بعد إعلان وزارة الأوقاف، نتيجة اختيار الأئمة الجدد، قام الكثير من المتقدمين للمسابقة بتقديم تظلمات للوزارة، خاصة أن هناك من تم اختياره، على الرغم من حصوله على نصف مجموع درجات الامتحان الذي عقدته الوزارة، متسائلين عن كيفية الاختيار، ومطالبين بإعطائهم بيان بدرجاتهم، للتأكد من صحة الاختيارات، ونفي الظلم الواقع عليهم. اتهم بعض المتقدمين للاختبارات، الوزارة، بأنها لم تعتمد على المعايير التي تم وضعها لاختيار الائمة، وكذلك عدم وجود قواعد محددة للامتحان، حيث يقوم أعضاء اللجان بالزيادة أو النقص في الأسئلة، حسب أهوائهم الشخصية، لذا فقد التقت "البديل" بالمتظلمين من نتيجة المسابقة، في محاولة للوصول إلى الحقيقة. في البداية يقول سليم جمال- أحد المتقدمين لتلك المسابقة، والحاصل على ليسانس أصول الدين والدعوة 2010: "إنه في يوم 24 / 3 حدثت بعض الاعتراضات من المتسابقين، كبار السن خريجي دفعات 1998 وحتى 2004، وغيرهم ممن زادوا علي سن الثلاثين، على اختبارهم بعد مرور سنين علي تخرجهم وانخراطهم في العمل، مما حدا بهم إلى نسيان معظم ما درسوه في الكليات، متسائلين كيف يتم اختبارهم مع حديثي التخرج، خاصة وأنهم حصلوا علي شهادات معتمدة من كليات الدعوة. ويلتقط "محمد عيسي"- ليسانس دعوة إسلامية 2007، طرف الحديث، قائلًا: "إنني لا أعرف علي أي أساس يتم اختيار الناجحين، هل على أساس الحفظ، أم الأقدمية، فهناك أقوال بأنه إذا نجح أكثر من العدد المطلوب، فالأولوية للأقدم، وفي هذا ظلم لحديثي التخرج الناجحين". وتابع: "تصريحات وزير الأوقاف، بأن الأولوية لحفظة القرآن، ليست فى موقعها الصحيح، فكيف إن كان حافظًا للقرآن ولا يعرف الفقه، وليست عنده موهبة الخطابة، وماذا لو هناك شخص ملم بالسنة والفقه ويحفظ نصف القرآن مثلا من الأولي. وأشار "ياسر عبد الحكيم"- ليسانس الدعوة الإسلامية 2006، إلى أنه كان يتمني أن تكون هذه المسابقة مخصصه فقط لخريجي "دعوة إسلامية وأصول الدين" بقسم الدعوة، لأن هذه هي الوظيفة الوحيدة المتاحة لهم، وأن غيرهم من التخصصات لهم فرص في وظائف أخري؛ وأوضح أنه كلما تأخر موعد الامتحان عن دفعة التخرج، قلت فرص النجاح بالنسبة للمتقدم، لأن الحياة وظروف المعيشة لا تعطي الإنسان فرصة للمراجعة علي ما قام بدراسته، مشيرًا إلى أن موقع الامتحان في مسجد "الفتح"، ليس مناسبًا نظرًا لأن الزحام قد يشتت تركيز الممتحنين، ويساعد علي تسريب الأسئلة، مضيفًا "هناك أسئلة تعجيزية وهناك كلام علي "أخونة" الوزارة". بينما قال "محمد عبدالقادر"، أحد المتقدمين للمسابقة من محافظة المنوفية، إنه توجه للامتحان يوم 3 يناير، مشيرًا إلى أنه عندما دخل اللجنة، طلب منه الممتحن، أن يختر ورقة من بين 10 ورقات بها الأسئلة، فاختار الورقة الأولى، مؤكدًا أنه أجاب على كل الاسئلة الموجودة فيها بإجابات صحيحة، حازت إعجاب الحاضرين؛ وأشار إلى انه عندما أخبر أحد الممتحنين انه حاصل على الإجازة فى قراءة "حفص"، قال له: "يبدو من قراءتك أنك حاصل عليها"، مؤكدا له أنه سوف يكون من الناجحين، لكنه اكتشف بعد ذلك، أنه لم يتم اختياره ضمن ال 3 آلاف، الذين نجحوا في المسابقة، مضيفا أنه ذهب إلى الوزارة ليحصل على كشف بدرجته في الامتحان، إلا أنهم رفضوا دخوله الوزارة أو إعطائه بيان بالدرجات. وقال "أيمن مشعل" - محافظة المنوفية، إن لجنته بأكملها تم استبعادها، بعد أن أكد لهم الدكتور مصطفى اللاهوني- المسئول عن امتحانهم، أن أكثر من 75 % منهم، قد نجحوا في الاختبارات، وأن المسئولين في الوزارة طالبوهم بإعادة الامتحان؛ وأشار "مشعل" إلى أن هناك من أرسل للمتسابقين في اللجنة، فاكسًا مكتوب بخط اليد، مفاده أنه يجب عليهم التوجه لمقر نقابة الدعاة، لإعادة الإمتحان مرة أخرى، مؤكدًا أن هذا القرار يتعارض مع ما قاموا بتوقيعه ضمن أوراق التقدم للمسابقة، وهو أنه إذا تقدم المتسابق للإمتحان مرتين يعتبر راسبًا. وأكد "مشعل" أنهم التقوا الشيخ سلامة عبدالقوي- المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف، وأنه اتهمهم بتقديم رشوة للممتحنين، وعندما واجهه بقية زملائه، قال لهم إنهم رسبوا في الامتحان، والوزارة تريد أن يعيدوا الامتحان حتى ينجح منهم من ينجح. وتابعه فى الحوار "سلامة سامي" - أحد المتقدمين للمسابقة، قائلًا: "إن الشيخ "سلامة عبدالقوي"، انفعل أثناء المقابلة، وما تكلم به لم يكن منطقيًا، أو يدخل العقل، حيث أنه مرة يقول أنهم رسبوا، وأخرى يؤكد أنهم أخذوا درجات موحدة، وأن الوزارة تشك في رشوة أعضاء لجنة الامتحان". وأضاف "سامي" أنهم اتصلوا بالدكتور "مصطفى اللاهوني"، والذي أكد لهم أن حوالى 30 إلى 35 من اللجنة ناجحين بدرجات عالية، وهو ما يؤكد أن هناك نية مبيتة لاستبعادهم من الكشوف النهائية، مشيرًا إلى أنه أكد استعداده للشهادة معهم بهذا الكلام، في القضية التي رفعوها أمام القضاء، للفصل في المسألة. على جانب أخر كان ل"البديل" لقاء مع العلماء والمختصين من أهل الدعوة.. ويوضح الدكتور أحمد عمر هاشم- رئيس جامعة الأزهر السابق، أن الشروط التي يجب أن تتوفر في المتقدم للمسابقة، هي حفظ للقرآن الكريم، والقدرة على إلقاء الخطبة والدرس بطريقة صحيحة، وأن لا يعتلى منابر الأوقاف إلا من يمتلك القدرة والكفاءة المهنية والعلمية. وأضاف "هاشم" أن معيار اختيار الأئمة، يجب أن يكون الكفاءة، وليس المجاملة أو محاباة شخص أو فصيل بعينه، وأن يتم ذلك عن طريق لجنة محايدة من "الأوقاف" أو عن طريق هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ويتم اختيارهم بدقة؛ أما عن أولى الناس بالإمامة، فيؤكد "هاشم" أنه من كان أكثر اتصافا بالصفات الواردة في قوله صلى الله عليه وسلم: "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء، فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلماً، ولا يؤمن الرجل في سلطانه ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه"، لذلك يجب أن تتم مراعاة اختيار الإمام من قبل "الأوقاف" حسب شروط قوية، أهمها هي حفظ كتاب الله والمعرفة بسنة النبي "صعلم"، وأن يمتلك القدرة على إلقاء الخطبة والدرس، وذلك عن طريق مسابقة عامة يتولى الإشراف عليها مجموعة من علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف. ومن جانبه يؤكد المحامي والداعية "يوسف البدري"، أنه ليس كل عالم يصلح أن يكون خطيبًا وإمامًا، كما أنه ليس كل عالم يصلح أن يكون مفتيًا، لأن الخطابة والإمامة تحتاج إلى مواهب خاصة، وأشياء لا تتوافر في كل الناس. وطالب "البدري" الأوقاف بالبعد عن الوساطة كما هو معلوم للجميع، وأن لا يختار إلا صاحب الحق، المناسب لذلك المنصب الجليل لأن ذلك المكان صعد إليه سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، لذلك يجب أن تبتعد الوزارة عن المجاملات، لأننا نرى في هذه الأيام مستوى الأئمة وما وصلوا إليه من مستوى ضعيف للغاية وذلك لأن أغلب الأوقات لا تتم الاختيارات بالكفاءة ولكن بالوساطة والمحسوبية وهو ما نتمنى أن يختفي من بلادنا. وأكد "البدري" أن هناك قصورًا من قبل "الأوقاف" متسائلًا: "أين التقديرات العلمية في تلك الاختيارات"، مؤكدًا على ضرورة أن تكون هناك مقابلة شخصية، والتي تسمى ب"كشف الهيئة"، وأن تكون في تلك المقابلة مناقشات كافية ومستوفية لجميع الأسئلة التي تضمن أن يخرج لنا أئمة أقوياء يحملون راية العلم والحق. وأوضح أن الاختبار يجب أن يكون على عدة وجوه أهمها الشكل التحريري والذي تفتقده وزارة الأوقاف وأن يكون في معارف عامة، يناقش المتقدم في مواد التخصص بجانب المعلومات العامة، فيجب على الإمام والخطيب أن يكون ملما بكل جوانب الحياة، الوجه الثاني أن يكون الاختبار شفهيا وأن تكون الأسئلة أيضل مثله مثل الاختبار التحريري، وأن يكون المتقدم حافظًا لكتاب الله، عالمًا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وليعلم المسئولين في وزارة الأوقاف أنهم لو اختاروا إماما وهناك من هو أكفأ منه فقد خانوا الله ورسوله وخان الإسلام والمسلمين. أخبار مصر- البديل المستبعدون: لا يوجد معايير لاختيار الأئمة .. وشبح "الأخونة" يسيطر على النتيجة "أحمد عمر هاشم": لابد ان يتم اختيار الأئمة من خلال هيئة كبار العلماء "يوسف البدري":من يختار إمامًا وهناك من هو أكفأ منه فقد خان الله ورسوله والإسلام والمسلمين