تنتج إفريقيا 98% من الألماس الصناعي و93% من ألماس الزينة كما أن إنتاج إفريقيا من الذهب يبلغ 80% من الإنتاج العالمي، كما أن إفريقيا تمد العالم باليورانيوم؛ "فالقنبلة الذرية التي ضربها الأمريكان على اليابان كان اليورانيوم فيها من الكونغو"؛ لذلك فإن إسرائيل وأمريكا متهافتة على إفريقيا لا من أجل سواد عيون عملائها بل من أجل اليورانيوم والمعادن بها. كما أن الثروة النفطية فيها تبلغ 25% من الإنتاج العالمي وأن نسبة الطاقة المائية فيها تصل إلى ما يقرب من ربع إمكانات العالم في هذا المجال الحياتي؛ فمخططات أمريكا وإسرائيل تنفذ بها وفق الظروف الملائمة لها عبر نهب ثروات الشعوب الإفريقية، هذه الشعوب التي تسعى للتحرر الأمني والاقتصادي. وتتضح استراتيجية أمريكا وإسرائيل في أفريقيا في مختلف المجالات على النحو التالي: أولا-إن إفريقيا بقعة لها وزنها في شتى المجالات فهى قارة الكنوز المعدنية التي يسيل لها لعاب أمريكا والغرب وإسرائيل التي تعمل لاستغلال القارة بصور شتى. ثانيا- الآن السؤال الذي يطرح نفسه ما هو سبب ازدياد تأييد دول إفريقيا سياسيا واقتصاديا وأمنيا لإسرائيل؟ الجواب: هو إقامة العلاقات السياسية والاقتصادية والتعاون الأمني والعسكري ما بين العديد من الدول العربية والإفريقية مع أمريكا وإسرائيل. ثالثا-ازدياد حجم التبادل التجاري الإفريقي مع إسرائيل والذي ارتفع من 5% في السنوات الأخيرة ليصل إلى 22%من المجموع الكلي لصادرات إسرائيل. رابعا_لو قمنا بعملية مقارنة لعلاقة العرب مع الدول الإفريقية لوجدنا أن إسرائيل قد احتلت مكانا متقدما في كافة الدول الإفريقية باستثناء خجول لبعض الدول ومنها العربية وبرغم مما يتوفر للعرب من عوامل مساعدة لوجودنا في هذه القارة نستطيع أن نقول في هذا الشأن الآتي: أ-يوجد ثماني دول إفريقية تعتنق الدين الإسلامي.منهم 55% من سكان إفريقيا مسلمون. ج-إن الحالات التي نجحت فيها إسرائيل لم يكن هذا النجاح راجعا إلى إسرائيل بل يكمن في دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية لها. د-عدم قدرة الأنظمة العربية على مواجهة النشاط الإسرائيلي في هذه البلدان بخطط مدروسة وبتنسيق مركز في جميع المجالات وخاصة الأمنية والاقتصادية والعسكرية. إسرائيل: مصر إلهام ونموذج للشعب الإفريقي طوع اللوبي الصهيوني الإدارة الأمريكية بكافة أجهزتها الدبلوماسية والسياسية والمخابراتية وعلى رأس هؤلاء بوش الابن الذي قال في شهر مارس عام 2004 :سنتصدى لحفظ كرامة الإنسان وضمان الحريات الدينية في كل مكان من العالم من كوبا إلى الصين إلى جنوب السودان". والذي نستنتجه مما ذكر أن هذا الدعم الأمريكي الإسرائيلي يترتب عليه نتائج عملية أهمها: أ-إحباط ما تبقى من الدعم العربي للشعب السوداني والعمل على عرقلة العمل في قناة"جونقلي" لتخزين ما يصل إلى 5 مليارات متر مكعب من المياه سنويا. لم يرق ذلك للأمريكان والإسرائيليين ومن هنا حرصت أمريكا وإسرائيل على تحذير الجنوبيين من أن ذلك المشروع سيكون وبالا عليهم لأنه سيخزن كميات ضخمة من المياه لن ينتفع بها الجنوبيون والذي سينتفع بها السودانيون الشماليون والمصريون، كما نبهت الدولة الاستعمارية أمريكيا والدولة المحتلة إسرائيل الجنوبيون إلى وجود خطة لتهجير أكثر من 6 ملايين من الفلاحين المصريين للجنوب للتأثير على التركيبة السكانية هناك. ب- أرسلت إسرائيل أهم خبرائها الاقتصاديين وهو البروفيسير إيلياهو لوتنسكي إلى جنوب السودان من أجل تقدير حجم القوة النفطية في السودان. والذي نستنتجه أن السودان وجنوبه كان محط اهتمام اليهود منذ أن ضربهم الشتات فالاهتمام اليهودي كان منصبا على ابتلاع السودان بخيراته أما خلفية هذا الاهتمام فهي ناجمة عن كون اليهود سيجدون الأرض الجغرافية والثروات الزراعية والنفطية وكذلك المعادن الدفينة تحت التراب فضلاً عن سيطرتهم على منابع النيل الأزرق وتحقيق وعدهم بإسرائيل الكبرى. وحين نعلم أن من بين قادة التمرد الجنوبي وأخطرهم ديفيد بسيوني الذي نسق علاقات المتمردين مع البيت الأبيض وإسرائيل، من خلال ذلك تبلورت سياسة جديدة أمريكيةاتجاه إفريقيا عموما والسودان خصوصا، وتمثلت في إيجاد كتلة إفريقية تمتد من القرن الإفريقي شرقا إلى السنغال غربا، وتكون لها السيطرة الكاملة على مصادر المياه أي منطقة البحيرات العظمى. إن هذا التشكيل يرمي إلى إنشاء بنية أساسية لمصلحة شركات النفط والتعدين الأمريكية، وعندما زار بوش الرئيس الأمريكي السابق إفريقيا أطلق مبادرة تجاه القرن الإفريقي الكبير هذه المبادرة الصادرة من رئيس أمريكي، والتي حاول فيها ربط التطورات التي تجري في السودان بتفاعلات شرق إفريقيا والقرن الإفريقي بعيدا عن الإطار العربي. الشركات الأمنية بوابة إسرائيل للتغلغل في إفريقيا من أبرز الشركات التي تم رصدها في هذا المجال شركة "بنيتل إنترناشيونال سكيوريتي" التي أسسها الجنرال الإسرائيلي بني طال سنة 1981، وهو ضابط أمن عمل في مجال الحراسات الشخصية لمسئولين إسرائيليين كبار مثل إسحق رابين وشمعون بيريز. وتنشط الشركة من خلال أربعة فروع في إسرائيل وفرنسا والولاياتالمتحدةالأمريكية وإيطاليا، وتفتخر بأنها بنت شبكة علاقات دولية تقدم خدمات أمنية وصلت إلى حد التدخل في النزاعات الداخلية للدول، وخاصة الإفريقية منها التي تعاني من حروب أهلية. واتهمت المنظمة العربية لحقوق الإنسان العاملين في هذه الشركة بتحولهم إلى "مجرد مرتزقة يرتكبون الجرائم لحساب قادة وأجهزة استخبارات متنفذة". وفي شهر يناير من هذا العام، أصدرت الشركة تقريرا ذكرت فيه أنها قامت بإنقاذ زعيم إفريقي لم تذكر اسمه، مكتفية بقولها إنه في منطقة تسودها حرب أهلية وأحداث دامية. وقالت الشركة في تقريرها إنه "في ضوء ما يحدث في وسط إفريقيا من حروب أهلية دامية وأعمال شغب غالبا ما يطلب من الشركة توفير حراسات لرؤساء هذه الدول، وتدريب الحراس الشخصيين لهؤلاء وفقا للمبادئ المتبعة في إسرائيل". ومن المفارقة أن بني طال -الذي يفتخر بمتانة علاقاته مع القادة الأفارقة من خلال ما يقدمه من خدمات أمنية لهم- اقترح -وفقا لصحيفة جيروزاليم بوست- على رئيس بلدية تل أبيب تطهير المدينة من المهاجرين الأفارقة بإرسال مئات من حراس الشركة المسلحين لتجميع الأفارقة في شاحنات تمهيدا لترحيلهم خارج إسرائيل، معتبرا أن هؤلاء من أكثر العرقيات إثارة للفوضى والخراب. وأكدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أن ظاهرة الشركات الأمنية الإسرائيلية الخاصة التي تنشط خارج إطار القانون في اتساع كبير، ونظرا للسرية التي تحيط بعمل هذه الشركات، فإنه لا يعرف على وجه الدقة حجم الخسائر التي تسببها في أوساط المدنيين، وعلى وجه الخصوص في الدول الإفريقية التي تسودها اضطرابات دموية. أجرون جيرشون: حان الوقت لاستعادة الكرامة والشرف في إفريقيا وفقا لجريدة جيروزاليم بوست الصادرة بتاريخ 30 ديسمبر 2009 ، قال أجرون جيرشون رئيس سابق لبلدية القدس في الذكرى الثمانين لتأسيس الصحيفة:إن شيمعون بيريز صرح بأن إسرائيل تعلق أهمية كبيرة على زيارة زعيم الشباب الإفريقي الذي يمثل صحوة في إفريقيا من الاستعمار والإمبريالية، وأضاف "لقد حان الوقت لاستعادة الكرامة والشرف في إفريقيا". وأشار إلى أن هناك ثلاثة سفراء أفارقة، يشاركون في المنظمات متعددة الجنسيات الإفريقية كانوا حضورا في المؤتمر الذي قال بيريز فيه هذا الحديث لسماع ما سيقوله بيريز عن قارتهم، وكان من بينهم عميد السلك الدبلوماسي أسومبا أتوندي هنري، سفير الكاميرون السابق؛ وخوسيه مانويل، سفير أنجولا السابق، وجان باتيست جوميس، سفير ساحل العاج. وأشارت جيروزاليم بوست أيضا إلى أن بيريز قال إن جناسينجبي رئيس توجو السابق سيأتي إلى إفريقيا بحيث قادة جميع الدول الإفريقية يمكن أن يسمعوا عن كيفية رؤية إسرائيل للقارة، وأضاف بيريز أنه على يقين أن تلك الزيارة ستؤدي إلى تغيير كبير في العلاقات.