التومان الإيراني .. ينتظر الرئيس القادم الكثير من الملفات أهمها داخليا حل مشكلة التضخم والوقود وخارجيا الملف النووي الإيراني والأزمة السورية .. بعد انتهاء المرحلة الأولى من تقدم المرشحين انتهت التصفيات بين 8 مرشحين رئيسيين يتنافسون في 15 يونيو المقبل على منصب رئيس الجمهورية .. ومن الجدير بالذكر انه كان من المتقدمين للمنصب هاشمي رفسنجاني الرئيس الأسبق وعضو مجلس صياتة الدستور وأيضا رحيم مشائي حليف نجاد ووزير السياحة السابق ونائب رئيس الجمهورية .. ولكن كلاهما استبعد من السباق الرئاسي .. وظلت التنافس بين ال 8 المرشحين .. من أبرزهم الشيخ حسن روحاني .. المحسوب على التيار الإصلاحي وكان كبير المفاوضين في الملف النووي أثناء فترة الرئيس خاتمي والأمين العام السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني .. والذي أعلن ضمن حملته الإنتخابية إنه سيسعى لما وصفه تفاعلا بناء مع العالم، في إشارة إلى الدول الغربية التي زادت من العقوبات على طهران لكبح جماح برنامجها النووي. وأضاف أنه في حال فوزه فإنه سيشكل ما وصفها بحكومة الحكمة والأمل التي ستحقق كرامة إيران الإسلامية وتنقذ الاقتصاد الوطني وتحيي الفضيلة في المجتمع